سلوفينيا... دليلك للسياحة في بلاد التاريخ والطبيعة

سلوفينيا... دليلك للسياحة في بلاد الثقافة والتاريخ والطبيعة

31 يناير 2019
تجمع سلوفينيا العديد من الثقافات (Getty)
+ الخط -

لم يحدث أن جمعت دولة في أوروبا الوسطى هذا الكم الهائل من تنوع الثقافات كما هو الحال في سلوفينيا. وعلى مر التاريخ، خضعت سلوفينيا لحكم الإمبراطورية الرومانية، المجرية، والسلافية، وترك هذا التنوع أثراً في تركيبة السكان وتقاليدهم وعاداتهم.

صحيح أن سلوفينيا ككيان سياسي تعتبر دولة حديثة نسبياً، لكن تاريخها يعود إلى القرون الأولى للميلاد. وأصبحت سلوفينيا من الوجهات السياحية المفضلة عند السياح لعدة أسباب، منها التنوع الثقافي والتاريخي، وجمال طبيعتها، إضافة إلى تكاليفها المنخفضة.

وتقع في وسط قارة أوروبا، تحدّها إيطاليا من جهة الغرب، وكرواتيا والمجر من جهة الجنوب الشرقي، ومن الشمال النمسا، كما تطل على البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأدرياتيكي، ناهيك عن إطلالتها على جبال الألب. فما رأيكم في قضاء أولى إجازات عام 2019 في ربوع سلوفينيا؟ 

المدينة القديمة

تعتبر العاصمة ليوبليانا أولى الوجهات الرئيسية إلى سلوفينيا. تتميز بموقعها الجغرافي، وتعد حلقة وصل ما بين شرق البلاد وغربها. تلقب بمدينة القصور والجسور، نظراً لكثرة القصور والجسور التي تربط أجزاءها ببعضها البعض.



تتميز بهندستها المعمارية التقليدية، حيث يغلب الفن الباروكي على معظم معالمها. يقصد السياح قلعة ليوبليانا، وللوصول إلى هناك، لابد من ركوب عربة التلفريك، والاستمتاع بالمناظر الخلابة للمدينة. كما يقصد السياح مبنى البلدية، القصر الملكي القديم، الساحات القديمة، وكنيسة سانت نيكولاس.

في المساء، لابد من زيارة البلدة القديمة؛ شوارع ضيقة، وأبنية تاريخية، وساحة كبيرة تضم نوافير المياه والتماثيل. يمكنكم تناول العشاء والاستمتاع بالموسيقى الحية في المطاعم والمقاهي الشعبية المنتشرة في أزقة المدينة القديمة، وقضاء أمسية فنية رائعة.


جزيرة بليد وبحيرتها

في شمال غرب سلوفينيا، تقع جزيرة بليد التي تحتوي على بحيرة بليد، واحدة من أجمل الأماكن في البلاد. تجذب هذه المنطقة المتزوجين، كونها أجمل الأماكن الرومانسية في أوروبا. تتميز بطبيعتها الخلابة وفنادقها المبنية على الطراز القديم، ناهيك عن وجود الكثير من النشاطات الترفيهية.

تتميز البحيرة بمياهها الصافية، يمكنكم الاصطياد في الأماكن المخصصة، أو إطعام البجع والطيور، أو حتى التنزه بقارب سياحي. وفي فصل الشتاء يتجمد جزء كبير من البحيرة، وتصبح حلبة لمحبي التزلج، حيث يستطيعون ممارسة هوايتهم.

بعيداً عن البحيرة، ما رأيكم بالتنزه في البلدة القديمة؟ تتميز البلدة بهندستها المعمارية الفريدة، منازل بيضاء ذات قرميد أحمر، وشوارع ضيقة. ولا تفوّتوا فرصة زيارة الأماكن الأثرية، كقلعة بليد الأثرية، والتي يعود تاريخ تشييدها للقرن السابع عشر.


بيران والسحر الإيطالي

تتميز جمهورية سلوفينيا بصغر مساحتها الجغرافية، لا تتعدى 20274 كيلومتراً مربعاً، ولذا يمكن زيارة كافة مدنها في وقت قصير. الجولة التالية ستكون إلى مدينة بيران، الواقعة جنوب غرب سلوفينيا. هناك ستعيشون السحر الإيطالي.

ببساطة، فالمدينة المطلة على ساحل البحر الأدرياتيكي كانت خاضعة لحكم إمارة البندقية لقرون، ولذا تجدون أوجها كثيرة من التشابه بينها وبين مدينة البندقية، كالهندسة المعمارية والطعام وتقاليد السكان.

تحتوي المدينة على الكثير من المعالم التاريخية، كالساحة الرئيسية والتي يعود تاريخها للقرن الرابع عشر، كما تحتوي أيضاً على الكثير من الكنائس التي تعود للقرون الأولى ميلادياً.

ولاكتشاف جمال المدينة، لابد من السير على الأقدام، بين الجسور الخشبية والأسوار المحيطة بها. وفي المساء، لابد من تذوّق الأسماك المشوية في المطاعم المنتشرة على طول البحر الأدرياتيكي.

 

أماكن متنوعة

لا تنتهي الرحلة من دون زيارة مدينتي ماريبور وسيليج. في مدينة ماريبور القريبة من الحدود النمساوية، يحظى السائح برحلة سياحية استثنائية، حيث تتميز هذه المدينة بجمال طبيعتها، وتنوع الأماكن التي يمكن زيارتها، كالكهوف والشلالات.

كما تتميز المدينة بكثرة النشاطات الترفيهية المتنوعة في الهواء الطلق، ولذا فهي وجهة محببة للعائلات. محبو الريف، لابد من زيارة مدينة سيليج. تعتبر من أقدم وأصغر المدن في سلوفينيا. تحتوي على معالم تاريخية وأثرية متنوعة، كالقلاع والحصون.

كما تتميز بأجوائها الريفية، ولذا يقصدها السياح بهدف الاسترخاء. ولقضاء يوم ممتع في سيليج، عليكم تناول الفطور التقليدي من الكعك والجبن في المطاعم الريفية، ومن ثم القيام برحلة لزيارة أسواق البلدة القديمة وشراء المنتجات العضوية، وبعدها يمكنكم التنزه في الحدائق العامة، أو حتى زيارة الأماكن الأثرية التي تعود للقرون الوسطى. 

الوجه الآخر

تعتبر سلوفينيا من الدول الناشئة، وتتمتع بنمو اقتصادي لافت. تختلف مصادر الاقتصاد بين الصناعات الثقيلة والصناعات الغذائية والخدمية، والزراعة التي تشمل حوالي 40% من أراضي البلاد، وتشمل أهم المحاصيل الذرة والبطاطس والقمح، إلى جانب الفواكه.

كما تجذب قوانينها الاستثمارات الأجنية العالمية، خاصة تلك التي تعمل في مجال التكنولوجيا. تعمل السلطات على تطوير البنى التحتية، وتشجيع القطاع السياحي كونه يشكل مصدراً هاماً للإيرادات المالية.

يعمل جزء كبير من سكان سلوفينيا في القطاع الزراعي، وهو قطاع واعد جداً في البلاد، نظراً لما تتمتع به من أراض زراعية خصبة.

تتميز السياحة في سلوفينيا بأسعارها المقبولة، مقارنة مع دول أوروبية أخرى. بعيداً عن سعر تذاكر السفر، والتي عادة ما تكون مكلفة، فإن خيارات الإقامة في البلاد متنوعة، ما بين الفنادق ذات الخمس نجوم، والتي تتراوح أسعارها ما بين 100 و150 دولاراً تقريباً، والفنادق ذات الأربع نجوم والتي تتراوح ما بين 50 و70 دولاراً، والفنادق ذات الثلاث نجوم والتي تتراوح ما بين 30 و40 دولاراً. كما يمكن للسائح اختيار بيوت الشباب ذات التكلفة المنخفضة.

وسائل النقل في سلوفينيا متاحة للجميع، وهي أيضاً متنوعة ما بين الحافلات العامة والقطارات وسيارات الأجرة، والتي عادة ما تكون مرتفعة التكاليف، لذا يفضل استخدام الحافلات العامة.

أما بالنسبة إلى أسعار الطعام، فهي أيضاً متنوعة، خاصة أن هناك الكثير من العروض التي تقام يومياً ما بين الساعة 12 إلى الساعة 4 بعد الظهر، ويمكنكم اختيار الأطباق التي تناسب ميزانيتكم.

دلالات

المساهمون