الفحم الحجري وقوداً رخيصاً للتدفئة في الشمال السوري

الفحم الحجري وقوداً رخيصاً للتدفئة في الشمال السوري

25 يناير 2019
ارتفاع أسعار المحروقات في سورية (Getty)
+ الخط -
لجأ المواطنون السوريون في مناطق ريف حلب الشمالي إلى الفحم الحجري وقودًا للتدفئة كبديل عن المواد الأخرى كالمازوت والبنزين بعد ارتفاع أسعار الأخيرة، وسط الحديث عن المنطقة العازلة شرقي الفرات، التي تعتبر المصدر الرئيسي للوقود لكل من مناطق إدلب ودرع الفرات وغصن الزيتون.

الفحم المنتج من حراقات النفط المنتشرة بكثرة في الشمال السوري هو أحد الوسائل الرخيصة نسبيا أمام الأهالي، وهذا ما يشير إليه رامز بكور في حديثه لـ"العربي الجديد"، ويقول: "بالنسبة للعاملين في الحراقات هذا الفحم ينتج بعد استخراج المازوت والبنزين والمواد الأخرى، ويترك لمدة زمنية داخل الحراقة حتى يتصلب، يدخل أحد العمال لداخل الحراقة ويقوم بتجريفه ورميه خارجها، وبعدها يتم تحطيمه لقطع صغيرة ويعبأ بأكياس بلاستيكية تحضيرا لبيعه".

ويضيف بكور أن "هذا النوع من الفحم يصل سعر الطن منه لحوالي 35 ألف ليرة سورية، وكمية قليلة منه تكفي لكسب دفء جيد لفترة طويلة، والمشكلة في هذا النوع كغيره من أنواع الفحم هي الرائحة القوية والكريهة".


وقد بلغ سعر ليتر مازوت التدفئة متوسط الجودة أخيرًا 300 ليرة سورية، مع تقدير متوسط حاجة العائلة للتدفئة بحوالى 1500 ليرة سورية بشكل يومي، وترافق ارتفاع سعر وقود التدفئة مع ارتفاع سعر الحطب.

أما الناشط في منطقة عفرين أحمد جلال (34 عامًا) فيؤكد لـ"العربي الجديد" وجود أنواع مختلفة من الفحم الذي يستورد من تركيا، والناس تستخدمه كبديل عن المازوت والحطب.

ويشرح جلال أن "هناك أنواعا ثلاثة شائعة نسبة للأكياس التي تغلفها، وهي: الفحم الأبيض التركي الرخيص نسبيا وذو جودة مقبولة نوعا ما ولكنه بحاجة لفترة زمنية طويلة ليشتعل والحرارة الناتجة منه ليست بالشكل المطلوب. أما النوع الثاني البرتقالي المعروف بالفحم الأفريقي فيعد أفضل من سابقه، ويدوم لمدة زمنية أطول بكثير".

ويتابع أن "النوع الأزرق وهو الأعلى جودة والأغلى سعرا، فهو الفحم الروسي المعروف لحد كبير في تركيا، كونه أجود أنواع الفحم ويوجد منه هنا في عفرين، ويدوم لفترات طويلة وتشغيله سهل نسبيا. وبالتأكيد مصدر هذه الأنواع المختلفة من الفحم تركيا".

مأمون عابد الذي يستخدم الفحم منذ مدة في التدفئة يقول لـ"العربي الجديد": "كنت أشتري أنواعا رديئة من المازوت، وتسببت لنا بمشاكل كثيرة، فكل يومين يتحتم علينا تنظيم المدفأة والبواري الخاصة بها، لأن المازوت السيئ المنتج من الحراقات يتسبب بانسدادها، والأمر الآخر أن الحطب الذي جربته أيضا ليس جافا وغالب الوقت كنا نتعذب بإشعاله، لذلك لجأت إلى الفحم الحجري".

ويتابع عابد "أشتري الكيس من الفحم بألف ليرة سورية وهو يكفي لقرابة أسبوع، طبعا لا يمكن تشغيله بمدفأة المازوت المعروفة، لذلك استبدلتها بأخرى مخصصة للفحم، وبالنسبة للرائحة أو ما شابه، نحن مضطرون أن نتعايش معها".

دلالات

المساهمون