مزارعو المغرب يترقبون الأمطار لإنقاذ محصول الحبوب

مزارعو المغرب يترقبون الأمطار لإنقاذ محصول الحبوب

19 يناير 2019
وصل المحصول في الموسم الأخير إلى 103ملايين قنطار(فرانس برس)
+ الخط -
يراهن المغرب على الأمطار المتوقعة الأسبوع المقبل، من أجل إنقاذ محصول الحبوب، الذي تأثر بموجة البرد التي عرفتها المملكة في الفترة الأخيرة.

وتتوقع مديرية الأرصاد الجوية، تساقطات مطرية على مدى الأسبوع المقبل، ما يبعث الأمل في نفوس المزارعين بإنعاش الحبوب، التي تأثرت ببرودة الطقس منذ أكثر من شهر ونصف.

ويقول مزارعون لـ"العربي الجديد"، إن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً لتحديد مآل محصول الحبوب في الموسم الحالي، لافتين إلى أن انحباس الأمطار منذ أكثر من شهر ونصف، أثّر على نموّ الحبوب في ظل انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.

وقدّر متوسط تساقط الأمطار 140 مليمتراً، إلى غاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مقابل 67 مليمتراً في الفترة نفسها من عام 2017، علماً أن مستوى التساقطات تضاعف في بعض المناطق، ليصل إلى 300 مليمتر في جهة فاس – مكناس، التي أضحت أهم منطقة في إنتاج الحبوب ومزروعات أخرى.

وساهمت تلك التساقطات في تعزيز مستوى المخزون في السدود، إذ وصل إلى 9.36 مليارات متر مكعب، حتى اليوم السبت، مقابل 5.78 مليارات متر مكعب في الفترة نفسها من العام الماضي، حسب بيانات وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء.

ولاحظت المندوبية السامية للتخطيط، أن الأمطار المبكرة ساهمت في دعم مخزون المياه في السدود، ودفعت المزارعين إلى التعبئة من أجل الاستعداد للموسم الزراعي.

ويشير المزارع محمد المسكيني من منطقة البروج، إلى أن "التساقطات المطرية المبكرة في هذا الموسم والتدابير المتخذة من وزارة الزراعة، دفعت المزارعين إلى الإقبال على الزرع والحرث، غير أن انحباسها منذ نوفمبر الماضي، أثر على معنويات الكثيرين من المزارعين".

ويلاحظ رئيس جامعة منتجي البذور خالد بنسلمان، أنه خلافاً للعام الماضي الذي تأخرت فيه التساقطات المطرية، دفعت تلك التي عرفتها المملكة في بداية الموسم الفلاحي إلى حرث الأراضي المخصصة للحبوب التي تقدر بنحو 4.5 ملايين هكتار.

وكانت وزارة الزراعة والصيد البحري، قد أعلنت تدابير من أجل إنجاح الموسم الزراعي، عبر توفير 2.2 مليون طن من البذور التي تسوّق بأسعار مدعمة من الدولة، مشيرة إلى أنه سيتم أيضا تخصيص 680 ألف قنطار من الأسمدة.

ويعتبر محمد الإبراهيمي، مزارع الحبوب في منطقة برشيد، أنه رغم انخفاض درجات الحرارة إلى ما بين (-2 و -3 درجات مئوية) في الفترة الأخيرة، فإن التساقطات المطرية المرتقبة قد تنعكس إيجاباً على زراعة الحبوب.

ويشير خالد بنسليمان، إلى أن التساقطات المرتقبة تأتي في وقت تأخر فيها نموّ الحبوب بالنظر لدورتها العادية، ما يؤشر إلى احتمال تراجع مردودية المحصول.

وراجعت المندوبية السامية توقعات النموّ الاقتصادي للعام الحالي نحو الانخفاض، إذ تترقب بلوغ 2.9 في المئة بعدما كانت الحكومة تترقب 3.2 في المئة عبر الموازنة.



وتعزو المندوبية مستوى النموّ إلى تباطؤ النشاط الزراعي، إذ لن يتعدى زائد 0.1 في المئة، بعد نموّ بنسبة 3.8 في المئة في العام الماضي.

وسجلت المندوبية السامية للتخطيط، أنه على مدى ثلاثين عاماً، عرف المغرب ستة مواسم مماثلة للموسم الحالي، مع احتمال بنسبة 74 في المئة للوصول إلى محصول جيد إلى متوسط.

وذهب مزارعون إلى أن محصول الحبوب سيكون أقل بكثير من المتوسط المتوقع من الحكومة، التي توقعت في الميزانية أن يصل الإنتاج إلى 70 مليون قنطار، هذا في الوقت الذي أشارت تقديرات البنك المركزي إلى إمكانية بلوغ 80 مليون قنطار، وهو التوقع الذي بناه البنك على التساقطات التي سجلت في بداية الموسم.

ووصل محصول الحبوب في الموسم الأخير إلى 103 ملايين قنطار، بزيادة 7 في المئة عن الموسم الذي سبقه وهو مستوى قياسي، حسب وزارة الزراعة والصيد البحري.

المساهمون