تراجع الأسعار وضعف الطلب يهددان الزيتون التونسي

تراجع الأسعار وضعف الطلب يهددان الزيتون التونسي

12 يناير 2019
تراجع إنتاج الزيتون هذا الموسم (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -
مع تقدم موسم جني الزيتون وعصره في تونس تتفاقم مخاوف المنتجين من نتائج يقولون إنها غير مبشرة بسبب تراجع أسعار الزيت محلياً ودولياً مقارنة بالموسم الماضي، داعين إلى ضرورة إنقاذ منظومة إنتاج الزيتون قبل فوات الأوان. 

ويطالب منتجو  الزيت بتدخل حكومي لاقتناء الزيت بأسعار أعلى وتخزينه للمحافظة على توازنات القطاع وإعادة النظر في برمجة المغروسات الجديدة.

وخلافا للموسم الماضي 2017/ 2018 الذي سجل أرقاماً جيدة في إنتاج الزيتون والزيت، تعرف محاصيل الموسم الحالي في مجمل المحافظات  المنتجة تراجعا قدر بنحو 30% نتيجة مواسم الجفاف المتلاحقة، وعدم قدرة نوعية الغرسات الحالية على توفير محاصيل مهمة لسنوات متتالية.

وعلى عكس المتوقع لم يترتب على قلة الإنتاج هذا الموسم 2018/ 2019 زيادة في أسعار زيت الزيتون حيث سجل سعر اللتر نحو 10 دنانير (الدولار = نحو 2.95 دينار) مقابل 11.5 ديناراً في الموسم الماضي.

ويرجع منتجو الزيت تراجع الأسعار في السوق المحلية إلى وجود فوائض من إنتاج الموسم الماضي والتأثر بسعر السوق العالمي الذي يعرف بدوره تراجعا ما دفعهم إلى المطالبة بتدخل عاجل من قبل ديوان الزيت الحكومي لشراء فوائض الإنتاج وتكوين مخزونات لتصديرها لاحقا وفق أسعار تحفظ استقرار واستدامة منظومة الزيتون.

وفي حديث لـ"العربي الجديد" شرح نائب رئيس النقابة الوطنية للفلاحين فوزي الزياني، صعوبة التحديات التي يواجهها قطاع الزيتون هذا العام، مشيرا إلى أن المنظومة قد تعرف تراجعا كبيرا في السنوات الخمس المقبلة وقد تواجه نفس مصير منظومة الدواجن والحليب.

وأكد الزياني عدم قدرة جزء كبير من منتجي الزيتون والزيت على مواجهة كلفة الإنتاج هذا العام بسبب تراجع أسعار الزيت محليا ودوليا، منبها إلى توسع كبير في غراسة الزيتون في السنوات الأخيرة في بلد يشكو من ضعف كبير في موارده المائية.

وقال نائب رئيس نقابة المزارعين إن ارتفاع سعر الزيت المواسم الماضية ولّد موجة غير مسبوقة في غراسة أشجار الزيتون دون أي دراسة جدوى عن قدرتها على الإنتاج وتحمّل الجفاف، داعيا وزارة الزراعة وديوان الزيت للقيام بدورهما التعديلي والحفاظ على توازن قطاع يعيش منه أكثر من 200 ألف مزارع بحسب تأكيده.

وحمل المسؤول النقابي وزارة الزراعة ومن ورائها الديوان الوطني للزيت مسؤولية الصعوبات التي يواجهها منتجو الزيتون والزيت، داعيا إلى ارتقاء ديوان الزيت إلى مسؤولياته، وذلك باقتناء كميات هامة وترويجها بالداخل بأسعار تفاضلية مع ضرورة الاعتماد على بوادر علمية من أجل ترويج الزيت التونسي.

وحسب بيانات رسمية كشف عنها مدير عام ديوان الزيت شكري بيوض، ينتظر أن تبلغ صادرات تونس من زيت الزيتون خلال الموسم الجاري 2018/ 2019 حوالي 170 ألف طن بدخل يتراوح بين 1.6 و1.8 مليار دينار أي ما بين 535 و602 مليون دولار. وتصدر تونس بين 70 و80 في المائة من إنتاج زيت الزيتون، وما تبقّى يتم استهلاكه في السوق المحلية.

وقال بيوض نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لوكالة الأنباء الرسمية "وات" إن هذه الكميات ستأتي من الإنتاج المتوقع لزيت الزيتون في الموسم المقبل إضافة إلى مخزونات من الموسم المنقضي.

وفسر المسؤول تراجع الإنتاج بأكثر من النصف هذا الموسم مقارنة بالموسم المنقضي (325 ألف طن) إلى عامل الجفاف.

وأفاد بأن إنتاج 40% من هذا الموسم جاء من القطاع المروي بعد أن قامت تونس بغراسة مهمة في السنوات الماضية ودخلت طور الإنتاج، ما ساهم بشكل ملموس في التقليص من ظاهرة المعاومة.

وبلغت صادرات زيت الزيتون في الموسم الماضي 215 ألف طن بقيمة إجمالية 2.146 مليار دينار متجاوزة بذلك الأهداف المرسومة بتصدير 200 ألف طن بقيمة 2 مليار دينار، حسب بيانات لوزارة الزراعة.

وتمتد مزارع الزيتون في تونس على مساحة 1.9 مليون هكتار، وفق بيانات رسمية، ما يعادل 88 مليون شجرة مع توقعات ببلوغ 100 مليون شجرة زيتون في السنوات الثلاث القادمة، حسب الخطط الحكومية.

ومن جانبه، يقول رئيس غرفة مصدري الزيت عبد السلام الوادي لـ"العربي الجديد" إن التحدي الأكبر الذي يواجه المصدرين هو الزيادة في الصادرات المعلبة، مشيرا إلى أن صادرات الزيت السائب لم تعد تحقق لاقتصاد البلاد قيمة مضافة.

ويشير رئيس الغرفة إلى أن القيمة المضافة المرجوة من القطاع تذهب إلى اقتصاديات بلدان أخرى على غرار إيطاليا وإسبانيا اللتين تقتنيان الزيت التونسي السائب وتعيدان ترويجه معلباً. واعتبر الوادي تواضع صادرات زيت الزيتون المعلب إضعافاً من قيمة المنتج التونسي.

واقترح إعادة النظر في تدخلات صندوق تنمية صادرات الزيتون المعلب حتى يؤدي دورا أكثر فاعلية، متوقعاً أن ترتفع صادرات زيت الزيتون المعلب في السنوات المقبلة باعتبار مواصلة استكشاف أسواق جديدة واعدة على غرار الأسواق الأميركية والكندية والآسيوية.

وحسب تقارير رسمية، بلغت صادرات الموسم الماضي من الزيت المعلب حوالي 18.4 ألف طن، ومن المنتظر أن تصل إلى حوالي 40 ألف طن من زيت الزيتون المعلب عام 2020.

دلالات

المساهمون