ليبيا : العطش يقفز بأسعار المياه في طرابلس

ليبيا : العطش يقفز بأسعار المياه في طرابلس

12 سبتمبر 2018
انقطاع الكهرباء يزيد أزمة المياه (فرانس برس)
+ الخط -


قفزت أسعار مياه الشرب في العاصمة الليبية طرابلس، إلى ما يقارب الضعف وسط إقبال المواطنين بشكل كبير على متاجر بيعها، بسبب توقف ضخ المياه منذ مطلع الأسبوع الجاري، جراء انقطاع التيار الكهربائي عن حقول وآبار المياه بمناطق الجنوب الليبي.

وقال ناصر الكريو، عضو لجنة معالجة الأزمات في طرابلس، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إن "الوضع المعيشي سيئ جدا لاستمرار انقطاع المياه، نحتاج إلى أكثر من 500 ألف لتر يومياً، لا سيما أن الآبار الموجودة بالعاصمة لا تكفي احتياجات السكان إلا أياما معدودة".

وتشكلت لجنة معالجة الأزمات بقرار من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في يوليو/تموز الماضي، بينما شهدت العاصمة تردياً متزايدا في الخدمات الأساسية، مع اندلاع اشتباكات مسلحة في وقت سابق من الشهر الجاري بطرابلس.

وقال المواطن حسن البهلول من سكان منطقة خلة الفرجان في العاصمة، إنه لم يجد محلا لبيع المياه، وذهب يتفقد المساجد التي لديها آبار تغذيها، لكن انقطاع التيار الكهربائي حال دون حصوله على ما يحتاج.

وأضاف البهلول: "سعر بوطي المياه (صهريج) للاستخدام المنزلي وصل إلى 70 ديناراً (51 دولارا). ووفق سكان فإن معظم المساجد أعلنت عدم قدرتها على توفير المياه، واضطرت الكثير من المطاعم والمقاهي إلى إيقاف نشاطها، كما رفعت الحمامات العامة في مختلف المناطق لافتات تشير إلى إغلاقها لعدم وجود مياه.

وقال علي صقر، صاحب محل لبيع المياه في شارع عمر المختار بوسط العاصمة لـ"العربي الجديد" إن سعر قارورة المياه العادية حجم 7 لترات ارتفع إلى 2.5 دينار (1.8 دولار) بدلا من 1.5 دينار، كما صعد سعر زجاجة المياه المعدنية سعة 1.5 لتر إلى دينارين (1.4 دولار) بسبب شحها في الأسواق، لافتا إلى أن معظم محطات تحلية المياه متوقفة بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة على مدار اليوم.

وقال المواطن محمد الجواشي من سكان منطقة حي الأندلس إنه باشر في حفر بئر بمنزله، مشيرا إلى أنه يأمل في الانفصال عن مياه البلدية التي باتت لا تصل إلى الصنابير. لكن تكلفة حفر الآبار تؤرق الكثيرين ومنهم المواطن علي الشريك من سكان منطقة المنصورة الذي قال إن تكلفة حفر البئر تتعدى 30 ألف دينار (21.7 ألف دولار)، وهذا المبلغ غير متاح لذوي الدخل المحدود.

كما أن عدداً من الليبيين أصبحوا يعتمدون على آبار صغيرة في مزارعهم ومنازلهم، ويعتنون بها، بسبب تذبذب مستوى الخدمة وانقطاع المياه بشكل كبير بسبب الفوضى الأمنية في البلاد، وفشل الدولة في توفير المياه والكهرباء.

وكانت إدارة "منظومة الحساونة ـ سهل الجفارة" قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الجاري أن كافة الكوادر الفنية بحقول آبار المياه تواصل العمل وتبذل قصارى جهدها لإعادة ضخ المياه بالرغم من الوضع الأمني السيئ، فضلا على عدم استقرار الشبكة الكهربائية.

ومنظومة "الحساونة - سهل الجفارة" تعتبر المزود الرئيسي لطرابلس البالغ سكانها مليوني نسمة ويصل استهلاكهم إلى 540 ألف لتر من الماء يومياً.