صكوك الأضاحي في مصر.. ملاذ الهاربين من التضخم

صكوك الأضاحي في مصر.. ملاذ الهاربين من التضخم

17 اغسطس 2018
ارتفاع الأسعار يدفع المصريين للاقتراض (فرانس برس)
+ الخط -
اتجه مصريون، ممن يتشبثون بالأضحية  في عيد الأضحى، نحو الصكوك التي يتم التعامل معها رقمياً عبر وسائل عدة، بينها الإنترنت والمصارف، لمواجهة ارتفاع الأسعار وتزامن العيد مع قرب العام الدراسي.

ويقبل كثيرٌ من المواطنين على صكوك الأضاحي، كونها تمثل بديلاً أرخص من تحمل تكلفة شراء الأضحية بالكامل ودفعة واحدة، حيث يساهم مع آخرين في تحمّل سعرها.

وصك الأضحية، هو عبارة عن توكيل من المضحي لوزارة الأوقاف أو الجمعيات الخيرية، بشراء سهم في الأضحية والذبح عنه، اعتبرته دار الإفتاء المصرية جائزاً كنوع من الوكالة.

ووفرت معظم الجمعيات وسائل الدفع إلكترونياً، أو عن طريق الحساب المصرفي للتسهيل على الراغبين في الشراء، مع إمكانية الاتصال بالجمعية لإرسال مندوبها لتحصيل قيمة الصك، بل إن بعضها يقبل تقسيط المبلغ على 6 أشهر.

وتشهد سوق الأضاحي في البلاد، حالة من الركود قبل أيام قليلة من عيد الأضحى، في ظل عدم قدرة الكثير من المصريين على الشراء بسبب تدني الدخول.

ويبلغ متوسط سعر كيلو اللحوم الحمراء نحو 130 جنيهاً (7.3 دولارات) ويرتفع إلى ما بين 140 و150 جنيهاً (8.4 دولارات) للحم الضأن لدى القصابين.

لكن سعره يصل في المجمعات التابعة لوزارتي التموين والزراعة، وبعض المحافظات إلى ما بين 80 جنيهاً (4.5 دولارات) و100 جنيه ( 5.6 دولارات) للكيلوغرام.

وتتراوح أسعار صكوك اللحوم من الماشية المستوردة هذا العام، بين 1800 و2250 جنيهًا للصك (100 دولار- 126 دولاراً).

كما تراوح سعر صك اللحم البلدي بين 3000 و3300 جنيه (168 - 185 دولاراً) للصك، وفق أسعار أعلنتها الجمعيات الأهلية.

فيما تطرح وزارة التموين المصرية بالتعاون مع وزارة الأوقاف، صكًا بقيمة 1500 جنيه (85 دولاراً). ويزن صك الأضحية 27 كيلوغراماً، تسمح الجمعيات الخيرية لصاحب الصك بالحصول على ثلث الأضحية أي حوالي 9 كيلو غرامات.

محمد شرف، نائب رئيس شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية (غير حكومية)، يقول إن الإقبال على شراء الأضاحي، تراجع، جراء ارتفاع الأسعار والقرارات الحكومية بمنع الذبح أمام المحلات، وتزامن العيد مع قرب بدء العام الدراسي الذي يحتاج مصروفات كبيرة.

ويوضح في حديث مع "الأناضول" أن أسعار العجول وصلت في المتوسط إلى 30 ألف جنيه (1650 دولاراً)، فيما وصل متوسط سعر الخروف إلى 5 آلاف جنيه (280 دولاراً).

ويشير إلى أن الكثير من المواطنين، يتجهون إلى الصكوك، جراء ارتفاع أسعار النقل وتوفيراً لنفقات توزيع اللحوم وغيرها من الأعباء.

ويقول غازي، وهو تاجر ماشية بمحافظة الغربية (دلتا النيل /شمال)، إن التجار ليس لهم علاقة بارتفاع الأسعار، بل يريدون أن تتحرك السوق ليبيعوا ويربحوا، مرجعاً السبب إلى ارتفاع سعر الأعلاف. ويطالب التاجر، الحكومة، بالعمل بشكل جاد على توفير الأعلاف، وأن تكون مصرية لتقليل الاستيراد وسد احتياجات المربين خاصة مع ارتفاع سعر الدولار.

ويلفت عبد القادر، وهو موظف بوزارة الصحة، إلى أنه منذ عشر سنوات كان يضحي بخروف في عيد الأضحى كمصدر بهجة للعائلة.

قبل أن يستدرك: "إلا أنه مع ارتفاع الأسعار هذا العام، أكتفي منذ عامين بسداد قيمة صك الأضحية لإحدى الجمعيات الخيرية، على أن تتولى هي مسؤولية الذبح والتوزيع".

أدى ارتفاع الأسعار غير المسبوق للسلع والخدمات في مصر إلى لجوء بعض فئات المواطنين لشراء احتياجاتهم اليومية أو بعض الخدمات بنظام الدفع الآجل (الشكك) أو ما يطلق عليه شعبياً الشراء على "النوتة".

والنوتة عبارة عن مذكرة صغيرة يدون فيها التاجر مسحوبات الزبائن اليومية أو الأسبوعية، ويتم تحصيلها نهاية كل شهر.

يقول مصطفى محمد، وهو تاجر مواد غذائية، لـ"العربي الجديد"، إن مكسب البقالة قليل، ويعتمد على حركة البيع النقدي، ولكن أمام ضغوط الحياة المعيشية، أصبح جزء كبير من الزبائن لا يسمح دخلهم المادي بالتعامل النقدي فيضطرون للتعامل بنظام الدفع الشهري على"النوتة".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون