مصر: مزارعو الذرة يتكبدون خسائر كبيرة

مصر: مزارعو الذرة يتكبدون خسائر كبيرة

12 اغسطس 2018
تتواصل معاناة المزارعين في مصر (Getty)
+ الخط -
بدأ موسم حصاد محصول الذرة في مصر، وسط غضب المزارعين، بسبب ارتفاع تكاليف زراعتة من ري وسماد وخدمة وإيجار، مع خفض إنتاجية الفدان، بعد إصابة المحصول بالعديد من الأمراض، نتيجة استيراد وزارة الزراعة لأكثر من 20 صنف تقاوى، وهو ما أدى في النهاية إلى خسارة المزارعين.

ويؤكد بعض الخبراء لـ"العربي الجديد"، أن هناك تعمدا لإفشال زراعة الذرة في مصر لمصلحة مافيا الاستيراد.

ويعبّر أحمد عبده (مربي مواشي) عن ندمه بعد استئجار 10 قراريط وزراعتهم ذرة، حيث تكلفت زراعتهم أكثر من تكلفة شراؤهم من الفلاحين.

ويقول لـ"العربي الجديد"، تكلفة زراعة قيراط الذرة الواحد تتخطى 300 جنيه، وحتى لو وصل إنتاجه للمعدلات القصوى، فلن يغطي تكاليف زراعته، نسبة كبيرة من الفلاحين اقتلعت سيقان الذرة الخضراء، قبل إتمام طور نضج الحبوب بالكامل، وتقدمها مع "الكيزان" علفاً للمواشي، وآخرون يفرمون الذرة الخضراء ميكانيكياً ويتم خلطها بالمولاس واليوريا، ثم تغطيتها بغطاء من المشمع والتراب لمنع تسرب الهواء إليها حتى تتحلل، وبعد فترة يتم فتحها بحذر حتى لا تفسد، ويستفاد منها كعلف طوال العام.

وتبلغ احتياجات مصر من الذرة الصفراء نحو 8 ملايين طن منها 6 ملايين طن مستوردة ومليوني طن إنتاج محلي.

من جانبه، يؤكد خيرى سلامة، مزارع من القليوبية، أن نسبة غير قليلة من الفلاحين فضلت اقتلاع الذرة قبل انتهاء طور النمو الكامل، لتقديمه علفًا للمواشي.

ويرى أن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الفلاحين لذلك قلة مياه الري، فالمناوبة كانت 6 أيام، الآن 3 فقط، والاعتماد على مياه الآبار الارتوازية مكلف، فالساعة الواحدة تصل إلى 30 جنيهاً بعد ارتفاع أسعار الوقود.

تعب الفلاح

قدرت وزارة الزراعة، المساحة المزروعة بالذرة هذا العام بـ2.2 مليون فدان ذرة شامية، و1.5 مليون فدان ذرة بيضاء، وحوالى 700 ألف فدان ذرة صفراء.

ويحسب أحمد عوض (مزارع) تكاليف زراعة 12 قيراطا، ويقول: "250 جنيه تقاوي- 300 جنيه حرث الأرض- 300 جنيه سماد- 500جنيه ري- 1200جنيه إيجار- 300 عزيق".
وأوضح أن هذه التكاليف لا تشمل تعب الفلاح طوال موسم الزراعة، مشيرًا إلى أن غالبية الفلاحين لا تفضل بيع المحصول لأنه غير مربح، وتستعيض عن ذلك إما بتقديمة وجبة غذائية للمواشي قبل موعد حصاده (عيدان خضراء)، أو فرم "الكيزان" عقب تجفيفها لتقديمها علفاً للمواشي.

ويعدد الدكتور فارس المصري، أستاذ اقتصاديات الدول النامية بجامعة أوتاوا الكندية، أسباب خسارة الفلاحين جراء زراعة الذرة، والتي منها انتشار الآفات نتيجة إدخال وزارة الزراعة المصرية أكثر من 20 صنفاً مستورداً.

ويضيف المصري لـ"العربي الجديد":هناك أباطرة استيراد الذرة الصفراء الذي يسعون جاهدين لخلق مشاكل للفلاحين لعرقلة تسويق محصولهم، بهدف الحفاظ على مكتسباتهم من صفقات الاستيراد، أيضاً أباطرة اللحوم المستوردة ليس من مصلحتهم الاكتفاء الذاتي من الذرة الصفراء، لأن ذلك سيؤدي إلى انخفاض سعر الأعلاف، وبالتالي رخص اللحوم البلدية وهو ما يؤثر في أسعار وكمية اللحوم المستوردة، وذلك بالإضافة إلى إحجام وزارة الزراعة عن مساعدة الفلاحين في مواجهة مشاكل الزراعة والتسوق.

ويؤكد اتهامات المصري لأباطرة استيراد الذرة في مصر التصريحات الصحافية التي خرجت على لسان نبيل درويش، رئيس اتحاد منتجي الدواجن، والتي كشف فيها أن الاتحاد أبدى استعداده الموسم الماضى لشراء 1.1 مليون طن من الذرة الصفراء والشامية، لكن الوزارة والتعاونيات لم تلتزما بالتوريد.

والكلام نفسه، أكده أحد كبار مصنعي الأعلاف في مصر، من عدم التزام الشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية لتوريد المحصول المحلي للمصانع، بحسب اتفاق مسبق.

دلالات

المساهمون