مأزق تيريزا ماي... شركات كبرى تهدد بمغادرة بريطانيا

مأزق تيريزا ماي.. شركات كبرى تهدد بمغادرة بريطانيا إذا تعثرت مفاوضات "بريكست"

06 يوليو 2018
تيريزا ماي تدخل في منعطف بريكست الخطر (Getty)
+ الخط -
وسط الجمود الذي يسيطر على مفاوضات "بريكست"، بدأ صبر الشركات البريطانية ومصارف حي المال ينفد، وخاصة أن احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق تجاري في مارس/ آذار المقبل، بات كبيراً. 

وفي حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق تجاري وترتيبات جمركية، فإن ذلك سيعني أن الشركات البريطانية ستعامل في أوروبا مثلها مثل الشركات الأجنبية، وفقاً لقوانين منظمة التجارة العالمية.

وحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز"، هددت شركة تاتا الهندية للسيارات والشركتان التابعتان لها في بريطانيا، وهما كل من شركة جاكوار ولاند روفر، بأنها ستتخلى عن بريطانيا وتتحول إلى دولة أوروبية أخرى في حال خروج بريطانيا من المفاوضات الأوروبية دون اتفاق.

وذكرت الشركة، حسب تقرير الصحيفة، أن الجمارك التي ستفرضها أوروبا عليها في حال الخروج دون ترتيبات تجارية سترفع من كلفة سياراتها وتعرضها للخسارة. وكانت مجموعة من الشركات الكبرى، ومن بينها شركة "آير باص" و"بي ام دبليو"، قد هددت الأسبوع الماضي بمغادرة بريطانيا وإغلاق مصانعها.

وفي المقابل، فإن شركات حي المال التي تنتظر "جواز المرور التجاري" لأوروبا هددت هي الأخرى بالانتقال إلى دولة أخرى. وقد شرعت بعض المصارف فعلياً في الانتقال.

من بين هذه المصارف مصرف باركليز، الذي نقل نحو 50 وظيفة في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية من بريطانيا إلى فرانكفورت، في إطار خططه لمواصلة العمل في الاتحاد الأوروبي بعد "بريكست"، التي لم يتبق لنفاذها سوى تسعة أشهر، حيث يفترض أن تخرج بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي بنهاية مارس/ آذار عام 2019.

وقال المصدر بالمصرف البريطاني، إنه سيتم تشغيل الوظائف من الناحية الفنية من قبل المركز الأوروبي الرئيسي للبنك في أيرلندا، ويشكل جزءاً من الوظائف التي يُراوِح عددها بين 150 و200 وظيفة، التي ينقلها المصرف البريطاني إلى تلك الوحدة أثناء تنفيذه خطط "بريكست".
وحسب وكالة رويترز، أوضح المصدر أن "باركليز" بدأ مناقشة عملية نقل الوظائف إلى فرانكفورت مع الموظفين المتضررين داخلياً، ومن المرجح أن يشغل معظم الوظائف موظفون جدد بدلًا من النقل.

وتسارع البنوك في نقل الوظائف إلى أوروبا استعداداً لاحتمالات وقوع مشكلات في أعمالها، حال إخفاق بريطانيا في تأمين صفقة بعد "بريكست" مع الاتحاد الأوروبي من شأنها السماح للبنوك بمواصلة تقديم خدماتها لأوروبا من حي المال البريطاني في لندن.

ومن المنتظر أن تصدر الحكومة البريطانية، في اجتماع اليوم الجمعة، بمنتجع "تشيكرز هاوس" الصيفي، مسودة تقترح خطط الخروج من الاتحاد الأوروبي، وخصوصًا في ما يتعلق بالترتيبات التجارية والجمركية المستقبلية والهجرة.

وقالت تقارير إن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، استدعت كبار وزرائها لاجتماع قمة في مقرها الصيفي في "تشيكرز"، لوضع اللمسات الأخيرة على الخطط المستقبلية بما لا يتعارض مع مصالح بريطانيا وعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.

وتواجه حكومة المحافظين بقيادة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، تحديات مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي يطلق عليها اختصاراً مفاوضات "بريكست"، وترتيب طبيعة العلاقات التجارية الجديدة مع دول المنظومة الأوروبية وبناء شراكات تجارية في فترة ما بعد الطلاق النهائي المتوقع في مارس/ آذار 2019.

وحتى الآن تركز حكومة ماي ذات التفويض الشعبي الضعيف، والتي تواجه معارضة حتى من بعض أعضاء حزبها، ناهيك عن حزب العمال، على ترتيب الشكل الجديد للعلاقات التجارية مع الكتلة الأوروبية.

وتعد الكتلة الأوروبية أهم شريك تجاري واستثماري لبريطانيا، حيث تأخذ حصة 50% من حجم الاستثمار والتجارة البريطانية، وذلك وفقاً للإحصائيات البريطانية الرسمية.

دلالات

المساهمون