"رويترز": لهذا أوقفت السعودية تصدير نفطها عبر باب المندب

"رويترز": لهذه الأسباب أوقفت السعودية تصدير نفطها عبر باب المندب

30 يوليو 2018
السعودية الوحيدة التي أوقفت التصدير عبر باب المندب(فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت السعودية الأسبوع الماضي تعليق مرور شحنات النفط في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر بعد أن هاجم الحوثيون ناقلتين في الممر المائي، لكن حتى الآن لم تحذ حذوها أي من الدول الأخرى المصدرة للنفط.

ومن شأن إغلاق كامل للممر المائي الاستراتيجي، أن يؤدي فعليا إلى وقف شحنات تبلغ نحو 4.8 ملايين برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة إلى أوروبا والولايات المتحدة.

وعبّر الحلفاء الغربيون الداعمون لتحالف تقوده السعودية عن القلق بشأن الهجمات، لكنهم لم يشيروا إلى أنهم سيتخذون إجراءات لتأمين المضيق، بينما تهدد هذه التطورات بتصاعد وتيرة حرب ينظر إليها على أنها معركة بالوكالة بين السعودية وإيران من أجل الهيمنة الإقليمية.

ويتصاعد تهديد الملاحة في باب المندب منذ فترة مع استهداف الحوثيين ناقلات نفط سعودية في هجومين آخرين على الأقل هذا العام. وليس من غير المعتاد إعادة تقييم الوضع الأمني بعد مثل هذه الحادثة، لكن إعلان الرياض ينطوي أيضا على أبعاد سياسية.

ويقول محللون إن السعودية تحاول تشجيع حلفائها الغربيين على النظر بجدية أكبر إلى الخطر الذي يمثله الحوثيون وزيادة الدعم لحربها في اليمن حيث أسفرت آلاف الضربات الجوية وعملية برية محدودة عن نتائج متواضعة في حين أدت إلى تفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال سداد الحسيني، وهو مسؤول تنفيذي سابق في أرامكو السعودية ومستشار للطاقة حاليا: "بدلا من السماح لهذه التحركات العدائية بأن تمر من دون أن يلاحظها العالم، فإن وزير (الطاقة) السعودي يضع ما تقوم به إيران من تخريب للاقتصاد العالمي بأسره تحت أعين الجميع"، حسب تعبيره.

وأضاف قائلا: "السيطرة على ميناء الحديدة لن تضع نهاية لهذه العراقيل إلا بعد وقت طويل".

والحديدة هي الميناء الرئيسي لليمن والهدف لهجوم بدأه التحالف في 12 يونيو/ حزيران في محاولة لقطع خط الإمدادات الرئيسي للحوثيين. وبعد الإخفاق في تحقيق مكاسب كبيرة أوقف العمليات في الأول من يوليو/ تموز لإعطاء الأمم المتحدة فرصة للتدخل رغم استمرار بعض الأعمال القتالية.

وتعليق الشحنات السعودية، مع التهديد الضمني بارتفاع أسعار النفط، ربما يهدف أيضا إلى الضغط على الحلفاء الغربيين الذين ما زالوا يدعمون الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو/ أيار، لاتخاذ موقف أقوى ضد برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ودعم جماعات مسلحة المنطقة.

ولم يصدر أي تأكيد رسمي بأن هذه الخطوة جري تنسيقها مع واشنطن، لكن أحد المحللين قال إنه سيكون من المثير للدهشة إذا لم يكن هناك تنسيق بالنظر إلى التحالف الاستراتيجي بين البلدين.

زيادة المخاطر

ليس لدى أي طرف الرغبة في صراع شامل لكن الوضع يمكن بسهولة أن يتدهور. ويبدو أن هدف السعوديين والحوثيين هو التصعيد إلى أعلى مستوى ممكن ولكل منهما أهدافه.

وقال جيمس دورسي من معهد إس.راغارتنام للدراسات الدولية: "الحوثيون يحاولون تصعيد الوضع حتى يتم بذل المزيد من الجهد للتفاوض لإنهاء الحرب في اليمن".

وأضاف: "السعوديون يحاولون خلق وضع تكثف فيه الولايات المتحدة بشكل أو آخر دعمها إلى حد كبير... حتى يمكنهم الإعلان عن نصر عسكري".

ويتمثل الخطر في أن يخطئ أحد الجانبين التقدير، وهو ما قد يثير ردا أقوى من المتوقع. وقالت حليمة كروفت، الرئيس العالمي لاستراتيجية السلع الأولية بشركة آر.بي.سي كابيتال ماركتس: "نحن على بعد مسافة قصيرة من الدخول في مواجهة مباشرة على نحو أكبر".

خيارات نقل النفط السعودي

أعلنت السعودية وقف شحنات النفط عبر البحر الأحمر "إلى أن تصبح الملاحة في مضيق باب المندب آمنة".

ولم يتضح متى ستصبح الملاحة آمنة. وتغيير مسار السفن للالتفاف حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية سيؤدي إلى تكلفة كبيرة في الوقت والمال وهو ما يجعله خيارا غير مرجح.

وبدلا من ذلك، ستتجه المملكة على الأرجح إلى خط أنابيب الشرق-الغرب (بترولاين) الذي ينقل الخام من حقول النفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر، ومنه إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وتقول مصادر في القطاع إن المملكة قد تستأجر أيضا سفنا غير سعودية لنقل النفط عبر باب المندب.

استبعاد حرب ناقلات

أثناء "حرب الناقلات" في منتصف الثمانينيات، انتشرت في مياه الخليج ألغام مع قيام إيران والعراق بمهاجمة شحنات النفط. وقامت الولايات المتحدة وبريطانيا وقوى أجنبية أخرى بحراسة ناقلات لدول أخرى، وغيّرت بعض السفن الكويتية راياتها ورفعت العلم الأميركي، ونفذت ضربات محدودة ضد أهداف بحرية إيرانية.

وعلى الرغم من قدرة السعوديين على تسيير السفن بأعلام دول أخرى لتفادي هجمات الحوثيين، إلا أن محللين يقولون إن ذلك سيقوض جهود السعودية لإظهار نفوذها في المنطقة.

(رويترز)

المساهمون