سمرقند ألف حكاية وحكاية... هل فكرت في زيارتها؟

"سمرقند" قلعة التاريخ وملتقى الثقافات... هل فكرت في زيارتها؟

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
29 يوليو 2018
+ الخط -
أن يصف الرحالة ابن بطوطة مدينة سمرقند بأكبر المدن وأحسنها وأتمها جمالاً، يعني أن هذه المدينة تستحق الزيارة.

من قلب آسيا الوسطى، وتحديداً في أوزبكستان، يعيش السائح عبق التاريخ. مدائن فيروزية، ساحات، مساجد، وأسواق تروي حكايات حقبات تاريخية تعود لأزمنة الإسكندر المقدوني، جنكيزخان، تيمورلنك وغيرهم الكثير.

وتعتبر سمرقند واحدة من أقدم مدن العالم، يقدر عمرها بألفين وخمسمائة عام، تقع وسط الأراضي الخصبة لنهر زرفشان وتعني ناثر الذهب. لعبت "قلعة الأرض"، كما تلقب، دوراً هاماً تجارياً.

موقعها الجغرافي، على طريق الحرير، جعلها نقطة جذب بين الشرق والغرب، ومقصد التجار. عوامل تجعلها مدينة جديرة بالزيارة، ويضاف إلى ذلك أن تكاليف السياحة مناسبة جداً لكافة الميزانيات. 

قصور وقصص

تجمع سمرقند ثقافات متنوعة، الفارسية، الهندية، الصينية، العربية، والغربية. لقبتها منظمة (يونيسكو) بمفترق طرق الثقافة. كما أدرجت على قائمة التراث العالمي عام 2001.
مَن يزُر سمرقند، تدهشه القصور التي تزين المدينة. البداية من قصر دلكشا، أو القصر الأزرق، حيث يطغى اللون الأزرق الفيروزي على جدرانه. يمتاز بمدخله المرتفع وساحاته الفسيحة.

ولكن لا تكتمل الرحلة في هذه المدينة الساحرة، إلا بزيارة قصر باغبهشت، أي "روضة الجنة". بني من الرخام الأبيض المستورد خصيصاً من مدينة تبريز. يمتاز بقناطره وأسواره المرتفعة، ناهيك عن هندسته المعمارية الإسلامية الساحرة.

أما في قصر باغجناران "روضة الحور"، فلا يمكن للزائر إلا أن يدهش من شدة جماله، تحيط به أشجار الحور. في ساحات القصر، تنتشر مئات الأنواع النادرة من الزهور والنباتات، فتفوح الروائح العطرة في مداخل ومخارج القصر. 

آثار وفن

اهتم تيمورلنك، سلطان بلاد ما وراء النهر، بالفن المعماري. جلب المعماريين والفنانين لتشييد القصور والمدارس والمساجد، إلى سمرقند، التي اتخذها عاصمة له.

ويمكن التعرف على العديد من الآثار التي ما زالت حتى يومنا هذا شاهدة على عظمة تلك الحقبة. وأهم تلك الآثار، مسجد بيبي خانم.
يلقب المسجد بجوهرة سمرقند، وهو من أكبر المساجد، وبحسب كتب التاريخ، فقد بناه تيمورلنك لزوجته "بي بي خانم" المدللة لديه بعد عودته من غزو الهند منتصرًا، وقرر إطلاق اسمها على المسجد الكبير، والذي يمتاز بقبته الفيروزية المرتفعة، ويحتوي على صحن كبير مكشوف مزين بملايين قطع الفسيفساء. تحيط بالمسجد ساحات كبيرة، كما يضم مدرسة لتعليم القرآن. كما يضم المسجد ضريح السلطان تيمورلنك. 

الأسواق والتراث

تتميز سمرقند بأسواقها القديمة، ومدنها التاريخية. هناك يمكن التعرف على حياة السكان المحليين، سماع الأخبار والروايات، وتذوق الأطعمة المميزة. في الأسواق القديمة يمكن شراء منتجات محلية، أوان خزفية، وقطع فسيفساء ملونة.



ولزيارة المدن العتيقة، لا بد أن يعرج السائح على مدينة ريجستان، أي المكان الرملي، فهي أعجوبة في الفن المعماري والهندسي.

تتوسط ريجستان ساحة واسعة، تحيط بها ثلاث مدارس تعود إلى القرن الرابع عشر، وهي مدرسة ألوغ بيك، مدرسة شيردار، ومدرسة تيلاكاري.

تتميز هذا المدارس بشكلها الخارجي، تزين جدرانها الكتابة الكوفية، أما أسقفها فتشكلها زخارف التوريق العربية "الأرابيسك". 

متاحف ومسارح

تميزت سمرقند بكثرة العلماء والمفكرين، الذين أغنوا العالم الإسلامي بكتاباتهم. الترمذي، البخاري، الخوارزمي، وغيرهم الكثير من فلكيين، وعلماء رياضيات، وفلاسفة عاشوا في تلك المدينة. ولذا فإن زيارتها، تتطلب التعرف على أماكن سكنهم، مراقدهم، وتفاصيل قريبة عن حياتهم اليومية.
ومن أهم الأماكن التي يقصدها السائح ضريح الإمام البخاري، والذي يتميز ببنائه الضخم، ونقوشه العربية التي تزين جدرانه.

كما لا بد من زيارة المتاحف والمعارض الفنية، إذ تساعد السائح في التعرف على نمط الحياة، وشكل الثقافات التي ميزت هذه المدينة عن غيرها.

ولا تكتمل الرحلة دون زيارة مسرح الميروسي، حيث تقام فيه عروض للأزياء التاريخية من مختلف مناطق المدينة. وقد اعتمد المصممون على كتب التاريخ والفن القديمة، لإقامة معارضهم وحياكة الألبسة التاريخية. 

تكاليف الزيارة

تعتبر سمرقند ثاني أكبر مدن أوزباكستان، ويعتمد اقتصادها بشكل رئيسي على السياحة، يتكلم معظم سكانها اللغة الطاجيكية، الروسية.

لذا عليك عزيزي السائح أن تضع قاموسا في جيبك للتواصل مع السكان، خصوصًا في الأسواق الشعبية. تتميز سمرقند بكثرة المزارات السياحية، كالقصور، المساجد، والمتاحف، وعادة ما تكون أسعار الدخول إلى هذه الأماكن متواضعة، وبعض الأماكن لا تتطلب أي مبلغ مالي، فهي مجانية أمام الجميع.

إن أردت تمضية 5 أيام في سمرقند، تحتاج نحو 500 دولار كأقصى حد، دون احتساب سعر تذكرة السفر، والتي تتباين من دولة إلى أخرى.

بالنسبة إلى تكاليف الإقامة في الفنادق، فهي لا تتعدى 50 دولاراً في الليلة الواحدة، ويمكن أن تجد غرفة في الفنادق بسعر يبدأ من 20 دولاراً في الليلة الواحدة، شاملة وجبة الفطور.

أما بالنسبة إلى تكاليف الإقامة، وتناول الطعام في سمرقند، فهي أيضاً رخيصة نسبياً، إذ يكفي نحو 5 دولارات لتناول وجبة كاملة في أحد المطاعم، ويمكن أن تجد وجبة بسعر لا يتعدى 3 دولارات.

أضف إلى ذلك، فإن أسعار المشروبات الساخنة، والمياه، رخيصة أيضاً، إذ يمكن احتساء كوب من الشاي أو القهوة بسعر يصل إلى دولار تقريباً، أما بالنسبة إلى سعر المياه سعة 0.33 ليتر، فيصل سعرها إلى 32 سنتاً.

وإن اردت الانتقال من مكان إلى آخر في مدينة سمرقند، لديك عزيزي السائح عدة خيارات، أبرزها الحافلة العامة، حيث يصل سعر التذكرة إلى 25 سنتاً.

ولا تفوت عزيزي السائح أن تقوم بتبديل العملات في المطار، حيث يستخدم سكان سمرقند عملة "سوم"، ويصل سعر 100 دولار أميركي إلى 779 سوم تقريباً.

دلالات

ذات صلة

الصورة
هدم جامع السراجي الأثري في البصرة يثير غضب العراقيين

منوعات

أعلن محافظ مدينة البصرة العراقية أسعد العيداني، الأحد، أنه ستجري إعادة بناء مسجد السراجي التاريخي الذي هدم الجمعة، ضمن مساعي محافظته لتوسعة طريق أمامه يشهد اختناقاً مرورياً.
الصورة

منوعات

على مئذنة الجامع الكبير في تونس ساعة غير عادية، تتحرك عقاربها نحو الخلف، من اليمين إلى اليسار، بالرغم من أنها تتميز بنفس ترتيب الأرقام مثل الساعات الشائعة.
الصورة

منوعات

يحتفل فندق المامونية الشهير في مدينة مراكش وسط المغرب بالذكرى المئوية لافتتاحه عام 1923. احتفال بتاريخ غني باحتضان أرقى الشخصيات وأشهرها. 
الصورة
مومياء

منوعات

صادرت شرطة البيرو في الأيام الماضية مومياء من حقبة ما قبل الغزو الإسباني عمرها "600 إلى 800 عام" في حقيبة عازلة للحرارة عائدة لعامل سابق في خدمات التوصيل المنزلي يؤكد أنها محفوظة في منزله منذ ثلاثة عقود.

المساهمون