الدولار الأميركي يواصل الصعود واليوان الصيني يتراجع

الدولار الأميركي يواصل الصعود واليوان الصيني يتراجع

20 يوليو 2018
المركزي الصيني يتدخل بشكل محدود لدعم اليوان (Getty)
+ الخط -


في وقت يواصل فيه سعر صرف الدولار الأميركي  التحليق عالياً فوق العملات الرئيسية، يتراجع اليوان الصيني إلى أدنى مستوياته خلال الأسبوع الجاري. حيث خسر في تعاملات أمس الخميس نسبة 0.85% من قيمته مقابل الدولار في التعاملات التي جرت بأسواق  الأوفشور.

وتدخل البنك  المركزي الصيني بشكل محدود لإبطاء هبوط العملة والاعتماد على سياسة نقدية أكثر مرونة.

وذكرت صحيفة "تشاينا بيزنس نيوز"، أمس الخميس، أن صانعي السياسة  قد بذلوا جهوداً لتشجيع القروض المصرفية والاستثمار في ديون الشركات الأقل تصنيفاً. وهو ما فسرته مصادر مصرفية أميركية بأنه شبيه بسياسات التحفيز الكمي التي نفتها المصارف الغربية.

وانخفض اليوان أمام الدولار إلى 6.7471، وهو أدنى مستوى منذ يوليو/تموز 2017 ، وذلك مع تحديد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي للعملة دون مستوى 6.7 دولار للمرة الأولى منذ أن بدأت العملة في الانخفاض في يونيو/حزيران الماضي.

وتراجع اليوان بأكثر من 4% في الشهر الماضي، ليكون الأسوأ أداءً بين 31 عملة رئيسية، حيث أظهر الاقتصاد الصيني علامات تباطؤ، إضافة إلى تزايد الخلاف التجاري مع الولايات المتحدة، وفقا لشركة " باسيفك إنفيستمت".

وأثر التراجع الكبير في سعر صرف اليوان الصيني على أسواق المال الآسيوية التي هبطت في تعاملاتها أمس الخميس، خاصة تلك التي تعتمد شركاتها على التصدير للسوق الصيني.


وكان محافظ بنك الشعب في الصين تعهد بالإبقاء على سعر صرف اليوان بشكل أساسي عند مستوى مستقر ومتوازن، وذكر أن تخفيض قيمة العملة واعتباره كسلاح في الصراع التجاري مع الولايات المتحدة سلاح لن يتم استخدامه.

ولكن توقعت مصادر مصرفية أميركية، أن تكون الصين قد شرعت بطريقة غير معلنة في استخدام سلاح اليوان الضعيف مقابل الضغوط التجارية في أميركا.

ويداراليوان الصيني بشكل كبير من قبل البنك المركزي الصيني الذي يمارس سيطرة كبيرة حتى في أوقات الهدوء على سعر الصرف. ويتدخل بنك الشعب الصيني، أو البنك المركزي، بشكل مستمر في سوق الصرف أو يقوم بتغييرات كبيرة في السوق حتى يتأكد أن اليوان يتأرج في نطاق ليس بعيد عن النطاق الذي حدده مقابل الدولار.

وفي مقابل انخفاض العملة الصينية، ارتفع الدولار أمس الخميس بعد تصريحات متفائلة عن الاقتصاد الأميركي من رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، جيروم باول، عززت توقعات المستثمرين لعملة أميركية قوية في الأجل الطويل.

ولم يغير باول توقعات السياسة النقدية الأميركية في خطابه أمام الكونجرس يومي الثلاثاء والأربعاء ،لكن المتعاملين رأوا في تعليقاته ما يشير إلى ارتياح السلطات إزاء ارتفاع الدولار نحو 6.0%أمام العملات الأخرى في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وحسب رويترز، ينطوي ذلك على تحول في الموقف الذي أبداه وزير الخزانة ستيفن منوتشين عندما قال في تصريحات غير معتادة في يناير/كانون الثاني إن الدولار المنخفض "جيد لنا". ويساعد انخفاض الدولار المصدرين الأميركيين على المنافسة في الخارج لكنه يقوض وضع العملة كأهم عملة احتياطيات في العالم.

وكان باول قال يوم الأربعاء إنه يعتقد أن الولايات المتحدة بصدد سنوات من النمو المطرد وهون بحرص من مخاطر تصاعد النزاع التجاري على الاقتصاد الأميركي.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.3% أمس الخميس إلى 95.344 مقتربا ًمن أعلى مستوياته في 12 شهرا 95.531 المسجل في 28 يونيو/حزيران.

وهبط كل من اليوان واليورو، حيث خسر اليورو 0.3% من قيمته ليهبط إلى 1.1610 دولار. ولامست العملة الموحدة أقل مستوى لها في 16 يوماً عندما سجلت 1.1602 دولار يوم الأربعاء.

وظل الجنيه الاسترليني ضعيفاً أمام الورقة الخضراء، متأثراً منذ الجلسة السابقة ببيانات تضخم منخفض. وتعاني العملة منذ فترة من الهزات السياسية المستمرة فيما يتعلق بخطط بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وسجل الاسترليني 1.3023 دولار بعد أن بلغ يوم الأربعاء أقل سعر في عشرة أشهر عند 1.3010 دولار.

المساهمون