جنوب العراق يشتعل... شوارع البصرة اجتاحها العاطلون من العمل

جنوب العراق يشتعل... شوارع البصرة اجتاحها العاطلون من العمل

13 يوليو 2018
من الاحتجاجات الليلية في أحياء البصرة (فرانس برس)
+ الخط -
لم يجد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الجمعة مفراً من التوجّه إلى محافظة البصرة، سعياً إلى تهدئة الاحتجاجات المتواصلة منذ بداية الأسبوع، على خلفية مقتل شاب الأحد الماضي خلال تظاهرة ضد البطالة التي وصلت معدلاتها بين الشباب إلى 11% تقريباً بين السكان، وأعلى منها مرتين بين الشباب.

العبادي وصل إلى البصرة مباشرة آتياً من بروكسل، حيث كان يشارك في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، واجتمع مع قيادة العمليات العسكرية في المحافظة للاطلاع على الوضع من كثب، ومحاولة معالجة الأزمة المستجدة.

وتظاهر صباح الجمعة عشرات المواطنين أمام حقل القرنة النفطي في شمال البصرة، ودُعي إلى تحرك احتجاجي بعد الظهر أمام مبنى مجلس المحافظة في وسط المدينة، في سياق حركة احتجاجية متواصلة منذ أسبوع في المحافظة النفطية الجنوبية للمطالبة بتوفير فرص عمل للشباب وتأمين الخدمات، حيث وثقت "فرانس برس" إقدام المحتجين على قطع طرق رئيسية بإحراق الإطارات، ومحاولة اقتحام بعض المنشآت الحكومية. كما أغلق محتجون الطريق المؤدي إلى ميناء أم قصر.

وبرز موقف من كربلاء في خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل السيد علي السيستاني، عندما قال: "ليس من الإنصاف ولا من المقبول أبداً أن تكون هذه المحافظة المعطاء من أكثر مناطق العراق بؤساً وحرماناً".
وأضاف: "يعاني الكثير من أهلها (البصرة) من قلة الخدمات العامة (...). على المسؤولين في الحكومتين المركزية والمحلية التعامل بجدية وواقعية مع طلبات المواطنين والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه منها بصورة عاجلة".

وخلال وجوده في البصرة، صدر بيان عن مكتب رئيس الوزراء أعلن بدء اتخاذ خطوات لحلحلة الأزمة. وبحسب البيان، أمر العبادي بإعطاء "الحراس الأمنيين المتعاقدين مع وزارة النفط والذين يعملون لحساب مديرية شرطة الطاقة في وزارة الداخلية" في البصرة عقوداً ثابتة مع ضمان اجتماعي.

وسبق ذلك الخميس تأكيد وزير النفط جبار اللعيبي أن المتظاهرين حاولوا اقتحام أحد المواقع النفطية في "حقل غرب القرنة-2"، وأحرقوا بعض المواقع.

والثلاثاء الماضي، تظاهر عدد من سكان البصرة أمام مبنى القائمقامية شمال المدينة، للمطالبة بمعاقبة عناصر أمن أطلقوا النار على متظاهرين الأحد، ما أسفر عن مقتل أسعد المنصور (30 عاماً)، وهو كان واحداً من عشرات السكان الذين خرجوا في تظاهرات متفرقة مطالبين بتوفير فرص عمل للشباب في المحافظة العائمة على بحر من النفط.
عضو مجلس محافظة البصرة كريم شواك، قال لـ"فرانس برس"، إنه "بسبب المشاكل المتراكمة في محافظة البصرة، خرجت تظاهرة فجر الأحد للمطالبة بمعالجة البطالة وتحسين الخدمات".

وكانت "رويترز" نقلت الأحد عن مسؤولين قولهم إن الشرطة أطلقت النار لتفريق عشرات المحتجين على قلة الوظائف وعدم انتظام الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات الأساسية.

ياسين البطاط، مدير "ناحية الإمام الصادق"، حيث وقعت الاحتجاجات، أفاد بأن المحتجين يوم الأحد كانوا يطالبون بمطالب عادلة تتعلق بتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية لهم، لكن الشرطة فتحت النار عليهم وقتلت أحدهم، في حين أكدت الشرطة ومسؤولون نفطيون إن حوادث يوم الأحد لم تؤثر على الأمن أو العمليات في حقول النفط الكبرى بجنوب البلاد.

وأضافت الشرطة أن المحتجين، وهم من مناطق زراعية واقعة على بعد نحو 100 كيلومتر شمال البصرة، احتشدوا على طريق سريع محلي قرب "حقل غرب القرنة-2" النفطي الذي تطوره شركة "لوك أويل" الروسية، و"حقل غرب القرنة-1" الذي تديره شركة "إكسون موبيل".

وتمثل البطالة تحدياً كبيراً يواجه الحكومة التي انتصرت على تنظيم "داعش" في ديسمبر/ كانون الأول واستعادت كل الأراضي التي كان استولى عليها عامَي 2014 و2015.
أرقام "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" تفيد بأن البطالة بين فئة الشباب في العراق تقدر بنحو 18%، فيما تقول الولايات المتحدة والأمم المتحدة إن الفشل في مساعدة العراق في إعادة الإعمار قد يقود إلى مزيد من الاضطرابات.
وتشكل الموارد النفطية للعراق 89% من ميزانيته، وتمثل 99% من صادرات البلاد، لكنها تؤمن 1% من الوظائف في العمالة الوطنية، لأن الشركات الاجنبية العاملة في البلاد تعتمد غالباً على عمالة أجنبية، في حين يتذمّر السكان من هذا الواقع مع بلوغ نسبة البطالة بين العراقيين رسمياً 10.8%، بينما يشكل من هم دون 24 عاماً نسبة 60% من سكان العراق، ما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب.