النفط يقفز إلى 79 دولاراً.. وإيران تهدد مجدداً بـ"هرمز"

النفط يقفز إلى 79 دولاراً.. وإيران تهدد مجدداً بإغلاق مضيق هرمز

10 يوليو 2018
صادرات النفط الإيرانية مهددة بالتعطيل الكامل (فرانس برس)
+ الخط -
اقترب سعر النفط من حاجز الثمانين دولاراً للبرميل الواحد مع زيادة المخاطر السياسية واستمرار الضغوط الأميركية على النفط الإيراني وتهديد طهران مجدداً بغلق مضيق هرمز الذي يتم من خلاله عبور نحو 30% من النفط العالمي.


وحسب الأرقام فقد ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار للبرميل اليوم الثلاثاء ليزيد عن 79 دولاراً للبرميل بفعل تنامي تعطل الإمدادات عالمياً مع إغلاق النرويج لحقل نفطي في الوقت الذي بدأ فيه مئات العمال إضراباً عن العمل وإعلان ليبيا انخفاض إنتاجها أكثر من النصف في الأشهر الأخيرة.

وكانت إيران جدّدت التهديد بإغلاق مضيق هرمز رداً على تهديدات أميركية متواصلة بقطع صادرات نفطها، بحسب نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي مطهري، فيما أكد نائب الرئيس إسحق جهانكيري، أن العقوبات الأميركية تضر الاقتصاد، متعهداً حماية المصارف وبيع أكبر قدر ممكن من النفط.

وتقول الولايات المتحدة إنها تريد خفض الصادرات من إيران خامس أكبر منتج في العالم إلى الصفر بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني مما يضطر منتجين كباراً آخرين لضخ المزيد.

لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستدرس طلبات بعض الدول بالإعفاء من العقوبات التي ستفرضها في نوفمبر/تشرين الثاني من أجل الحيلولة دون أن تصدر إيران نفطها.

وأضاف بومبيو في تصريحات اعلامية: "ستأتي عدة دول إلى الولايات المتحدة لتطلب الإعفاء من هذا.. سندرس الأمر".

واتفقت السعودية وأعضاء أوبك الآخرون وحلفاء مستقلون من بينهم روسيا الشهر الماضي على زيادة الإنتاج النفطي لتقليص مكاسب الأسعار وتعويض نقص الإنتاج في دول من بينها ليبيا.

ويتنامى القلق في السوق العالمي من أنه في حالة تعويض السعودية فاقد الإنتاج الإيراني فإن ذلك سيستهلك الطاقة العالمية الفائضة ويجعل الأسواق أكثر انكشافاً على تراجع آخر للإنتاج أو توقف غير متوقع.

وقالت وكالة مهر الإيرانية للأنباء اليوم الثلاثاء نقلاً عن أحدث إحصاءات شركة النفط الوطنية الإيرانية إن من المرجح تراجع صادرات البلاد من الخام 500 ألف برميل يومياً مع إعادة فرض عقوبات أميركية على طهران.

ونقلت وكالة "فارس" عن مطهري، اليوم الثلاثاء، قوله "إن إجراءنا لمواجهة التهديدات النفطية الأميركية بإيصال صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، هو إغلاق مضيق هرمز".

وقال مطهري إن تعبير الرئيس حسن روحاني تجاه تهديدات الأميركيين كان تدبيراً جيداً، وأضاف أن الأميركيين غير مستعدّين لحرب جديدة في الخليج، لذا فإن تصريح رئيس الجمهورية كان تهديداً مناسباً ستكون له نتائج إيجابية وعنصر ردع أمام منع صادرات النفط الإيراني.


كذلك نقلت "فارس" عن نائب الرئيس الإيراني، اليوم الثلاثاء، قوله إن العقوبات الأميركية تضر الاقتصاد، لكنه تعهد "ببيع أكبر قدر ممكن من النفط" وحماية النظام المصرفي.

ولفت إلى أن واشنطن تحاول وقف صادرات البتروكيماويات والصلب والنحاس الإيرانية، مضيفاً أن "أميركا تسعى إلى خفض مبيعات النفط الإيرانية، مصدرنا الحيوي للدخل، إلى الصفر. ومن الخطأ الاعتقاد بأن الحرب الاقتصادية الأميركية على إيران لن يكون لها أي تأثير".

كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في مايو/ أيار أنه سيسحب الولايات المتحدة من اتفاق عالمي وافقت إيران بموجبه على الحد من تطورها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

وقال ترامب إنه سيعيد فرض العقوبات، وأبلغت واشنطن بقية الدول في وقت لاحق أن عليها الامتناع عن شراء النفط الإيراني اعتباراً من 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل أو تتحمل العواقب المالية.

ودعا السفير الأميركي لدى ألمانيا، اليوم الثلاثاء، لمنع محاولة إيرانية لسحب مبالغ كبيرة من المال من حسابات مصرفية لديها.

كذلك، قال جهانكيري إن وزارة الخارجية والبنك المركزي سيتخذان إجراءات لتسهيل العمليات المصرفية الإيرانية على رغم العقوبات الأميركية.

وتقول القوى الأوروبية التي ما زالت تدعم الاتفاق النووي إنها ستبذل المزيد لتشجيع شركاتها على مواصلة العمل مع إيران على رغم أن مجموعة من الشركات قالت بالفعل إنها تخطط للانسحاب.

وعرض وزراء خارجية من الدول الخمس الباقية في الاتفاق النووي مع إيران، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، باقة من الإجراءات الاقتصادية على إيران يوم الجمعة، لكن طهران قالت إنها غير كافية.

وقال جهانكيري: "نعتقد أن الأوروبيين سيتصرفون بطريقة تلبي المطالب الإيرانية، لكن ينبغي أن ننتظر ونرى"، مضيفاً أن الضغط الأميركي على إيران جاء في إطار شن الولايات المتحدة "حرباً اقتصادية على الصين وحتى على حلفائها"، في إشارة إلى التوترات التجارية بين واشنطن والعديد من شركائها التجاريين الرئيسيين.

ارتفاع الأسعار

وعلى مستوى الأسعار فقد ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار للبرميل اليوم الثلاثاء خاصة مع تعزيز تعطيلات الانتاج النفطي في ليبيا وفنزويلا المخاوف بشأن المعروض في أنحاء العالم.

وانهار إنتاج فنزويلا بسبب نقص الاستثمارات، وتواجه الصادرات الإيرانية صعوبات بفعل عقوبات أميركية. وفي غضون ذلك فإن الطاقة الفائضة لدى أوبك لسد الفجوة تعد محدودة في الوقت الذي يتسارع فيه الطلب على الخام.

وبحلول الساعة 09.15 بتوقيت جرينتش زادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.13 دولار للبرميل بما يعادل 1.4 بالمئة إلى 79.20 دولاراً للبرميل بعد أن صعد السعر 1.2 بالمئة يوم الاثنين.

وزادت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف 53 سنتاً أو 0.7 بالمئة إلى 74.38 دولاراً.

وقال بنك ميتسوبيشي يو.اف.جيه الياباني إن تزايد المخاوف بشأن الإمدادات قد يدفع برنت فوق 85 دولاراً للبرميل.

وبدأ مئات العاملين بمنصات حفر بحرية للنفط والغاز في النرويج إضراباً اليوم الثلاثاء بعد أن رفضوا اتفاقا مقترحا بشأن الأجور مما أدى لإغلاق حقل نفط تتولى شل تشغيله.

وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم أثر التعطيلات في دول أخرى منتجة للنفط وسط توترات في الشرق الأوسط.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية إن إنتاج البلاد من الخام انخفض إلى 527 ألف برميل يومياً من مستوى 1.28 مليون برميل المسجل في فبراير شباط وذلك بعد إغلاق موانئ نفط في الآونة الأخيرة.

المساهمون