الخميس... قمة روسية سعودية لبحث اتفاق خفض إنتاج النفط

الخميس ... قمة روسية سعودية لبحث اتفاق خفض إنتاج النفط

13 يونيو 2018
إنتاج النفط موضع نقاش روسي - سعودي (فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت الرئاسة الروسية، الكرملين، اليوم الأربعاء، أن الرئيس فلاديمير بوتين، سيجتمع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في موسكو غداً الخميس، لبحث اتفاق خفض إنتاج النفط.

ويأتي الاجتماع الثنائي قبل اجتماع مرتقب لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يعقد يومي 22 و23 يونيو / حزيران، لمناقشة سياستها للإنتاج، في ضوء الانخفاضات المستمرة في فنزويلا واحتمال فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي، إن بوتين وولي العهد السعودي سيناقشان، خلال لقائهما المرتقب، اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي الذي تقوده السعودية وروسيا، لكنهما لن يبحثا الخروج من الاتفاق، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وردا على سؤال حول ما إذا كان من المقرر بحث التعاون مع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" خلال اللقاء، قال بيسكوف: "هذا مخطط له".

ويزور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان روسيا لحضور حفل افتتاح بطولة كأس العام لكرة القدم (مونديال روسيا 2018).
وبدأ الأعضاء في "أوبك" ومنتجون مستقلون بقيادة روسيا مطلع 2017، خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً، على أن ينتهي الاتفاق في ديسمبر/ كانون الأول 2018، نتيجة هبوط حاد في سعر البرميل منذ منتصف 2014، وسط مساع للمنتجين لاستعادة الاستقرار للسوق.


طلب متزايد

في الملف ذاته، قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الأربعاء إن الطلب على النفط سيسجل نموا مطردا في عام 2019 بفضل متانة الاقتصاد العالمي، لكن العالم قد يواجه فجوة كبيرة في الإمدادات بحلول أواخر العام القادم إذا لم تتمكن أوبك من تغطية أي انخفاضات في الإنتاج.

ويمثل التقرير الصادر عن الوكالة تحذيرا قويا لأكبر مصدري النفط في العالم الذين يجتمعون الأسبوع القادم في فيينا لبحث سياسة الإنتاج.

وقالت الوكالة إنها تتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط 1.4 مليون برميل يوميا في 2019 ليتجاوز 100 مليون برميل يوميا بحلول الربع الثاني من العام. وتتوقع الوكالة أن ينمو الطلب بالمعدل ذاته هذا العام دون تغيير عن تقريرها السابق في مايو/ أيار.

وقالت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا في تقريرها الشهري إن "خلفية الأداء الاقتصادي القوي وتوقع المزيد من استقرار الأسعار عاملان رئيسيان. المخاطر تشمل احتمال ارتفاع الأسعار واضطرابات التجارة. بعض الحكومات تدرس إجراءات لتخفيف الضغوط على المستهلكين".

وأضافت أن "هناك احتمالا لإجراء مراجعة نزولية لتوقعاتنا الاقتصادية في الأشهر القليلة المقبلة. الاقتصاد العالمي يعاني بعض الشيء من ارتفاع أسعار النفط".

وزادت أسعار النفط بنحو الثلث إلى نحو 76 دولارا للبرميل بالقرب من أعلى مستوياتها منذ أواخر 2014، منذ أن بدأت أوبك ومنتجون آخرون من بينهم روسيا خفض الإنتاج في يناير/ كانون الثاني 2017 بواقع 1.8 مليون برميل يوميا.

الوكالة أفادت بأن تزايد التوترات التجارية هو الخطر الرئيسي لتوقعاتنا بشأن الطلب على النفط.

وأعلنت كندا والاتحاد الأوروبي خططا لزيادة الرسوم على سلع أميركية معينة ردا على الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم.


وبحسب وكالة الطاقة الدولية فإن المخاطر المصاحبة لتصاعد إجراءات الرد لا يمكن تجاهلها... وإن استمرار تباطؤ التجارة سيؤثر سلبا على نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي، في الوقت الذي يرتبط فيه جزء كبير من استهلاك النفط بأنشطة التجارة.

قرار أوبك المستقبلي

تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يومي 22 و23 يونيو / حزيران لمناقشة سياستها للإنتاج على وجه الخصوص في ضوء الانخفاضات المستمرة في فنزويلا واحتمال فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران في وقت لاحق من العام الحالي، وقد تدرس المنظمة مع شركائها زيادة الإنتاج لتعويض أي انخفاضات في الإمدادات.

وقالت وكالة الطاقة الدولية "حتى إذا جرى سد فجوة الإنتاج من إيران وفنزويلا، فإن السوق ستكون قد توازنت أخيرا العام القادم، وستكون الأسعار عرضة للارتفاع في حالة حدوث المزيد من الاضطراب. من المحتمل أن يتجه العدد المحدود من الدول التي لديها طاقة إنتاجية فائضة بخلاف ما يمكن تفعيله سريعا إلى تغطية المزيد من الطلب".

وبحسب تقرير الوكالة الدولية "إذا واصل أعضاء أوبك الاثنا عشر الضخ بمعدل مايو / أيار ذاته، فمن المحتمل أن تنشأ فجوة في الإمدادات وتؤدي إلى السحب من المخزونات بأكثر من 1.6 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من 2019".

وقالت الوكالة إنها تدرس سيناريو انخفاض الإمدادات من إيران وفنزويلا بواقع 1.5 مليون برميل يوميا بالمقارنة مع مستواها الحالي.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض الصادرات الإيرانية بالمقدار الذي تراجعت به خلال جولة العقوبات السابقة.


وبالنسبة لفنزويلا، لا ترى الوكالة هدنة للانهيار في الإنتاج الناجم عن الأزمة الاقتصادية، والذي تسبب في سحب مليون برميل يوميا من السوق في العامين الأخيرين.

وقالت الوكالة إن مساعي أوبك لتقييد الإنتاج أدت إلى انخفاض المخزونات التجارية للنفط في الدول الأكثر ثراء في العالم بمقدار 3.1 ملايين برميل في أبريل/ نيسان إلى أدنى مستوى في 3 سنوات عند 2.809 مليار برميل.

وتوقعت وكالة الطاقة نمو الإمدادات من خارج أوبك بواقع مليوني برميل يوميا هذا العام، بقيادة أميركا في الأساس قبل أن تنخفض إلى نحو 1.7 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وقالت الوكالة إنه في الآونة الأخيرة لم يخل هذا التوسع من الضغط. خصم خام غرب تكساس الوسيط (الخام الأمريكي) مقابل برنت زاد إلى عشرة دولارات للبرميل، في ظل مؤشرات على أن نمو الطلب يقل عن نمو الإنتاج.

وأضافت أنه "لتعويض الخسائر (من إيران وفنزويلا) نتوقع احتمال أن تزيد دول الشرق الأوسط الأعضاء في أوبك الإنتاج خلال فترة قصيرة إلى حد ما بنحو 1.1 مليون برميل يوميا. وقد يكون هناك المزيد من الإنتاج من روسيا علاوة على الزيادة التي سجلت بالفعل في توقعاتنا للإنتاج من خارج أوبك في 2019".

وتتوقع وكالة الطاقة انخفاض الطلب على نفط أوبك في 2019 إلى 31.6 مليون برميل يوميا من 31.9 مليون برميل يوميا هذا العام.

قالت وكالة الطاقة الدولية إن سيناريو يتضمن انخفاض إنتاج فنزويلا وإيران النفطي بواقع 1.5 مليون برميل يوميا بحلول نهاية 2019 قد يشهد انكماش الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى أوبك، باستثناء إيران، إلى 2.5 مليون برميل يوميا إذا ما قررت المنظمة تغطية هذا الانخفاض في الإنتاج.

وقالت الوكالة إنه "سيكون ذلك أدنى مستوى منذ نهاية 2019، حين كانت أوبك تنتج بأقصى طاقتها قبل اتفاق فيينا، مما أدى لبناء مخزونات كبيرة".

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن حجم الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى أوبك بلغ 3.4 ملايين برميل يوميا في مايو/ أيار، تمثل السعودية 60% منها.

وتتوقع الوكالة ارتفاع طاقة أوبك الإنتاجية 240 ألف برميل يوميا من الربع الأخير من 2018 إلى 35.1 مليون برميل يوميا. وتمثل دول منطقة الشرق الأوسط معظم النمو تقريبا.

(رويترز، العربي الجديد)