تأجيل طرح "أرامكو" و"أوبك" تناقش تخفيف قيود الإنتاج

تأجيل طرح "أرامكو" إلى 2019 و"أوبك" تناقش تخفيف قيود الإنتاج

25 مايو 2018
السعودية وروسيا تناقشان زيادة إنتاج النفط (Getty)
+ الخط -
رجح وزير النفط السعودي خالد الفالح تأجيل طرح شركة "أرامكو السعودية" إلى 2019، مؤكداً تأجيلا لخطة أولية لإدراج الشركة في العام الجاري، في وقت أكدت مصادر "رويترز" أن السعودية وروسيا تناقشان زيادة إنتاج النفط من داخل "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) وخارجها بنحو مليون برميل يوميا. 

واعتبر الفالح، خلال كلمة له في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي في روسيا، أن "توقيت طرح الشركة يعتمد على استعداد السوق، أكثر من استعداد الشركة أو المملكة العربية السعودية"، مضيفاً: "نحن مستعدون، وننتظر استعداد السوق للاكتتاب العام". 

وطوال عامين تقريباً، قال المسؤولون السعوديون مراراً وتكراراً إن الاكتتاب العام للشركة على المسار الصحيح ليكون في وقته خلال النصف الثاني من عام 2018.

لكن للمرة الأولى في مارس/ آذار الماضي، اقترحوا أن يتأخر حتى عام 2019.

وقبل عامين، أعلنت المملكة اعتزامها طرح 5% من أسهم "أرامكو السعودية" للاكتتاب العام خلال 2018، بهدف استخدام الأموال المتحصلة من الطرح في تنويع الاقتصاد.

وحسب ما أعلنت أرامكو سابقاً، سيكون جزء من الطرح، وفق المخطط، في النصف الثاني من العام الجاري في البورصة المحلية.

النفط

وقال وزيرا الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، والسعودي خالد الفالح إن البلدين مستعدان لتخفيف تخفيضات الإنتاج لتهدئة مخاوف المستهلكين بشأن كفاية المعروض، فيما أضاف الفالح أن أي تخفيف سيكون تدريجيا لتجنب إحداث صدمة في السوق.

ومن شأن زيادة الإنتاج تخفيف القيود الصارمة المفروضة على الإمدادات والمستمرة منذ 17 شهرا وسط مخاوف من أن يكون ارتفاع السعر قد ذهب إلى مدى بعيد.

وقال محمد باركيندو أمين عام "أوبك" إن المنظمة بدأت مباحثات بشأن تخفيف قيود إنتاج النفط بعد تغريدة مهمة أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأضاف باركيندو خلال لقاء جمعه بوزيري الطاقة السعودي والروسي في سان بطرسبرغ خلال المنتدى الاقتصادي الرئيسي في روسيا: "نفخر بأننا أصدقاء للولايات المتحدة".

إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة أن زيادة بنحو مليون برميل يوميا سيكون من شأنها الوصول بمستوى الامتثال لقيود الإمدادات المتفق عليها إلى 100%، انخفاضا من المستوى المسجل في إبريل/ نيسان البالغ نحو 152%.

كما لفت باركيندو إلى أنه ليس غريبا أن تضغط الولايات المتحدة على "أوبك"، إذ إن بعض وزراء الطاقة الأميركيين تواصلوا مع المنظمة في الماضي وطلبوا المساعدة في خفض الأسعار.

قرب الهدف

واعتبر وزير الطاقة الروسي أن التخفيضات الحالية بلغت في واقع الأمر 2.7 مليون برميل يوميا بسبب انخفاض إنتاج فنزويلا، أي ما يعادل نحو مليون برميل يوميا زيادة على التخفيضات التي جرى الاتفاق عليها في البداية، والبالغة 1.8 مليون برميل يوميا.

لكنه أحجم عن تحديد ما إذا كانت "أوبك" وروسيا ستتخذان قرارا لزيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا خلال اجتماعهما القادم في 22 يونيو/ حزيران.

ولفتت المصادر إلى أن المباحثات الأولية يقودها وزيرا الطاقة السعودي والروسي في سان بطرسبرغ هذا الأسبوع إلى جانب نظيرهما الإماراتي الذي تتولى بلاده رئاسة "أوبك" هذا العام.

كما يجتمع وزراء أوبك والمنتجون المستقلون في فيينا يومي 22 و23 يونيو، ومن المنتظر اتخاذ القرار النهائي حينئذ.

وأكدت المصادر أن المناقشات الحالية تهدف إلى تخفيف مستوى الامتثال القياسي المرتفع بتخفيضات الإنتاج، في مسعى لتهدئة السوق بعد أن بلغ سعر النفط 80 دولارا للبرميل بفعل المخاوف بشأن نقص المعروض.

كما أثارت الصين مخاوف بشأن ما إذا كانت كميات النفط التي يتم ضخها كافية.


وفي الوقت الذي تستفيد فيه روسيا و"أوبك" من ارتفاع أسعار النفط، فإن تخفيضاتهما الطوعية للإنتاج فتحت المجال أمام منتجين آخرين، مثل قطاع النفط الصخري الأميركي الذي يعزز الإنتاج ويكسب حصة سوقية.

وقالت المصادر إن الرقم النهائي للإنتاج لم يُحدد بعد لأن تقسيم كميات النفط الزائدة بين المشاركين في الاتفاق قد يكون أمرا صعبا.

وأضاف أحد المصادر أن "المحادثات الآن حول خفض مستوى الامتثال إلى 100%، والأمر مرتبط بـ"أوبك" أكثر من كونه يتعلق بالمنتجين من خارجها".

مخاوف صعود الأسعار

وكانت مصادر في "أوبك" وفي قطاع النفط أبلغت "رويترز" الثلاثاء أن المنظمة قد تقرر زيادة إنتاج النفط في يونيو بسبب القلق بشأن الإمدادات من إيران وفنزويلا، وبعدما أثارت واشنطن مخاوف من أن صعود أسعار الخام ذهب إلى مدى بعيد.

وحتى الآن تقول "أوبك" إنها لا ترى حاجة لتخفيف قيود الإنتاج على الرغم من المخاوف بين الدول المستهلكة من أن ارتفاع السعر قد يقوض الطلب.

وتكمن سرعة الانخفاض في المخزونات العالمية، والقلق بشأن إمدادات النفط بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران، إضافة إلى انهيار إنتاج فنزويلا من الخام، وراء التغيير في تفكير "أوبك".

واعتبر الفالح أن سوق النفط تغيرت ونحتاج إلى تعديل في السياسات معبرا عن استعداد المنظمة لهذا التعديل في اجتماعها المقبل، لافتا إلى أن النصف الثاني من السنة سيشهد ارتفاعا في الطلب على النفط بـ1.5 مليون برميل يوميا، ليعود إلى التراجع في 2019.

وأشار إلى قلق المستهلكين بشأن احتمال نقص المعروض، لافتا إلى أنه من المطلوب التأكد من أن إمدادات النفط كافية ويمكننا الاستمرار في خفض المخزونات بشكل معتدل حتى نهاية 2018، مشيراً إلى أن آراء المملكة وروسيا متطابقة.



وفي السياق، قال نوفاك إن عملية تخفيف قيود إنتاج النفط العالمية ستكون تدريجية على الأرجح، لافتا إلى أن مخزونات النفط قد تكون هبطت بالفعل إلى 20 مليون برميل دون متوسط 5 سنوات.

ولفت إلى أن من السابق لأوانه الآن الحديث عن مستوى محتمل لتخفيضات الإنتاج، مشيرا إلى أن تخفيف القيود سيكون منطقيا من الربع الثالث من 2018.

في سياق متصل، قال ألكسندر ديوكوف رئيس "غازبروم نفط" الروسية العملاقة إنه يؤيد التخفيف المحتمل للقيود المفروضة على إنتاج النفط هذا الصيف.

وأضاف أن تخفيف الخفض بما يتراوح بين "700-800 ألف برميل يوميا أو مليون برميل يوميا" يجب أن يخضع للنقاش.

كما قال ديوكوف إن أسعار النفط عند ما يتراوح بين 50 و60 دولارا للبرميل ستكون "عادلة" وإن توقعات الشركة لإنتاج النفط والغاز البالغة 100 مليون طن في 2020 سيتم تجاوزها على الأرجح.

من جهته، اعتبر رئيس شركة "روس نفط" إيغور سينتشين أن قرار أميركا الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران قد يلحق الضرر بـ5% من إنتاج النفط العالمي.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون