سياسة ترامب تقرّب ألمانيا من الصين

ألمانيا تستنجد بالصين لمواجهة سياسات ترامب الحمائية

24 مايو 2018
يواجه البلدان سهام الرئيس الأميركي دونالد ترامب (Getty)
+ الخط -
تزور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الصين في محاولة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين اللذين يواجهان سهام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصاً أنهما يملكان فائضاً تجارياً كبيراً مع الولايات المتحدة.

وقال رئيس الوزراء الصيني لي كه شيانغ، إن الصين ترحب بالشركات الألمانية وستحمي استثماراتها، وذلك بعد اجتماع مع المستشارة الألمانية التي قالت إن ألمانيا تدعم الاستثمارات الصينية لديها.

وأضاف لي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل في قاعة الشعب الكبرى ببكين، أن الصين وألمانيا ملتزمتان بالتجارة الحرة العالمية وشدد على الإمكانيات الضخمة للتعاون بينهما.

ولفت إلى أنه على الرغم من وجود مشكلات بين البلدين لكن من الممكن تخطيها، معتبراً زيادة التعاون مفيدة لأوروبا والعالم.

وتطرق رئيس الوزراء الصيني إلى موضوع السيارات، خصوصاً بعدما أطلق ترامب تحقيقاً بموجب الفصل 232 الذي يسمح بالتحقيق لتحديد "تأثيرات الواردات على الأمن القومي"، ثم ترفع وزارة التجارة تقريراً بالنتائج الى الرئيس ليقرر ما إذا كان سيستخدم صلاحيته في فرض رسوم أم لا.

واعتبر لي أن الصين ترحب باستثمارات مُصنّعي السيارات الألمان، مشيراً إلى أن بكين خفضت بالفعل متطلبات دخول السيارات التي تعمل بمصادر الطاقة الجديدة. وأضاف أن البلدين في حاجة إلى تعزيز الاستثمارات المتبادلة بطريقة منفتحة وشاملة.

وأشار إلى أن الصين ستحمي مصالحها بموجب القانون الصيني وستعدل قواعدها عند الضرورة، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

ورحبت ميركل بأحدث إعلان من جانب الصين بأنها ستزيد انفتاح قطاعها المالي أمام مشاركة الأجانب وستخفض متطلبات المشروعات الصينية المشتركة في قطاعات مثل السيارات، وهو ركيزة الاستثمارات الألمانية في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.



وتتفق الحكومة الألمانية مع إدارة ترامب في الكثير من المخاوف بشأن ممارسات الصين التجارية التي تشمل ما تشكو بلدان غربية عديدة من أنها جهود تدعمها الدولة للضغط على الشركات الأجنبية للتخلي عن أسرار تجارية.

لكن المسؤولين الألمان يقولون إن سياسة "أميركا أولاً" التجارية التي يطبقها ترامب واستخفاف إدارته بمنظمة التجارة العالمية وانسحابه من الاتفاق النووي الإيراني قرّبت مواقف الصين وألمانيا.

في سياق متصل، تخطط الصين لخفض رسوم الاستيراد على بعض السلع الاستهلاكية مثل الأغذية ومستحضرات التجميل اعتباراً من الأول من يوليو/ تموز، في خطوة تأتي بعد تعهد بكين بزيادة الواردات مع شركائها التجاريين عموماً، ومع الولايات المتحدة على وجه الخصوص.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصادر لم تسمها، أن خفض الرسوم سيطبق على خطوط منتجات أوسع نطاقاً من تلك التي شملتها تخفيضات مماثلة على نحو 200 سلعة أُعلنت العام الماضي.

وأضافت أن هيكل التخفيضات لم يتحدد بشكل نهائي بعد، وإنه مازال يتطلب موافقة مجلس الوزراء.

وفي مارس/ آذار، قال رئيس الوزراء الصيني لي كه شيانغ، في تقرير سنوي، إن الصين ستوسع نطاق الواردات وستخفض الرسوم الجمركية على السيارات وبعض السلع الاستهلاكية في إطار توجه نحو الانفتاح.

وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، أكدت بكين أنها ستخفض رسوم الاستيراد على معظم السيارات إلى 15% من 25% اعتباراً من أول يوليو/ تموز. كما ستخفض الرسوم الجمركية على أجزاء السيارات إلى 6% من نحو 10%.

ونقلت "بلومبرغ" عن أحد مصادرها أن تخفيضات الرسوم المرتقبة على السلع الاستهلاكية ستؤثر على منتجات الغذاء والدواء والصحة ومستحضرات التجميل وغيرها.



(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون