الفرنك السويسري يستعيد مكانة الملاذ الآمن

الفرنك السويسري يستعيد مكانة الملاذ الآمن

24 مايو 2018
وسط مدينة زيورخ (Getty)
+ الخط -







عاد الفرنك السويسري كملاذ آمن لأثرياء أوروبا، كما كان عليه الحال إبان أزمة اليورو بين أعوام 2011 و2015، حيث سجل أكبر ارتفاع مقابل اليورو في تعاملات أمس الأربعاء، لكن محللين قالوا، في تصريحات لوكالة بلومبيرغ، إن دورة ارتفاع الفرنك السويسري لن تكون طويلة هذه المرة، وربما تستمر لشهور قليلة.

وارتفع الفرنك السويسري والين الياباني مقابل الدولار، أمس، في الوقت الذي اجتاحت فيه موجة من الحذر أسواق العملات، بعد يوم من قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتخفيف التفاؤل بشأن التقدم المحرز في محادثات تجارية مع الصين.

وكان ترامب قال يوم الثلاثاء، إنه غير راض عن محادثات التجارة التي أجريت في الفترة الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين، مما نال من الآمال في أن يكون أكبر اقتصادين في العالم بصدد إبرام اتفاق.

وكان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قال، في وقت سابق، إن الحرب التجارية "مجمدة"، وهو ما رفع الأسهم اليابانية لتسجل أكبر قفزاتها، حيث دفع مؤشر نيكاي إلى تجاوز المستوى المهم نفسياً 23 ألف نقطة، يوم الإثنين.

وعلى الرغم من ارتفاع مؤشر الدولار، الذي يقيس قوته مقابل سلة من العملات المنافسة، بنسبة 0.2% إلى 93.76، لكنه تراجع بنسب 0.6% و0.3% مقابل الين الياباني والفرنك السويسري على الترتيب. وتعرض اليورو لضغوط بفعل المخاوف بشأن المخاطر السياسية في إيطاليا. وانخفضت العملة الموحدة إلى أدنى مستوى في ستة أشهر، بعد انخفاض مؤشر لمديري المشتريات في منطقة اليورو.

وحسب رويترز، لجأ أثرياء وتجار عملات إلى التحوط من مخاطر العملة الأوروبية الموحدة بشراء الفرنك السويسري، وهو ما دفع العديد من المستثمرين في أسواق الصرف، نحو بيع اليورو، والاستثمار في العملة السويسرية، خلال الشهر الجاري، وذلك وسط مؤشرات تباطؤ النمو الاقتصادي في ألمانيا التي تعد الماكينة المحركة للاقتصاد الأوروبي.

وهبط، أمس، عائد سندات الخزانة الحكومية الألمانية لأجل عشر سنوات إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع بعد البيانات المنشورة، لينخفض إلى 0.516%. وجرى تداولها في أحدث تعاملات منخفضة بواقع أربع نقاط أساس خلال الجلسة.

وجاءت قراءة مؤشر مدراء المشتريات في منطقة اليورو دون المتوسط في استطلاع أجرته رويترز لآراء الاقتصاديين، حيث توقعوا زيادة محدودة إلى 54.7. والقراءة المسجلة في مايو/أيار هي الأضعف منذ سبتمبر/أيلول 2016.

وفي سوق المعادن النفيسة، أدت قوة الدولار إلى تراجع أسعار الذهب، أمس الأربعاء، بفعل ضغوط قبيل إعلان محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). وفي التعاملات الصباحية، في لندن، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 1289.71 دولارا للأوقية (الأونصة).

ولكن لا يزال صدى التفاهم التجاري بين واشنطن وبكين يسيطر على أداء أسواق المال. وحسب رويترز، حذرت كل من روسيا واليابان من اتخاذهما إجراءات للرد على قرار أميركا برفع الرسوم الجمركية على الفولاذ والألمنيوم، بفرض عقوبات تصل قيمتها إلى مليار دولار، حسبما نشرته منظمة التجارة العالمية.

وقالت روسيا، بحسب وثائق نشرتها الوكالة، إن خطة الولايات المتحدة ستضيف أعباء مالية قيمتها 538 مليون دولار على صادراتها السنوية، فيما قدرت اليابان أعباءها بنحو 440 مليون دولار.

وتؤكد موسكو وطوكيو أن لديهما الحق بفرض رسوم جمركية مشابهة على الصادرات الأميركية، من دون تسمية المنتجات الأميركية، التي قد تستهدفها العقوبات الروسية واليابانية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أقر، في مارس الماضي، رسوما جمركية على واردات الألمنيوم بنسبة 10% والحديد الصلب بنسبة 25% إلى الولايات المتحدة، لكنه علق تطبيق القرار حتى الأول من يونيو لدول منها المكسيك وكندا ودول أوروبا.

ومن المتوقع أن يكون لتصريحات ترامب، يوم الثلاثاء، التي قال فيها إنه سيقترح تخفيضات ضريبية جديدة قبل نوفمبر/تشرين الثاني، تأثير مباشر على أسواق الصرف، وربما تزيد من قوة الدولار، حسب مراقبين، وذلك على الرغم من أن أسواق المال ترى أن التصريح سياسي، حيث جاء في وقت يتطلع الجمهوريون إلى الإبقاء على سيطرتهم على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي.
(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون