هل يفرج محمد بن سلمان عن الملياردير العمودي؟

وأدلى أبي أحمد علي بهذه التصريحات بعد عودته من السعودية السبت الماضي، حيث اجتمع بولي العهد محمد بن سلمان في زيارة استمرت يومين وتباحث معه في هذا الشأن.

وبحسب وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أنه قدم طلباً لمحمد بن سلمان بضرورة إطلاق سراح محمد العمودي المعتقل في المملكة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017 ضمن حملة توقيفات واعتقالات شملت عشرات الوزراء والأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال في إطار ما وصفته الرياض بحملة على الفساد بقيادة الأمير محمد بن سلمان.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي أيضاً: "اتفقنا مع ولي العهد السعودي على أن يتم إطلاق العمودي الأحد 20 مايو/أيار ويغادر المملكة معي، ولكن أخبرت في منتصف الليل أنه سيتأخر بسبب بعض الإجراءات"، وتوقع أن يتم إطلاقه في أقرب وقت".

وأضاف أن قضية الشيخ محمد العمودي تعتبر قضية كل إثيوبي، وأن الملياردير يعتبر شخصية داعمة للمشروع الوطني والإنساني في البلاد، بالإضافة إلى تبرعه ضمن حملة تمويل سد النهضة".

ولم يعرف بعد ما إذا كان الإفراج عن العمودي سيتم بقرار سياسي، أم في إطار تسوية مالية كما جرى مع الأمير الوليد بن طلال والأمير متعب بن عبدالعزيز.

ويعد العمودي أحد رجال الأعمال القلائل الموقوفين الذين لم يتم الإفراج عنهم في صفقة الإفراج التي تمت في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث قال النائب العام السعودي سعود المعجب، وفق وكالة الأنباء السعودية، حينها، إن "القيمة المقدرة لمبالغ التسويات" مع أشخاص مفرج عنهم تجاوزت 400 مليار ريال (107 مليارات دولار تقريباً)، وتمثلت في عدة أصول (عقارات وشركات وأوراق مالية ونقد وغير ذلك).

والعمودي من رجال الأعمال ذوي الوزن الثقيل ليس في السعودية فقط بل على مستوى العالم، وتتركز أعماله بشكل كبير في السعودية وإثيوبيا والسويد.

وقدرت مجلة فوربس ثروة العمودي المولود في إثيوبيا لأب من أصل يمني وأم إثيوبية عام 1946 بنحو 13.5 مليار دولار.

ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن اعتقال العمودي جاء بعد الحصول على اعتمادات بلغت قيمتها 4 مليارات دولار من "صندوق الملك عبدالله للاستثمار الزراعي السعودي" لتمويل مشاريع زراعة أرزّ في إثيوبيا في إطار مبادرته "النجمة السعودية للتنمية الزراعية"، وبناء رصيف ميناء في إريتريا لتصدير هذا الأرز إلى السعودية.

يمتلك العمودي أغلبية الأسهم في مجموعات وشركات كبرى منها "كورال غروب" و"دروك" والتي تتضمن شركة "برايم بتروليوم" في السويد، وشركة "سفنسكا بتروليوم اند إكسبلوريشن"، و"سامير" (شركة بتروكيماوية ومصفاة تكرير في المغرب)، وشركة نفط للخدمات البترولية في المملكة العربية السعودية و"فورتيونا" القابضة في لبنان.

وقالت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن "الشيخ مو-كما يطلق عليه-، الذي يمد ستاربكس بالقهوة، ويلقب بأغنى رجل ذي بشرة سمراء في العالم، ويمتلك علاقات واستثمارات كثيرة في إثيوبيا، وضمن الدائرة المقربة من وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، غير معروف أين مكان احتجازه".

ووفقا لوكالة "رويترز"، فإن أكبر شركات البن والشاي في إثيوبيا وهي "هورايزون بلانتيشن" و"إثيو أجري-سي.إي.اف.تي"، هما جزء من مجموعة شركات "ميدروك"، حيث تبيع "هورايزون" البن الفاخر الذي تنتجه من خلال "نيومان كافي غروب" ومن بين مشتري إنتاجها "ستاربكس"، و"دالماير" التي مقرها ميونيخ و"تشيبو" الألمانية و"كافيه فيتا" التي مقرها سياتل.

وتنتج الشركة ما يزيد على عشرة آلاف طن من البن من مزارعها التي تبلغ مساحتها 25 ألف هكتار في جنوب إثيوبيا وتصدر 70% منه.

ونقلت وكالة "رويترز" عام 2015 عن مسؤول في شركة "سعودي ستار" إحدى شركات العمودي التي تستثمر في منطقة جامبيلا الإثيوبية إن العمودي يخطط لاستثمار خمسة مليارات دولار إضافية في الزراعة والتصنيع الزراعي في إثيوبيا على مدى الفترة من 2016 إلى 2021. ومن بين المجالات التي ستشهد نمو إنتاج الشاي.

وتنتج "إثيو أجري-سي.إي.اف.تي" التابعة لميدروك 5700 طن من أوراق الشاي سنويا في إثيوبيا وتتوقع أن يرتفع إنتاجها في السنوات القليلة القادمة.

كما تعدّ "ميدروك" الشركة الوحيدة التي حازت ترخيصاً واسعاً من الوزارة في قطاع التعدين، حيث تتولى الشركة إدارة منجم ذهب يقوم بتصدير إنتاجه للخارج، كما يمتلك العمودي 70% من شركة النفط الإثيوبية إضافة إلى 5 شركات نفط أخرى بحسب مواقع متخصصة، ويمتلك أكبر مصنع لإنتاج الحديد في إثيوبيا والذي ينتج 1.3 مليون طن سنويا.

وتعهد العمودي عام 2011 بالمساهمة بمبلغ 1.5 مليار بير (88 مليون دولار) من تكلفة بناء سد النهضة الإثيوبي المثير للجدل والذي وصفه بأنه "مشروع بنيوي وطني هام".

كما أن شركاته شريك رئيسي في بناء السد، حيث يقوم مصنع الإسمنت الذي يملكه ومصنع آخر تملكه الحكومة الإثيوبية بتوريد معظم احتياجات بناء السد من الإسمنت.

وينتج مصنع "دوربا ميدروك "المملوك للعمودي، الذي بدأ تشغيله في فبراير 2012، 25% من الأسمنت في إثيوبيا.

كما استحوذ عام 2011 على 69% من شركة "أديس تاير" لتصنيع إطارات السيارات، ويمتلك العمودي الى جانب الاستثمارات فندق "شيراتون أديس" أكبر فنادق العاصمة أديس ابابا، وأنشأ كذلك أكبر ملعب لكرة القدم في منطقة (ولديا) في إقليم امهرا.

وتمتد استثمارات العمودي أيضا إلى دول أخرى من بينها اليمن والمغرب، حيث يشارك في ملكية مصنع الشركة العربية اليمنية للإسمنت، الذي تأسس في أكتوبر/تشرين الأول 2004، وتم افتتاحه رسمياً عام 2009، بطاقة إنتاجية تبلغ مليونا و500 ألف طن سنوياً.

وكان رئيس الوزراء اليمني السابق خالد محفوظ بحاح، يشغل منصب المدير العام للشركة العربية للإسمنت منذ عام 2004، قبل تعيينه وزيراً للنفط العام 2007، ورئيساً للوزراء.

وفي المغرب، تمتلك شركة "كورال القابضة" التابعة للملياردير السعودي محمد حسين العمودي 67.26% من شركة "سامير" التي كانت تمتلك المصفاة الوحيدة بالمغرب ونشبت خلافات بين المجموعة والحكومة المغربية ولم يتم التوصل لتسوية حتى الآن.

(العربي الجديد)