"المركزي الليبي" يحظر التعامل بالعملات الافتراضية

"المركزي الليبي" يحظر التعامل بالعملات الافتراضية

16 مايو 2018
محلات بيع الأجهزة الإلكترونية الأكثر نشاطاً بالعملات الافتراضية (Getty)
+ الخط -

 

حظر البنك المركزي الليبي، التعامل بالعملات الافتراضية مثل بيتكوين وإيثيريوم وغيرها، محذرا المواطنين من المخاطر الأمنية والاقتصادية لتداول هذه العملات، وذلك بعد أن شهدت هذه المعاملات انتشاراً في الآونة الأخيرة بالعاصمة طرابلس.

وقال البنك المركزي في بيان له، مساء الثلاثاء، إن "العملات الافتراضية مثل البيتكوين ونحوها غير قانونية في ليبيا ولا توجد أي حماية قانونية للمتعاملين بها"، مشيرا إلى مخاطرها لاحتمالية استخدامها في "القيام بأنشطة إجرامية ومخالفة للقوانين مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب".

وتتعرض العملات الإلكترونية في أغلب الدول إلى قيود من السلطات النقدية، بسبب تقلباتها الشديدة والمضاربة عليها واستغلالها في أنشطة غير مشروعة.

ويتداول حول العالم الكثير من العملات الافتراضية الرقمية، وأشهرها "بيتكوين"، و"إيثيريوم"، إذ سجلت أسعارهما صعوداَ، لافتًا خلال العام الماضي 2017، وصلت لأكثر من 20 ضعفًا، بالنسبة لبيتكوين، ولامست 20 ألف دولار، قبل تراجعها بنحو حاد.

وبيتكوين هي عملة افتراضية مشفّرة، لا تملك رقما مسلسلًا ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية، كالعملات التقليدية حول العالم، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، من دون وجود فيزيائي لها.

ويجرى استبدال بيتكوين بالعملات الرسمية كالدولار واليورو، عبر محفظة مالية يتحكم فيها العميل برقم سري خاص، عبر تطبيقات إلكترونية، مرتبطة بالآلاف من أجهزة الكمبيوتر، تتحقق من صحة المعاملات وتضيف المزيد من عملات بيتكوين إلى النظام.

وباتت محلات بيع الأجهزة الإلكترونية في زرقاء اليمامة بمنطقة غوط الشعال بالقرب من وسط العاصمة الليبية طرابلس، الأكثر نشاطاً في بيع البيتكوين وتقديم الاستشارات للمتعاملين بمقابل مادي لكيفية الأستثمار فيها، وذلك بالإضافة إلى نشاطها الرئيسي المتمثل في عمليات تجميع الحاسبات وبيع بطاقات شحن خطوط الاتصالات المحمولة (النقالة).

وقال بدر محمد صاحب أحد محلات بيع الأجهزة الإلكترونية في العاصمة طرابلس لـ"العربي الجديد"، إن الإقبال على عملية البيتكوين كان في البداية قليلا وكانت هذه العملة غير معروفة لليبيين وتعاملاتها بسيطة، لكنها في الأشهر الماضية انتشرت بشكل واسع، لاسيما بين الشباب وطلبة الجامعات، مشيرا إلى أن البعض يعتقد أنها حساب توفير للعملة الصعبة.

وفي أحد محلات بيع أجهزة الحاسوب بمنطقة الظهرة في طرابلس، التقى مراسل "العربي الجديد"، علي العطار، الذي يعمل مهندس صيانة، والذي قال إن مخاوف المواطنين من تآكل مدخراتهم عبر تخزين السيولة في منازلهم، دفع البعض للاستثمار في العملات الافتراضية وعلى رأسها بيتكوين، بالإضافة إلى اكتناز العملات الأجنبية.

ولا يخفي الكثيرون مخاطر الاستثمار في العملات الافتراضية، حيث أكد علي الشريف وهو مسثمر ليبي أنه استثمر ما يقارب 8 آلاف دولار في العملة الافتراضية قبل نحو خمسة أشهر، لكنها اختفت ولا يستطيع الحصول على أي معلومة بشأنها، مشيرا إلى أنه ربما تعرضت للقرصنة.