"السيل التركي"... طريق الغاز الروسي إلى السوق الأوروبية

"السيل التركي"... طريق الغاز الروسي إلى السوق الأوروبية

بيروت

العربي الجديد

العربي الجديد
09 ابريل 2018
+ الخط -
في الرابع من إبريل/ نيسان الجاري، أعلن مدير شركة "غاز بروم" الروسية أليكسي ميلر، أن انتهاء مد الخط الأول من مشروع أنابيب "السيل التركي" سيتم قبل 10 مايو/ أيار المقبل.

ومع هذا التصريح تتجه الأنظار بشكل أكبر إلى الأسواق الأوروبية المتعطشة للغاز منخفض الكلفة، خصوصاً مع نية روسيا احتكار سوق الغاز الأوروبي إثر توقعات بارتفاع واردات أوروبا 49% بحلول 2035.

ووصلت واردات أوروبا وتركيا العام الماضي من الغاز الروسي، إلى مستويات قياسية جديدة من "غاز بروم"، لتسجل 193.9 مليار متر مكعب، بزيادة 8% عن آخر مستوى قياسي حققته الإمدادات في 2016.

ومن هذا المنطلق، يكتسب مشروع "السيل التركي" أهمية قصوى، خصوصاً أنه يدعم وصول الإمدادات الروسية إلى دول أوروبا، ويساعد في تقوية الحصة السوقية لروسيا في السوق الأوروبي، ويشبع ظمأ تركيا للطاقة، خصوصاً أنها تستورد أكثر من 90% من حاجاتها من الطاقة.

ووصلت إمدادات الغاز الروسي إلى تركيا في العام الماضي، إلى نحو 29.03 مليار متر مكعب مرتفعة من 24.76 ملياراً في 2016. وتعتبر تركيا ثاني أكبر مستهلك للغاز الروسي بعد ألمانيا، متفوقة على إيطاليا التي جاءت في المرتبة الثالثة.

كما تؤمن "غاز بروم" نحو ثلث كميات الغاز التي يحتاجها الاتحاد الأوروبي.

البدايات

بدأ الحديث رسمياً عن مشروع "السيل التركي" في ديسمبر/كانون الأول 2014، إثر زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة.

ولكن الحديث للمرة الأولى عن هذا المشروع كان في مايو/ أيار 2014، عندما أعلن بوتين أن بلاده تريد أن يمر خط "السيل الجنوبي" عبر دولة من خارج الاتحاد الأوروبي.

وأتى هذا المشروع بعد موت مشروع "السيل الجنوبي" بسبب موقف الاتحاد الأوروبي "غير البنّاء"، بعدما رفضت بلغاريا منح الموافقة لمده عبر أراضيها، ومماطلة الاتحاد الأوروبي وفرض شروط تعجيزية، في مسعى للضغط على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.

وأطلق وزير الطاقة والموارد التركي السابق تانر يلدز اسم "السيل التركي" على المشروع في 11 ديسمبر 2014.


ويبدأ خط أنابيب "السيل التركي" من الأراضي الروسية، وتحديداً من محطة "روسكايا" في مدينة "أنابا" الروسية ويعبر البحر الأسود وصولاً إلى بلدة "قيي كوي" بولاية "قرقلر إيلي" شمال غربي تركيا، حيث سيتم بناء خزانات ضخمة لتصدير الغاز إلى دول أوروبا.

ويتكون المشروع الضخم في الأصل، من 4 أنابيب تصل القدرة الاستيعابية للواحدة منها إلى 15.75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، ويبلغ طول المشروع ألفا و160 كيلومترا، 930 كيلومتراً تحت قاع البحر الأسود، 230 كيلومترا منها في المياه الروسية، ونحو 700 كيلومتر في المياه التركية، لتصل إلى الجزء البري من الأنابيب الذي يمتد على مسافة 180 كيلومتراً.

وكان من المتوقع أن تصل القدرة الإمدادية للمشروع إلى نحو 63 مليار متر مكعّب من الغاز الطبيعي سنوياً، ليخصص 14 ملياراً منها للسوق التركي، في حين ستذهب 49 ملياراً إلى أوروبا.

لكن في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2015، أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك تعديل المشروع ليصبح خطين بدل 4 خطوط.

وقال وزير الطاقة الروسي آنذاك، إنَ "ثمة تعديلا جرى على المشروع ليصبح خطين فقط وليس أربعة خطوط كما كان متفقا عليه سابقاً، بحجم اجمالي يبلغ 31.5 مليار متر مكعب سنوياً".

وأضاف "نوفاك" أن الخط الأول من المشروع سيُخصص لتركيا وحدها، وسيمدها سنوياً بـ 15.75 مليار متر مكعّب، بينما الخط الآخر سيُخصص لباقي الدول الأوروبية.

وتبلغ كلفة المشروع نحو 11.4 مليار يورو (نحو 12.9 مليار دولار).

لكن في ديسمبر/ كانون الأول 2015، علّقت روسيا المفاوضات في هذا الملف مع أنقرة، بعد إقدام تركيا على إسقاط طائرة مقاتلة روسية اخترقت أجواءها.

وأعادت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا في أغسطس/ آب 2016، تحريك المشروع من جديد. وأعلن أردوغان آنذاك، أنه أبلغ الجانب الروسي عدم وجود مشاكل في ما يتعلق بمشروع السيل التركي، مضيفاً أنه اقترح تحمّل تركيا نصف تكاليف مد خط الأنابيب على أراضيها.

وفي ما يتعلق ببناء الأجزاء المتبقية من "السيل التركي"، قال أردوغان إنه تم التوصل إلى اتفاق أولي مع الجانب الروسي حول تمويلها بالمناصفة.

وفي 14 سبتمبر/ أيلول 2016، أعلنت "غاز بروم" أنها حصلت على التصاريح الأولى من تركيا لبناء الجزء الذي سيمر من البحر.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وقعت الحكومتان التركية والروسية على اتفاق مشروع "السيل التركي"، لنقل الغاز الروسي إلى القارة الأوروبية عبر الأراضي التركية.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016، صادقت الجمعية العامة للبرلمان التركي على الاتفاق، كما صادق المجلس الاتحادي الروسي (البرلمان) في أول فبراير/ شباط 2017 على الاتفاق، ليصادق عليه بوتين في السابع من الشهر ذاته. 


وفي الشهر ذاته، أفاد مدير القسم الرابع لأوروبا في وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر بوتسان هارتشينكو، أن بلاده لا تخطط لإنشاء الخط الثاني في مشروع السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، عبر الأراضي التركية، من دون أخذ ضمانات رسمية من أوروبا.

وفي يوليو/ تموز 2017، توصلت شركة الغاز الروسية "غازبروم" مع شركة "بوتاس" الحكومية التركية إلى اتفاق على شروط تمويل مشروع غاز "السيل التركي" في الأراضي التركية من دون الكشف عن الأرقام.

وفي الشهر ذاته، ذكرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية عن مصدر مطلع، أن عملاق الغاز الروسي "غازبروم" بدأ أعمال بناء الأنبوب الثاني من خط غاز "السيل التركي" لنقل الغاز إلى السوق الأوروبية عبر تركيا.

وفي أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، أعلنت شركة "توركستريم" الانتهاء من إنشاء 30% من الجزء البحري من مشروع أنابيب السيل التركي، وأُعلن حينها أن من المفترض أن يدخل الجزء الأول من المشروع حيز الاستخدام في 2019.

وفي يناير/ كانون الأول 2018، أعلنت شركة "غاز بروم" رفع قيمة استثماراتها في مشروع السيل التركي لهذا العام بنسبة 89.6% لتصل إلى 182.4 مليار روبل (نحو 3.22 مليارات دولار).

وبلغت استثمارات الشركة في المشروع في 2017، نحو 92.8 مليار روبل (نحو 1.64 مليار دولار).

ذات صلة

الصورة
بريكس في اختتام اجتماعاتها في جوهانسبرغ أمس (Getty)

اقتصاد

تواجه مجموعة بريكس عبر توسيع عضويتها مجموعة من التحديات على صعيد التوافق حول القرارات التي تتخذ بالإجماع، ولكنها تجني بعض الفوائد، إذ تزيد هيمتنها على سوق الطاقة العالمي، وتحصل على تمويلات من الفوائض البترولية لبنك التنمية الآسيوي.
الصورة
الأردن (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)

مجتمع

ارتفع عدد الوفيات من جراء تسرّب غاز سام من صهريج في أحد موانئ مدينة العقبة جنوبيّ الأردن إلى 13، فيما أصيب العشرات، من بينهم اثنان في حالة حرجة نُقلا إلى مستشفيات العاصمة عمّان.
الصورة
مطعم فكوسنو إي توتشكا في موسكو روسيا (العربي الجديد)

اقتصاد

لم يرصد "العربي الجديد" خلال جولة داخل المطعم أي تغييرات تذكر طرأت على تصميمه بعد إعادة افتتاحه باستثناء حذف بادئة "ماك" من أسماء المأكولات كافة واستبعاد وجبة "بيج ماك" من القائمة.
الصورة
أمير قطر والرئيس الإيراني (Getty)

سياسة

وصل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، إلى طهران في زيارة رسمية، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

المساهمون