خطوات سهلة لزيادة معدلات الادخار

خطوات سهلة لزيادة معدلات الادخار

بيروت

حسن يحيى

avata
حسن يحيى
21 ابريل 2018
+ الخط -
لعل قاعدة الادخار من أبسط القواعد الاقتصادية في العصر الحالي، إذ يمكن احتسابها بشكل بسيط، من خلال طرح مستوى الاستهلاك من معدلات الإنتاج. 


وعلى الرغم من بساطة العملية الحسابية، إلا أن الادخار كعملية واقعية يعدّ من أصعب الأمور التي يُمكن أن تواجه الفرد في أيامنا هذه، خصوصاً مع كثرة المغريات التي تدفعك بشكل مستمر إلى الإنفاق الاستهلاكي.

ومن نافل القول إن زيادة معدل الادخار تتطلّب زيادة الإنتاج بطبيعة الحال، مع المحافظة على مستويات الاستهلاك من دون تغيير أو خفض، ما يحقق زيادة في المال الذي يخصص للادخار.

وانطلاقاً من هنا، يمكن زيادة معدلات الادخار من خلال خفض الاستهلاك وفقاً للمعادلة السابقة.

وهناك كثير من النصائح التي يمكن سردها في مجال خفض الاستهلاك، خصوصاً أن معظم الطبيعة الاستهلاكية في أيامنا هذه هي طبيعة قابلة للتحول والتأقلم، وفقاً لأسلوب الحياة المتبع.

 

الابتعاد عن الإعلانات

لعل النصيحة الأكثر أهمية في هذا المجال تتمثل في الابتعاد عن التلفاز ووسائل التواصل التي تبث الإعلانات، خصوصاً أنها مصممة خصيصاً لكي تترك إحساساً بأنك تحتاج إلى هذا المنتج وأن من الضروري الحصول عليه.

وفي علم الترويج والتسويق، تعمل كل المؤسسات اليوم على بث إعلاناتها بطرق غير مباشرة، خصوصاً أن المستخدم أصبح أكثر وعياً من قبل، ما يتطلب أنواعاً جديدة من الإعلانات المبطنة، لذا فإن المستخدم يجب أن يكون أكثر وعياً، ويقوم بالابتعاد عن الإعلانات التي في أغلب الحالات لا يحتاج إلى المنتجات التي تروج لها.

سياسات التسوق

من البديهي القول إن التسوق يأخذ حيزاً مهماً في الطابع الاستهلاكي، إذ غالباً ما يتوجه المستهلك إلى المحال التجارية لشراء شيء معين، ليخرج بسلة من المشتريات لا يكون بحاجة إليها فعلياً.

وفي هذا السياق، ينقسم التسوق إلى قسمين، القسم الأساسي المتمثل في شراء المستلزمات اليومية التي يحتاج إليها المستخدم أو المستهلك، وقسم الكماليات، كشراء الألبسة والأجهزة الكهربائية وغيرها.

وفي الحالة الأولى، من الضروري تجنّب الذهاب إلى المتاجر الكبرى "السوبرماركت" قدر الإمكان، خصوصاً أنها تضم جميع المستلزمات التي تحتاج إليها، وأغلب المنتجات التي لا تحتاج إليها.

وعوضاً عن الدخول إلى هذه المتاجر، يمكن الاكتفاء بالمتاجر المحلية الصغيرة، التي غالباً ما تكون أسعارها أعلى قليلاً، إلا أن المغريات فيها أقل بشكل لافت، وبالتالي فإنك لن تقوم بشراء ما لا تحتاج إليه وستكتفي بما ينقصك.

أما في حالات الضرورة، فيجب تخصيص يوم أسبوعي أو شهري للذهاب إلى هذه المحال، والتسلح بلائحة كتب عليها جميع المنتجات التي تحتاجها في المنزل، والتأكد دائماً من عدم شراء أي شيء من خارج اللائحة، خصوصاً أن المغريات كثيرة.

أما في حالة استهلاك المنتجات الكمالية، مثل الألبسة، فإن أفضل أنواع التسوق هو التسوق عكس التيار، بمعنى شراء الملبوسات الصيفية في بداية الفترات الشتوية والعكس، خصوصاً أن  المؤسسات الضخمة تبحث عن تصريف منتجاتها في هذه الفترات، وبالتالي ستخفض أسعارها بصورة طبيعية.

ويمكن أيضاً البحث عن العروض والحسومات التي تقوم بها المتاجر الكبرى، لشراء كل ما تحتاج إليه من الكماليات.

 

تجنّب التسوق أثناء التوتر

في عالمنا الاستهلاكي لا شيء يزيل التوتر أكثر من التسوق. طبعاً هذه المقولة الشهيرة غير صحيحة، بل تلجأ مؤسسات التسويق إلى ترويجها، في خطوة لزيادة المبيعات، وخصوصاً مبيعات المنتجات الكمالية.

لذا فإن الخطوة المهمة لخفض استهلاكك تتمثل في وقف كل أشكال التسوق أثناء التوتر أو العصبية، نظراً إلى أنك في هذه الحالة لا تكون واعياً تماماً لطبيعة المنتجات التي تقوم بشرائها بطبيعة الحال.

البحث عن بدائل أقل كلفة

كل منتج لديه منتجات تنافسه، ونظراً إلى العولمة والأسواق المفتوحة، فإن المنتجات أصبحت متوفرة في الأسواق، من كل بلدان العالم. لذا يجب البحث دائماً عن بدائل للمنتج الذي تنوي شراءه، ومقارنته مع المنتج الأساسي من ناحية الأسعار أو التركيبة.

وتكثر هذه العملية في حالات شراء الألبسة والآلات الإلكترونية، إذ غالباً ما تلجأ الشركات الكبرى إلى تصنيع المنتجات في بلدان تنخفض فيها كلفة العمال، مثل الصين والهند، لتقوم بوضع علامتها التجارية وإرسالها إلى أسواق العالم بأسعار مضاعفة عن أسعار الكلفة، وهو ما يحدث تماماً في هواتف "آيفون"، على سبيل المثال لا الحصر.

توجد في الأسواق بدائل أكثر فعالية في بعض الأحيان وأقل كلفة في جميع الأحيان عن هذه المنتجات، ويمكنك خفض استهلاكك إذا لجأت إلى استعمالها عوضاً عن الالتزام بالعلامات التجارية التي تتقاضى ثمن اسمها منك.

الاستغناء عن بطاقات الائتمان

قد نبالغ إذا قلنا إنه يجب تمزيق بطاقات الائتمان، خصوصاً "الكريديت"، أي عندما يسمح لك المصرف بالشراء من حسابه الخاص ليقوم بحسمه لاحقاً من حسابك مع الفائدة.

هذا النوع من البطاقات مصمم لجعلك تفقد أي قيمة موجودة للمال، ولاستسهال عملية الدفع، حتى ولو كنت تسدد الفاتورة من دون أي فائدة.

ومع هذه البطاقات، تصبح عملية الدفع أكثر سهولة وأقل تأنيباً للضمير، خصوصاً إذا قمت بشراء منتجات لا تحتاج إليها. لذا فعند التسوق، الأفضل التوجه نحو الدفع النقدي دائماً.

قم بالعد قبل الشراء

هناك قاعدة ذهبية يجب الالتزام بها عند شراء أي منتج، وهي: اسأل نفسك لعشر ثوانٍ قبل شرائك أي منتج، هل تحتاج إلى هذا المنتج فعلاً؟ ولماذا وكيف ستحتاج إليه، وهل لدي مثله في المنزل. في حال استطعت إقناع نفسك بالأسباب التي دفعتك إلى الشراء، فأنت فعلاً تحتاج إليه لذا قم بشرائه، أما في حال فشلت، فأنت لا تحتاج إليه ولا ضرورة لشرائه.

كل وقت الفراغ هو وقت للاستهلاك

الملل من الأسباب الرئيسة التي تدفع بعض الأشخاص إلى الاستهلاك، لذا فيجب ملء أوقات الفراغ بشيء مفيد وقليل الكلفة، مثل الهوايات أو القراءة أو الحرف اليدوية.

في بعض الحالات، خصوصاً في الحرف اليدوية، قد تتمكّن من استبدال منتجات عدة من خلال قيامك بصناعتها، ولا ضير، حتى ولو كانت كلفتها أعلى، ففي نهاية المطاف أنت تقوم بتعليم نفسك هواية جديدة تغنيك عن وقت الفراغ الذي سيخصص للاستهلاك، وقد تصبح مهنة جديدة تحقق لك إنتاجاً جديداً.

في هذه الحال، فإن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الإطار، لماذا ستقوم بكل هذا لخفض الاستهلاك. هنا لا بد من العودة إلى المعادلة الذهبية التي ذُكرت في بادئ الأمر: الإنتاج = الاستهلاك + الادخار


وهذا الادخار الذي استطعت توفيره من خلال خفض الاستهلاك، يجب أن يعود إلى مرحلة الإنتاج وإلا أنت تقوم بحرمان نفسك من كل شيء في سبيل تكديس المال.

والقاعدة الذهبية تقول إن السبيل الأول لزيادة الادخار تتمثل في زيادة الإنتاج، لذا يجب خفض الاستهلاك وتحويل جزء من الادخار إلى الاستثمار، ليصب بعدها في خانة الإنتاج من جديد.

ذات صلة

الصورة
merkel3

اقتصاد

اشتعلت الخلافات، أمس، بين معسكري "العولمة" الذي تقوده أوروبا وآسيا وتيار "الحماية التجارية" في نقاشات دافوس التي شهدت خطابات لكبار قادة أوروبا، فيما دافع وزير الخزانة الأميركي عن سياسات بلاده " أميركا أولاً".
الصورة
اسواق لندن/ 21-12-2016

اقتصاد

مبيعات الكريسماس تنتعش في العاصمة البريطانية لندن مستفيدة من انخفاض سعر صرف الإسترليني ومخاوف المتسوقين من حدوث عمليات إرهابية في العواصم الأوروبية الأخرى. ويضاف إلى هذه العوامل اللغة الإنكليزية التي تميزها عن باقي أوروبا

المساهمون