ارتباك في البورصات الخليجية خوفا من الأزمة السورية

ارتباك في البورصات الخليجية خوفا من الأزمة السورية

14 ابريل 2018
الهبوط يخيم على سوق دبي الأسبوع الماضي (فرانس برس)
+ الخط -


كشف مسؤولون في شركات وساطة مالية في منطقة الخليج، أن القلق من اتساع الأزمة السورية، دفع شرائح من المستثمرين للتواصل مع شركات الوساطة من أجل التحضير لتسجيل أوامر بيع لأسهمهم غدا الأحد، خوفا من تكبد خسائر حال هبوط أسواق المال خلال الأيام المقبلة.

ونفذت القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية ضربات جوية ضد سورية في وقت مبكر من اليوم السبت، ردا على هجوم بغاز سام أسفر عن مقتل العشرات في الأسبوع الماضي، في أكبر تدخل من قوات غربية ضد نظام بشار الأسد.

وتراجعت الأسهم الأميركية، أمس الجمعة، مع فشل نتائج أعلنتها بنوك كبرى في إثارة حماسة المستثمرين القلقين من احتمالات اتساع نطاق الصراع في سورية.

وخسر مؤشر داو جونز الصناعي 122.91 نقطة، منخفضا بنسبة 0.50%، كما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا بنسبة 0.29%، وتراجع ناسداك المجمع بنسبة 0.47%. وغالبا ما تقتفي البورصات الخليجية أثر السوق الأميركية، ما زاد من قلق المستثمرين.

وقال إبراهيم البيلي، المدير العام في إحدى شركات الوساطة المالية الخليجية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن مسؤولي التداول في شركته تلقوا عشرات الاتصالات، يطالب فيها المستثمرون بالتحضير لبيع أسهمهم خوفا من اتساع نطاق الضربات والأزمة في سورية.

وأضاف أن البورصات الخليجية تتجاهل المحفزات الموجودة، وأضحت تتأثر بالتوتر والقلق الذي يخيم على المنطقة، مشيرا إلى أن المتعاملين الأفراد والمحافظ على حد سواء اتجهت الأسبوع الماضي نحو عمليات بيع لجني الأرباح على الأسهم التي سجلت ارتفاعات متواصلة خلال جلسات ماضية.

وأغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية على انخفاض الأسبوع الماضي، مع إحجام المستثمرين عن المشاركة في شراء أسهم جديدة، قبل توجيه الضربات التي كانت تترقبها الأسواق.

وتراجعت سوق الأسهم السعودية الأسبوع الماضي، عقب خمسة أسابيع من المكاسب، وذلك بضغط من هبوط جميع قطاعات السوق، حيث هبط المؤشر العام بنسبة 1.62%. وخسرت الشركات المدرجة نحو 26 مليار ريال (6.9 مليارات دولار) من قيمتها السوقية، بعد أن تراجعت إلى 1.857 تريليون ريال، مقابل 1.883 تريليون ريال في الأسبوع السابق.

وانخفض مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 0.76%. وتراجعت مؤشرات السوق الكويتية بشكل جماعي، حيث هبط مؤشر السوق العام بنسبة 0.4%. كما انخفضت بورصة قطر بنسبة 1.07% وتراجعت السوق العمانية بنسبة 0.47%.

وقال محمد الجندي، مدير إدارة البحوث في شركة تداول للوساطة المالية في الكويت :" من المتوقع أن يتسلل اللون الأحمر (لون الهبوط) إلى شاشات التداول اليوم، فمعنويات المتداولين من الطبيعي أن تتأثر بالقلق من الأوضاع السياسية غير المستقرة في المنطقة".

وأضاف الجندي لـ"العربي الجديد": "من المنطقي اتجاه صغار المستثمرين للتخلص من الأسهم التي بحوزتهم، بينما من المتوقع أن يستغل المساهمون الكبار الفرصة في عمليات شراء واسعة للأسهم التي قد تشهد انخفاضا كبيراً". وتابع أن "الخسائر قد تستمر حال استمر هبوط الأسواق العالمية، ولا أحد يعلم متى ستتوقف موجة الهبوط الحالية، خاصة في ظل تلميحات برد روسي على الضربات الأميركية والبريطانية والفرنسية، مما يؤجج المنطقة بكاملها ويجعلها على صفيح ساخن خلال الأيام المقبلة"، ناصحا المتعاملين بالأسواق بضرورة توخي الحذر خلال الأيام المقبلة.

وفي مقابل سوق الأسهم، صعدت أسعار الذهب، أمس الجمعة، مسجلة ثاني أسبوع على التوالي من المكاسب. وارتفعت أيضا أسعار نفط برنت لأقرب استحقاق 56 سنتا، أو 0.78%، لتبلغ عند التسوية 72.58 دولارا للبرميل منهية الأسبوع على مكاسب تبلغ حوالي 5 دولارات أو 8%، مسجلا أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ يوليو/ تموز 2017.

المساهمون