السعودية تتراجع عن وعودها في تزويد اليمن بالوقود

السعودية تتراجع عن وعودها في تزويد اليمن بالوقود

06 مارس 2018
أزمة في وقود السيارات والغاز المنزلي باليمن (Getty)
+ الخط -

أكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" تراجع السعودية عن تزويد اليمن بالوقود واحتياجات محطات توليد الكهرباء من الديزل والمازوت وبصورة منتظمة لمدة عام بحسب وعود سابقة، مما دفع الحكومة اليمنية لإعلان تحرير سوق المشتقات النفطية وفتح المجال أمام القطاع التجاري الخاص لاستيراد الوقود.

وقررت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أمس الإثنين، تحرير سوق المشتقات النفطية، وفتح مجال الاستيراد أمام شركات القطاع التجاري الخاص، بعد إبلاغها من الجانب السعودي عن تأجيل تقديم شحنات من البنزين والديزل والمازوت لمدة عام، بحسب المصادر.

ويأتي الإعلان الحكومي اليمني بتوسيع دائرة موردي الوقود، بعد توقف شركتي النفط الحكومية ومصافي عدن عن استيراد الوقود نتيجة أزمة شح الدولار، وعدم قدرة الحكومة على تغطية فاتورة الواردات بالعملة الصعبة.

وكانت الرياض قد أعلنت في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، أنها ستقدم دعماً من الوقود لمدة عام لليمن مع وديعة نقدية بملياري دولار لدعم الريال اليمني، وقبل ذلك كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أكد، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنه بحث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عدداً من الملفات العاجلة منها، تأمين وقود واحتياجات محطات توليد الكهرباء من الديزل والمازوت وبصورة منتظمة لمدة عام سيحقق استقرارًا في المدن والمحافظات اليمنية.

وقرر مجلس الوزراء اليمني برئاسة أحمد بن دغر في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، بالعاصمة المؤقتة عدن تشكيل لجنة للإشراف والمتابعة على آلية استلام وقود الكهرباء وضمان الشفافية الكاملة في عملية التوزيع لمحطات توليد الكهرباء (ديزل ومازوت)، عبر غرفة عمليات لمراقبة سير الأداء وانتظام عملية الصرف والتوزيع والتوليد بصورة منتظمة في جميع المحافظات المحررة.

لكن الوعود السعودية تبخرت، إذ ارجأت الرياض تقديم ملياري دولار لدعم عملة اليمن كما تراجعت عن تقديم شحنات الوقود.

ويشهد اليمن حرباً مدمرة بدأت نهاية عام 2014 بعد سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة، وتصاعدت وتيرة الصراع منذ مارس/ آذار 2015، عندما أطلقت السعودية عملية عسكرية ضد ما تسميه النفوذ الإيراني في اليمن.

ومنذ التدخل السعودي، قتل أكثر من 9200 يمني، بينما أصيب أكثر من 52 ألف شخص آخرين، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى الانهيار الاقتصادي والمعيشي لملايين الأشخاص وسط أزمة إنسانية تعد من بين الأزمات الكبرى في العالم سواء في مناطق سيطرة الحوثيين أو الحكومة.