موسكو تعدّ كونسورتيوم روسياً للاكتتاب الأولي بـ"أرامكو"

موسكو تعدّ كونسورتيوم روسياً للاكتتاب الأولي بـ"أرامكو"

16 فبراير 2018
أحد مواقع "أرامكو" في الربع الخالي (فرانس برس)
+ الخط -
تبدو القراءات الاستراتيجية للمباحثات الروسية ـ السعودية حول طرح أسهم شركة "أرامكو" للاكتتاب، وغيرها من الملفات النفطية هذا الأسبوع، متوافقة إلى حدّ كبير حول آفاق سياسية واقتصادية أبعد، ترمي من خلالها موسكو إلى تقويض أثر العقوبات المالية الأميركية والأوروبية المفروضة عليها من جهة، والحدّ من النفوذ الأميركي التاريخي في سوق النفط العالمية من جهة أخرى.

في خلاصة المباحثات، أوردت "رويترز" إعلان صندوق الاستثمار المباشر الروسي (رأسماله 10 مليارات دولار) يوم الخميس، أنه يتعهد تأسيس تجمع "كبير" للمستثمرين من أجل الطرح العام الأولي المزمع إجراؤه لاحقاً هذا العام لشركة النفط الوطنية السعودية أرامكو والبالغة قيمته 100 مليار دولار.

رئيس صندوق الثروة السيادي كيريل ديمترييف، توقّع "اهتماماً واسعاً من القطاع المالي الروسي"، علماً أنه كان قد قال سابقاً إن صناديق تقاعد روسية تدرس المشاركة في الطرح العام الأولي لـ"أرامكو".

وعلى هامش مؤتمر في سوتشي، قال ديمترييف: "نرى اهتماماً كبيراً من المصارف الروسية، ومن بنوك الاستثمار الروسية ومستثمرين روس آخرين. لذلك، نعتقد أننا سنتمكن من إقامة كونسورتيوم كبير من أولئك المستثمرين".


وأضاف ديمترييف أن الصندوق يعمل مع مستثمرين صينيين على تيسير مشاركتهم في الطرح الأولي، الذي قد يصبح الأكبر في العالم. وكانت مصادر قد قالت لرويترز العام الماضي إن شركات نفط حكومية صينية تريد أن تصبح صاحبة استثمار رئيسي في الطرح العام الأولي.

كذلك، قال ديمترييف إن صندوق الاستثمار المباشر الروسي وشركاءه من الشرق الأوسط وآسيا واليابان اشتروا قدراً "كبيراً" من الأسهم الممتازة في شركة ترانسنفت الروسية المحتكرة خطوط أنابيب نقل النفط.

بدوره، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس الخميس، إن شركة نوفاتك، أكبر منتج غير حكومي للغاز الطبيعي في روسيا، و"أرامكو" السعودية وقعتا مذكرة تعاون، علماً أن نوفاك وديمترييف ترأسا وفداً روسياً إلى السعودية هذا الأسبوع.

وأضاف الوزير أن نوفاتك وأرامكو تُجريان مناقشات بشأن مشروع الغاز الطبيعي المسال-2 في المنطقة القطبية الشمالية، الذي يستهدف بدء إنتاج الغاز الطبيعي المسال في 2022-2023، مشيراً إلى أنه قد يتم توقيع اتفاق هذا العام في منتدى اقتصادي، من المقرر أن يُعقد في سان بطرسبرغ.

وكانت صحيفة "فيدوموستي" اليومية قد نقلت عن مصادر لم تسمها الخميس، أن "أرامكو" تُجري محادثات مع "نوفاتك" بشأن حصة في مشروع الغاز الطبيعي المسال-2، في المنطقة القطبية الشمالية ومشتريات غاز محتملة من المشروع.

وبحسب وكالة "إنترفاكس"، قال ديمترييف إن الصندوق يعمل مع مستثمرين من روسيا والصين على تيسير مشاركتهم في الطرح الأولي لـ"أرامكو"، الذي قد يصبح الأكبر في العالم.

وتخطط الرياض لطرح حصة نسبتها 5% من أسهم "أرامكو" للاكتتاب العام الأولي خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن تصل قيمة الطرح إلى 100 مليار دولار.

واليوم الجمعة، نقلت "روسيا اليوم" عن رئيس شركة "غازبروم نفط" ألكسندر ديوكوف قوله إن شركته ستعلن مع شركة النفط السعودية "أرامكو" في النصف الأول من العام الجاري عن مشاريع ستعمل الشركتان على تنفيذها معاً.

وقال رئيس "غازبروم نفط"، وهي الذراع النفطية لعملاق الغاز "غازبروم"، إن الطرفين توصلا إلى خارطة طريق لدراسة مجموعة من المسائل التقنية، ستحدد الشركتان بنتيجتها المشاريع، التي سيتم العمل على تنفيذها.

وذكر ديوكوف أن كل ذلك يجب أن يتم في النصف الأول من هذا العام. وعن طبيعة التعاون بين الشركتين، قال رئيس الشركة الروسية في لقاء صحافي اليوم الجمعة، إن التعاون سيتم في مجالات عدة، منها تطوير تقنيات الحفر والتنقيب وترميم الآبار النفطية، إلى جانب تحسين أنظمة الضخّ وتصنيع الأنابيب غير المعدنية ذات القطر الكبير، إلى جانب تدريب الكوادر وتعليمها بشكل مباشر في المنشآت الإنتاجية.

وفي ما يتعلّق باتفاق وقعته "غازبروم نفط" مع "أرامكو" في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال ديوكوف إن الاتفاق يفتح أفق التعاون في مجال تصنيع المعدات اللازمة لاستخراج النفط والغاز، مع إمكانية أن يكون التصنيع في روسيا أو في السعودية.

وفي قراءة لهذه التطورات بين البلدين، تعتقد "بزنس إنسايدر" أنها تعطي روسيا إمكانية ولوج إلى أسواق النفط بطريقة من شأنها أن تقوّض الحضور الأميركي في هذا القطاع.

ويخلص تقرير أعدته "بزنس إنسايدر" إلى أن لروسيا والرياض مصالح مشتركة أخرى، تتعلق أساساً بقضايا إقليمية، كالأوضاع في سورية وإيران والعراق، مشيراً إلى أن ما وصفه بالانفتاح الذي يبديه ولي العهد محمد بن سلمان يقدّره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنه يعطي موسكو طريقاً مباشراً إلى سوق النفط والغاز في المنطقة، ما من شأنه أن يقوّض الهيمنة الأميركية التاريخية فيها.

وفي سياق متصل، خلص تقرير نشرته "فايننشال تايمز" إلى أنه بالنسبة إلى روسيا، فإن العلاقة مع السعودية وإرساء روابط أقوى مع الصين يساعدان موسكو في التعويض عن العلاقات المتوترة مع الغرب، والحد من تأثير العقوبات المالية التي تلجم التمويل القادم إليها من المصارف الأميركية والأوروبية.

(العربي الجديد)

المساهمون