كيف استقبلت أسواق المال نتائج انتخابات الكونغرس؟

كيف استقبلت أسواق المال نتائج انتخابات الكونغرس؟

07 نوفمبر 2018
ارتياح لفقدان ترامب الأغلبية في مجلس النواب (Getty)
+ الخط -

احتفلت أسواق المال أمس الأربعاء، بنتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي فاز فيها الحزب الديمقراطي بالأغلبية في مجلس النواب، حيث نال الحزب 219 نائباً مقابل 193 للحزب الجمهوري.

ويرى خبراء أسواق، أن فقدان الحزب الجمهوري للأغلبية التي كانت لديه في المجلسين وبات يحتفظ فقط بالأغلبية في مجلس الشيوخ، سيقود تلقائياً إلى "قص أجنحة الرئيس ترامب"، وبالتالي منعه من تمرير سياسات اقتصادية ومالية متناقضة وعدائية تهدد النمو العالمي.

لكن لا يخفي العديد من الخبراء، أن فوز الحزب الديقراطي قد يقود إلى وقف إجراء خفض جديد في الضرائب الأميركية، كان وعد بها ترامب. كما من المتوقع أن تفضي نتائج الانتخابات إلى تراجع الدولار من فورة التحليق المرتفع خلال العام الجاري، وتدفعه إلى هبوط تدريجي مقابل العملات الرئيسية، ومن المتوقع كذلك أن يستفيد الذهب من تراجع الورقة الخضراء.

في هذا الصدد يرى خبير المال ونائب الرئيس بوحدة الأبحاث بشركة " فيشر انفستمنت" لإدارة الثروات، آرون اندرسون، أن تقاسم الحزب الديمقراطي للأغلبية في الكونغرس مع الجمهوريين، "سيجعل من المستحيل لترامب تمرير سياسات مالية عدائية، وهذا ربما يكون مزعجاً من الناحية السياسية، لكنه مريح من الناحية المالية وتفضله الأسواق".

من جانبه يرى الاقتصادي بشركة" بانمور غوردون" البريطانية سايمون فرينش، أن خسارة الحزب الجمهوري للأغلبية في مجلس النواب ستكون مفيدة لأسواق المال والصرف معاً. 

ويقول فرينش في تعليق لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، "خسارة الجمهوريين للأغلبية جيدة لأسواق المال، لأنها تعني قص أجنحة ترامب وستؤرخ لنهاية السياسات الخاطئة التي اتبعها الرئيس الأميركي خلال العامين".

ويضيف فرينش،" في رأيي أن هذه النتيجة ستوقف الزيادة في عجز الميزانية الأميركي وسياسة الحماية الاقتصادية التي أجبرت مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على رفع سعر الفائدة عدة مرات وبسرعة، وبالتالي زادت من قوة الدولار".

يذكر أن الدولار القوي سبب صداعاً للعديد من الاقتصادات الناشئة وكادت عدة عملات أن تنهار بسبب ارتفاعه المستمر والذي أدى لنزوح أموال ضخمة من الأسواق الناشئة نحو السوق الأميركي.

وفي أولى المؤشرات على رضا أسواق المال العالمية، ارتفعت الأسهم الأوروبية أمس الأربعاء، في حين ساد شعور بالارتياح في السوق بعد سلسلة من إعلانات الأرباح القوية وصعود البنوك الإسبانية بعد حكم قضائي لصالحها بشأن الضرائب.

وحسب رويترز، صعد المؤشر "ستوكس 600 "الأوروبي بنسبة 0.9% إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أيام وسط انتعاش واسع النطاق شهد ارتفاع جميع مؤشرات الدول الرئيسية والقطاعات في المعاملات المبكرة.

وفي أسواق الصرف تراجع الدولار مقابل اليورو والجنيه الإسترليني في الوقت الذي يتفاعل فيه المتعاملون مع فوز الحزب الديمقراطي مما يمكنه من وقف برامج ترامب وممارسة تدقيق رقابي على إدارته.

ويقول محللون لرويترز، إن تمخض الانتخابات عن انقسام الكونغرس يمكن أن يلحق ضرراً مؤقتاً بالدولار، إذ من المرجح أن يُنظر إلى سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب على أنها رفض لسياسات ترامب التي عززت نمو الشركات عبر سياسات كثيرة منها خفض الضرائب عليها.

وخسر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، 0.28% إلى 96.04. وتفوق الدولار على معظم منافسيه الرئيسيين هذا العام مستفيداً من قوة الاقتصاد الأميركي وارتفاع أسعار الفائدة.


كما ارتفع اليورو 0.15% إلى 1.1443 دولار، بعد أن صعد خلال الجلسة إلى 1.1473 دولار. وصعدت العملة الموحدة نحو 1.1% عن أدنى مستوى بلغته هذا العام 1.1301 دولار المسجل في 15 أغسطس/آب. وخسر الدولار 0.19% مقابل الين ليسجل 113.21 ينا. وفي وقت سابق من الجلسة ارتفع الين إلى 112.95. 

ونسبت قناة "سي إن بي سي" الأميركية، إلى خبير الأسواق بمصرف "دويتشه بانك" الألماني، بانكي شظا قوله، إن سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب ستقلل من مخاطر الحرب التجارية والنزاع التجاري مع الصين".

لكن خبراء آخرين في لندن، يرون أن ترامب يمكنه استخدام "صلاحياته الرئاسية" وتخطي الكونغرس في قرارات الحرب التجارية مع الصين، حيث يسمح له الدستور الأميركي بذلك. 
ويرى شظا، أن نزع فتيل الحرب التجارية سيخفف الضغط على النمو الاقتصادي العالمي، وسيجعل المستثمرين يركزون أكثر على قوة الاقتصاد الأميركي. ومن المتوقع أن يفيد ذلك السوق.

من جانبه يرى ساتيا سبرينيين الخبير بمصرف "ميريل لينش" الأميركي، في تعليقات نقلتها قناة "سي إن بي سي"، إن أسهم العديد من الشركات ستستفيد من انخفاض سعر صرف الدولار. وكانت بعض الصناعات الأميركية قد تأثرت قوتها التنافسية في الأسواق الآسيوية بسبب قوة الدولار وضعف العملات الأخرى.

وفي سوق المعادن الثمينة، من المتوقع أن يستفيد الذهب من انخفاض الدولار، لأن أسعار الذهب تتحرك في اتجاه معاكس للعملة الأميركية، حيث ينخفض المعدن الأصفر مع ارتفاع العملة الأميركية وينخفض مع ارتفاعها.

وفي لندن ارتفع الذهب متجاوزاً أدنى مستوى له في أسبوع أمس الأربعاء، وفي التعاملات الصباحية كان السعر الفوري للذهب مرتفعاً 0.2% إلى 1228.52 دولارا للأوقية (الأونصة) بعد أن لامس أدنى مستوياته منذ أول نوفمبر/تشرين الثاني عند 1222.90 دولاراً.

وقال دانييل هاينس المحلل لدى ايه.ان.زد ، لرويترز "شبح مجلس نواب يسيطر عليه الديمقراطيون ينبئ بأننا سنرى المخاطرة في السوق، وهو ما سيفيد الذهب على الأرجح".

المساهمون