ترامب يهدئ مع الصين ووزارة العدل توجه اتهامات لبكين

ترامب يهدئ مع الصين ووزارة العدل توجه اتهامات لبكين

05 نوفمبر 2018
الرئيس ترامب يسعى لكسب الانتخابات (Getty)
+ الخط -

في ما يبدو أنها محاولة لإرضاء المزارعين الأميركيين، وغيرهم من المتضررين من النزاعات التجارية مع الصين، قبل أيام قليلة من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وأنهما حققا خلال الاتصال تقدماً في المباحثات المتعلقة بالنزاعات التجارية بين البلدين.

وقال ترامب يوم الخميس الماضي، إنه بحث مع شي "النزاعات التي نتج عنها فرض تعريفات متبادلة على ما قيمته مئات المليارات من الدولارات من البضائع المتبادلة بين البلدين"، ليحرك المياه الراكدة بين المفاوضين من الاقتصادَين الأكبر في العالم، بعدما تسبب تمسك الطرفين بموقفيهما في جمود المباحثات خلال الأسابيع الماضية، حتى شكك البعض في إمكان إتمام لقاء متفق عليه بين الزعيمين خلال اجتماعات مجموعة العشرين في بوينس إيرس بالأرجنتين التي ستُعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

ومثلت التوترات مع الصين نقطة خلاف في العديد من المحافل في الولايات المتحدة، بعدما فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية على ما قيمته 250 مليار دولار من الواردات الصينية، وردّت بكين بتعريفات مماثلة على مشترياتها من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى امتناع الشركات الصينية عن شراء العديد من المنتجات الأميركية من بينها النفط وفول الصويا، وهو ما أضر بالعديد من مستثمري الطاقة والمزارعين، الذين يعد أغلبهم من مؤيدي ترامب.

وأثار الناخبون قضية التعريفات في التجمعات الانتخابية التي يزورها ترامب حالياً، الأمر الذي استلزم تحركاً منه لتهدئة الناخبين قبل اليوم الثلاثاء موعد التصويت. 


وخفضت "فورد" و"فيات كرايسلر" و"جنرال موتورز" توقعات الأرباح لديها بسبب التأثير المحتمل للتعريفات عندما أعلنت عن أرباح الربع الثاني في يوليو/ تموز الماضي، كما كانت هناك تصريحات متشائمة من قبل "دايملر" و"هارلي ديفيدسون".

أيضاً سلطت سلسلة من نتائج الربع الثالث الأسبوع الماضي من بعض الشركات الصناعية، ومنها شركات "ثري ام" و"كاتربيلار" و"يونايتد تكنولوجيز"، الضوء على ارتفاع تكاليف الإنتاج بفعل التعريفات، الأمر الذي أثار قلق المستثمرين الأميركيين بشأن تأثير الحرب التجارية.

لكن وعود ترامب بإعادة الصناعة الأميركية إلى مجدها، وجعل أميركا "عظيمة مرة أخرى" ساعدت في تفوقه بفارق بسيط في الانتخابات الرئاسية في 2016 في الولايات المتأرجحة.

وفي انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الحالية، والتي يعتبرها أغلب الأميركيين استفتاء على سياسات الرئيس الاقتصادية، يعتمد ترامب على تفاؤل مؤيديه لمنع انتزاع الديمقراطيين للسيطرة على مجلس النواب.

ويقول زاك موتل، الذي يمتلك شركة لبيع مكونات تصنيع المعدات الطبية والفضائية "نحن ننسى أن أغلب الشركات التي تتألم حالياً من نتائج فرض التعريفات تمثل شريحة بسيطة جداً من الاقتصاد، لكن الأعمال الصغيرة مثل شركتي تشكل الجزء الأكبر من الاقتصاد، وأنا أؤيد فرض التعريفات".

وقال موتل أنه يعول كثيراً على سياسات ترامب، بداية من التعريفات على الواردات الصينية، وصولاً إلى الإصلاحات التنظيمية والضريبية، لاستمرار حصوله على طلبات الشراء. 

ورغم أن النزاعات الأميركية مع الصين تُلبس حالياً ثوب الضرائب على الواردات، إلا أن الواقع يقول إن أولى رصاصاتها انطلقت في مارس/آذار الماضي، بعدما أظهرت دراسة أميركية صدرت وقتها أن الصين حرمت الولايات المتحدة الأميركية من إيرادات تقدر بحوالي 600 مليار من الدولارات خلال الفترة بين عامي 1995-2015، وأضاعت على المواطنين الأميركيين آلاف الوظائف، من جراء سرقة مواطنيها وشركاتها حقوق الملكية الفكرية، والتكنولوجيا الحديثة، والأسرار التجارية للولايات المتحدة.

ولم تمنع كلماتُ ترامب وزارة العدل الأميركية من توجيه اتهام بعدها بساعات لشركة "فوجيان جينهوا"، المملوكة للصندوق السيادي الصيني، وشريكتها التايوانية "يونايتد مايكرو إلكترونيكس"، و3 أفراد، بسرقة أسرار تكنولوجية وتجارية من شركة "ميكرون تكنولوجي"، أكبر مُصَنِّع أميركي لشرائح الذاكرة، والتي كان يعمل بها الأفراد الثلاثة، قبل انتقالهم إلى جينهوا.

المساهمون