تقلبات عنيفة في أسواق النفط... أوبك تطمئن والكرملين يراقب

تقلبات عنيفة تسيطر على سوق النفط... أوبك تطمئن والكرملين يراقب

14 نوفمبر 2018
توقعات بارتفاع المعروض في العام المقبل (Getty)
+ الخط -
شهدت أسواق النفط تقلبات حادة خلال الساعات القليلة الماضية، حيث فقدت الأسعار 7%، مساء أمس الثلاثاء، وسط مخاوف بشأن تنامي الإمدادات النفطية وانحسار الطلب من قبل المنتجين، وواصلت الأسعار الانخفاض، صباح اليوم الأربعاء، ثم قفز السعر صوب 67 دولارا للبرميل، معوضا بعض خسائر الجلسة السابقة بفعل تنامي فرص خفض أوبك ومنتجين حلفاء لها الإنتاج خلال اجتماع الشهر القادم لدعم السوق.

وسعت منظمة أوبك لتهدئة المخاوف بشأن أسواق النفط، وقال الأمين العام لـ"أوبك" محمد باركيندو، اليوم الأربعاء، إن تقلب أسعار النفط ناتج عن القلق قبيل اجتماع أعضاء المنظمة المقبل خلال السادس والسابع من ديسمبر/كانون الأول.

وكانت الأسعار قد واصلت تراجعها، صباح الأربعاء، بعدما انخفضت 7% في الجلسة السابقة، حيث أدت زيادة المعروض وشبح انحدار الطلب إلى عزوف المستثمرين.

ثم ارتفعت الأسعار صوب 67 دولارا للبرميل، معوضة بعض خسائر الجلسة السابقة بفعل تنامي فرص خفض أوبك ومنتجين حلفاء لها إنتاجهم خلال اجتماع الشهر القادم لدعم السوق.

وصعد خام القياس العالمي برنت 1.18 دولار للبرميل إلى 66.65 دولاراً، بعدما انخفض إلى 65.02 دولاراً في وقت سابق. وارتفع الخام الأميركي 60 سنتا إلى 56.29 دولاراً.

وفقد النفط الخام أكثر من 25% من قيمته منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول في أحد أكبر الانخفاضات منذ انهيار الأسعار في 2014.

وحسب محللين "تواجه أسواق النفط ضغوطا من جانبين: زيادة المعروض وزيادة المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي".

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الثلاثاء، إن من المتوقع أن يسجل الإنتاج الأميركي من سبعة أحواض رئيسية للنفط الصخري مستوى قياسيا مرتفعا عند 7.94 ملايين برميل يوميا في ديسمبر/ كانون الأول.

أوبك تناقش خفض الإنتاج

قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن أوبك وشركاءها يناقشون مقترحا لخفض إنتاج النفط بما يصل إلى 1.4 مليون برميل يوميا في 2019، وذلك لتفادي تخمة معروض قد تُضعف الأسعار.

وتخوفا من تراجع في أسعار النفط وزيادة الإمدادات، تتحدث منظمة البلدان المصدرة للبترول مجددا عن خفض الإنتاج بعد أشهر فقط من زيادته. وتجتمع المنظمة في السادس من ديسمبر/ كانون الأول للبت في سياسة الإنتاج للعام 2019.

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، إنه سيكون على أوبك وحلفائها خفض إنتاج النفط في العام القادم للحيلولة دون تنامي المعروض، وإن هناك إجماعا قيد التشكل بين الأعضاء على دعم قرار لموازنة السوق.

وأضاف الوزير الذي يتولى رئاسة أوبك في 2018: "لاحظنا خطر زيادة في المخزونات إذا لم نحرك ساكنا، ولن نسمح لذلك أن يحدث"، مشيرا إلى أنه "من الواضح أنه ستكون هناك حاجة إلى الانتقال من زيادة الإنتاج إلى خفض الإنتاج".

الكرملين يتابع

وفي روسيا، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحافيين خلال مؤتمر بالهاتف، الأربعاء، إن موسكو تراقب الوضع في سوق النفط العالمية عن كثب، وأضاف أن هناك تقلبات بلا ريب، "لكن السوق هي السوق".

وعوض خام برنت القياسي بعض خسائره، اليوم الأربعاء، بفعل احتمالات أن تتفق أوبك والمنتجون غير الأعضاء وفي مقدمتهم روسيا على خفض الإنتاج خلال اجتماع يعقد الشهر القادم.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إنه ينبغي أخذ أسعار النفط للمدى الطويل في الحسبان عند اتخاذ أي قرار من جانب الدول المنتجة للخام، وإنه لا يوجد ما يبرر أخذ إجراء استثنائي لكبح تراجع الأسعار.

وأضاف نوفاك أن متوسط أسعار النفط بلغ حوالي 70 دولارا للبرميل هذا العام.

وأبلغ الصحافيين على هامش مؤتمر دولي في سنغافورة بأن "السوق متقلبة للغاية اليوم. نذكر أن سعر النفط كان يرتفع بشدة على المناول نفسه، والآن ينخفض. ينبغي أن ننظر إلى التطورات في المدى الطويل، إلى الطريقة التي سيستقر بها السعر".

وأضاف أنه من غير الملائم لأطراف السوق أن تستجيب لأي تقلبات استثنائية.

وقال إن سوق النفط لا تفهم بشكل كامل بعد تداعيات العقوبات الأميركية على إيران وطريقة تعامل المشترين، مشيرا إلى أن روسيا خفضت إنتاج النفط نحو 20 ألف برميل يوميا منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني.

وعززت روسيا موقعها بصفتها أكبر منتج للنفط الخام في العالم، خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب ما أعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وقالت "أوبك"، في تقرير مساء الثلاثاء، إن روسيا ـ منتج مستقل ـ رفعت إنتاجها الشهر الماضي بـ50 ألف برميل يوميا، إلى 11.6 مليون برميل يوميا، وفقا للتقديرات الأولية.

وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بنحو 10.9 ملايين برميل يوميا، فيما جاءت ثالثا السعودية بنحو 10.62 ملايين برميل، وفق "أوبك".

كانت المنظمة قد أعلنت، الثلاثاء، أن إجمالي الطلب اليومي على الخام حول العالم سيبلغ 98.79 مليون برميل يوميا في 2018.

وتسجل أسعار النفط في الأسابيع الأربعة الماضية تذبذبات حادة، هبطت بسعر خام برنت من 86 دولارا للبرميل إلى متوسط 65 دولارا في تعاملات الأربعاء.

الأسواق تتحول إلى التخمة في 2019

من جانبها، قالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء، إن إمدادات النفط العالمية ستتجاوز الطلب على مدى 2019، في الوقت الذي ستطغى فيه زيادة "بلا هوادة" في الإنتاج على نمو الاستهلاك الذي يواجه خطرا من تباطؤ الاقتصاد.

وفي تقريرها الشهري لسوق النفط، أبقت وكالة الطاقة التي مقرها باريس على توقعاتها لنمو الطلب العالمي لعامي 2018 و2019 دون تغيير عن الشهر الماضي عند 1.3 مليون برميل يوميا و1.4 مليون برميل يوميا على الترتيب، لكنها خفضت توقعاتها لنمو الطلب من خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي المحرك الرئيسي لزيادة الاستهلاك العالمي للنفط.

وقالت الوكالة إنه "بينما يقلص تباطؤ النمو الاقتصادي في بعض الدول توقعات الطلب على النفط، فإن مراجعة كبيرة بالخفض لتقييمنا للسعر هي أمر داعم".

ومنذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، انخفضت أسعار النفط بمقدار الربع إلى أقل من 70 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوياتها في ثمانية أشهر.

وزادت الوكالة توقعاتها لنمو إنتاج النفط من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى 2.4 مليون برميل يوميا هذا العام و1.9 مليون برميل يوميا في العام القادم، مقارنة مع تقديراتها السابقة البالغة 2.2 مليون برميل يوميا و1.8 مليون برميل يوميا على الترتيب.

وخفضت الوكالة توقعاتها للطلب على نفط أوبك بمقدار 300 ألف برميل يوميا إلى 31.3 مليون برميل يوميا في 2019.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون