النفط يخسر 7% بضغط أميركي...وبورصات الخليج تدفع الثمن

النفط يخسر 7% مع تصعيد الضغط الأميركي على (أوبك)...وبورصات الخليج تدفع الثمن

13 نوفمبر 2018
اتفاق على خفض الإنتاج مليون برميل يومياً (فرانس برس)
+ الخط -
خسر سعر برميل النفط في تعاملات اليوم الثلاثاء، أكثر من 7%، مع تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ضغوطه على "منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك) كيلا تخفض الإنتاج، بما يؤدي إلى رفع الأسعار لاحقاً، فيما مُنيت بورصات دول الخليج اليوم بخسائر متباينة تأثراً بتراجع الأسعار.

فقد خسر سعر البرميل في العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف، 4.24 دولارات أو 7.07%، ليبلغ عند التسوية 55.69 دولارا، كما خسر في العقود الآجلة لخام برنت 4.65 دولارات أو 6.63% مسجلاً 65.47 دولارا.

وقال رئيس أبحاث السلع الأولية والاقتصاد الكلي لدى "بنك جوليوس باير" السويسري، نوربرت رويكر، إن "السوق تبدو حاليا قلقة على نحو متزايد بشأن احتمال وجود الكثير جداً من الإمدادات"، مضيفا أن "صناديق التحوّط ومستثمرين مضاربين آخرين تحولوا سريعاً من مركز دائن إلى مركز مدين".

وتراقب السعودية أكبر مُصدر للخام في العالم، بقلق، الكيفية التي بدأت بها الإمدادات تتجاوز الاستهلاك، وتخشى من تكرار تخمة دفعت الأسعار للانهيار في 2014.


وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس الإثنين، إن (أوبك) متفقة على الحاجة إلى خفض المعروض النفطي العام القادم، بنحو مليون برميل يومياً مقارنة مع مستويات أكتوبر/ تشرين الأول لمنع حدوث فائض في الإمدادات.

لكن ترامب أوضح أنه يريد أن تنخفض أسعار النفط، وقال على "تويتر" أمس الإثنين: "نأمل ألا تخفض السعودية و(أوبك) الإنتاج. أسعار النفط يجب أن تكون أقل كثيراً استناداً إلى الإمدادات!". وأدى ذلك إلى انخفاض حاد للأسعار أمس واستمرار عمليات البيع في الخام اليوم.



تقرير (أوبك) الشهري


واليوم، قالت (أوبك) في تقريرها الشهري، إن مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ازدادت 5.5 ملايين برميل عن الشهر السابق في سبتمبر/ أيلول، لتبلغ مستوى يقل عن 25.3 مليون برميل عن متوسط آخر 5 سنوات.

وتتوقع المنظمة "اتساع فائض المعروض" في سوق النفط عام 2019، مع ارتفاع المعروض من خارج المنظمة أسرع من الطلب العالمي، الذي قالت إنه سيتباطأ إلى 1.29 مليون برميل يوميا عام 2019، بانخفاض 70 ألف برميل عن التوقع السابق.

ونقلت "رويترز" عن مصادر، قولها إن "إنتاج دول المنظمة من النفط في أكتوبر/ تشرين الأول ازداد 127 ألف برميل يومياً عن الشهر السابق إلى 32.90 مليوناً، على رغم من تراجع الإنتاج الإيراني".
النائب الأول للرئيس التنفيذي في شركة "غازبروم نفط" الروسية، قال إن (أوبك) ستصبح جزءاً من قواعد اللعبة في سوق النفط.

في غضون ذلك، توقع وزير النفط السوداني أزهري عبدالله، أن يصل إنتاج بلاده إلى ما بين 100 و110 آلاف برميل يومياً من النفط بحلول 2021، مضيفاً أن السودان أنتج 130 طناً من الذهب بين يناير/ كانون الثاني وسبتمبر/ أيلول 2018، وذلك في تصريح لـ"رويترز" خلال مؤتمر نفطي في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

في غضون ذلك،  قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير شهري اليوم الثلاثاء، إن إنتاج النفط من سبعة أحواض صخرية كبرى من المتوقع أن يرتفع بمقدار 113 ألف برميل يوميا في ديسمبر/ كانون الأول إلى 7.94 ملايين برميل يوميا.

تحذير من صندوق النقد

وبرز اليوم إصدار تقرير من صندوق النقد الدولي ذكر فيه أن اقتصاد منطقة الخليج بشكل عام سيعاود النمو في 2018 بعد فترة انكماش، لكنه يبقى عرضة للتأثر بتقلّبات أسعار النفط.

وقال الصندوق إن ارتفاع أسعار النفط بعد الانخفاض الكبير الذي شهدته بين عامَي 2015 و2016، سيسمح لاقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي الست بتحقيق نمو بنسبة 2.4% هذا العام و3% سنة 2019، بعدما كان قد انكمش 0.4% عام 2017.

وكالة الطاقة: الطلب العالمي مُهدّد

في سياق آخر، أفادت وكالة الطاقة الدولية اليوم الثلاثاء، بأن السيارات الكهربائية وتقنيات الوقود الأكثر ترشيداً للاستهلاك، ستقلص طلب وسائل النقل على النفط بحلول 2040 بأكثر مما كان متوقعاً في السابق، لكن العالم قد يظل يواجه أزمة إمدادات في غياب الاستثمار الكافي في الإنتاج الجديد.

الوكالة ومقرها باريس، في توقعاتها العالمية للطاقة لعام 2018، توقعت أن يبلغ الطلب على النفط ذروته قبل 2040.

ويقول التصور الرئيسي لوكالة الطاقة، إن الطلب سينمو بنحو مليون برميل يومياً في المتوسط سنوياً حتى 2025، ثم يستقر عند وتيرة أكثر ثباتاً قدرها 250 ألف برميل يومياً حتى 2040، حيث سيبلغ ذروته عند 106.3 ملايين برميل يومياً.

وأفادت الوكالة، بأنه "وفقاً لتصور السياسات الجديدة، الطلب في 2040 خضع لتعديل بالزيادة بأكثر من مليون برميل يومياً مقارنة مع توقعات العام الماضي، لأسباب على رأسها نمو أسرع في المدى القريب وتغييرات في سياسات ترشيد استهلاك الوقود في الولايات المتحدة".

وتعتقد وكالة الطاقة الدولية، أن نحو 300 مليون سيارة كهربائية ستسير على الطرقات بحلول 2040، من دون تغيير عن تقديرها قبل عام. لكنها تتوقع حالياً أن تخفض تلك السيارات الطلب بمقدار 3.3 ملايين برميل يومياً، ارتفاعاً من فقد 2.5 مليون برميل يومياً في التقديرات السابقة للوكالة.

وقالت الوكالة، إن "معايير الكفاءة أكثر أهمية في كبح نمو الطلب على النفط: التحسينات في كفاءة أسطول السيارات غير الكهربائية ستمحو ما يزيد على تسعة ملايين برميل يومياً من الطلب على النفط في 2040".

ومن المتوقع أن يبلغ الطلب على النفط لوسائل المواصلات 44.9 مليون برميل يومياً بحلول 2040، ارتفاعاً من 41.2 مليون برميل يومياً في 2017، في حين من المتوقع أن يصل الطلب الصناعي ومن قطاع البتروكيماويات إلى 23.3 مليون برميل يومياً بحلول 2040 من 17.8 مليون برميل يومياً في 2017.

وكالة الطاقة قالت أيضاً، إن نمو الطلب العالمي على النفط سينبع من الاقتصادات النامية، بقيادة الصين والهند، بينما من المتوقع انخفاض الطلب في الاقتصادات المتقدمة أكثر من 400 ألف برميل يومياً في المتوسط كل عام حتى 2040.

هيمنة أميركية على نمو الإنتاج

على صعيد الإمدادات، ستهيمن الولايات المتحدة، أكبر منتج بالفعل للنفط في العالم، على نمو الإنتاج حتى 2025، بزيادة قدرها 5.2 ملايين برميل يومياً من المستويات الحالية البالغة نحو 11.6 مليون برميل يومياً.

ومن ذلك العام فصاعداً، تتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض الإنتاج النفطي الأميركي، وأن ترتفع الحصة السوقية لمنظمة (أوبك) إلى 45% بحلول عام 2040 من نحو 30% حالياً، فيما ستكون هناك حاجة إلى مصادر جديدة للإمدادات، سواء ارتفع الطلب أو لا.

بورصات الخليج

وتأثراً بالضغوط الأميركية، التي أدت إلى تراجع أسعار النفط وهبوط إيرادات المُنتجين، انخفضت اليوم معظم أسواق الأسهم الخليجية، مع تراجع السوق السعودية بشكل طفيف، بينما شهدت بورصتا دبي وقطر انخفاضاً حاداً.

وانخفض المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 0.3% إلى 7751 نقطة، مع تراجع سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) 0.8%، بينما هبط سهم مصرف "الراجحي" 0.7%.

وهبط مؤشر سوق دبي 1% إلى 2776 نقطة، مع تراجع سهم بنك الإمارات دبي الوطني القيادي 2.8%. وتراجع سهم الإسلامية العربية للتأمين (سلامة) 5.1%، بعدما سجلت الشركة خسارة في الربع الثالث من العام، مقابل ربح قبل عام. وانخفض سهم الاتحاد العقارية 1%، بعدما اتسعت خسائر الشركة في الربع الثالث.
ونزل مؤشر بورصة قطر أيضاً 1% إلى 10315 نقطة، مع تراجع سهم مصرف الريان 2.5%، وسهم صناعات قطر 2.1%. وهبط سهم بنك قطر الوطني 0.8%.

وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 1%، مع تراجع سهم سيدي كرير للبتروكيماويات 7.1%، بينما هبط سهم غلوبال تليكوم 5.6%.

وزاد المؤشر العام لسوق أبوظبي 0.3%، مع صعود سهم بنك أبوظبي الأول 0.7%. وتراجع سهم مصرف أبوظبي الإسلامي 1.7%.

وفي الكويت، ارتفع المؤشر 0.1% إلى 5297 نقطة، وانخفض مؤشر البحرين المؤشر 0.3% إلى 1305 نقاط، وسلطنة عُمان تراجع المؤشر 0.3% إلى 4467 نقطة.

المساهمون