حصار قطر يضع دبي في مأزق... الوضع المالي مهدد

حصار قطر يضع دبي في مأزق... الوضع المالي مهدد

08 اغسطس 2017
حصار قطر يقوّض دبي كمركز مالي إقليمي (Getty)
+ الخط -
حذر الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد، بيل وينترز، من أن المقاطعة التجارية التي تفرضها الدول الخليجية الثلاث ومصر على قطر تهدد بتقويض وضع دبي باعتبارها مركزا ماليا.

وأضاف وينترز، في تصريحات صحافية مساء أمس الإثنين، أن استمرار التوتر قد يزيد من صعوبة عمل دبي كمركز إقليمي شامل لعمليات الشركات الدولية في الخليج.

ويقول مراقبون إن المصارف العالمية لم تعد تقدم الخدمات المالية المصرفية للقطريين عن طريق مراكزها في إمارة دبي، بل تديرها بشكل مباشر من خلال مراكزها الأساسية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، ما ينعكس سلباً على دبي، إذ تفضل المصارف العالمية النأي بنفسها عن براثن الأزمة الحاصلة، وإدارة الأصول المالية القطرية بشكل مباشر.

وأضاف وينترز قائلا: "هناك فوائد كثيرة حصلنا عليها من وجود مركز كدبي، ونتطلع لأن نرى التأثير الذي سيترتب على ذلك. ثمة خطر بالابتعاد عن الإمارات العربية المتحدة".

ويضم مركز دبي المالي ما يربو على 400 شركة للخدمات المصرفية بينها 17 من أكبر البنوك العالمية، مع حوافز تتضمن إعفاءات من الضرائب لمدة 50 عاما على دخل وأرباح الشركات.

لكن الأزمة الدبلوماسية مع قطر قد تجعل الأمر أكثر صعوبة على البنوك العالمية لاتخاذ دبي قاعدة لتغطية الغالبية العظمى من أنشطتها في منطقة الخليج.

وقال تقرير حديث لشبكة بلومبرغ، إن المصارف العالمية تنظر بريبة لما يحصل في منطقة الخليج، خصوصاً بعد قيام 3 دول خليجية، السعودية، الإمارات، والبحرين، بالإضافة إلى مصر، بقطع العلاقات الدبلوماسية في 5 يونيو/ حزيران الماضي، وفرض حصار بري وجوي وبحري على قطر.

ويلفت معدّو التقرير إلى أن المستثمرين الأجانب بدأوا يشعرون بالقلق حيال الأزمة الحالية، مؤكدين أن الحصار المفروض ضد قطر، وفي حال استمراره لأشهر عديدة، سيؤثر سلباً على مناخ الأعمال في الخليج، خاصة في الإمارات، نظراً إلى أن معظم الشركات العالمية تفتتح مراكز لها في دبي، إلا أن إطالة أمد الأزمة، ستؤثر على مناخ الاستثمار بشكل عام.

وقال وينترز، إن ستاندرد تشارترد - وهو أحد أكبر البنوك العاملة في منطقة الشرق الأوسط - ليست لديه خطط لتغيير عملياته في الخليج، لكنه يراقب الموقف عن كثب.

ويقول فيليب دوبا - بانتاناسشي، وهو كبير الاقتصاديين في لندن، وخبير استراتيجي جيوسياسي في بنك ستاندرد تشارترد: "لا جدال في أن كل ضربة سياسية أو اقتصادية على دول الخليج ستكون لها آثار مضاعفة على دبي كمركزها الإقليمي" المالي.

وأضاف، في تصريح سابق، أن "هذه الأزمة الحاصلة، بدأت تجبر المستثمرين على إعادة رسم خارطة استثماراتهم"، لافتاً إلى أن "العديد من المستثمرين باتوا يعتمدون على الممرات التجارية المتنوعة، بديلة عن منطقة جبل علي في دبي، كما أن العديد من المصرفيين باتوا يقدمون خدماتهم المالية من خارج المنطقة"، مؤكداً أنه "كلما ازدادت هذه الأنماط الجديدة في الأعمال، أصبحت مع الوقت راسخة أكثر".

 ويضم ستاندرد تشارترد نحو 128 موظفا في قطر حيث يقدم خدمات مصرفية للأفراد والشركات. وعين البنك، البحريني عبد الله بوخوة، ليترأس عملياته في قطر في مارس/آذار الماضي. ولكنه غادر حينما بدأت التوترات.

المساهمون