الركود يضرب أسواق الأضاحي في مصر

الركود يضرب أسواق الأضاحي في مصر

30 اغسطس 2017
أسعار الأضاحي ارتفعت 60% مقارنة بالعام الماضي(شيماء أحمد /الأناضول)
+ الخط -
سيطرت حالة من الركود الشديد على أسواق الأضاحي في مصر، رغم قرب حلول عيد الأضحى المبارك، حيث انخفضت المبيعات بنحو الثُلثين مقارنة بالعام الماضي، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية للمصريين.
ووفقًا لشعبة القصابين في غرفة القاهرة التجارية، فإن أسعار الأضاحي ارتفعت خلال موسم عيد الأضحى هذا العام بنسب تتجاوز 60% مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفع سعر كيلو الخراف الحية من 40 إلى 65 جنيها، وسعر كيلو الأبقار الحية من 38 إلى 62 جنيها للكيلو غرام، ما أفضى إلى ركود خرج على أثره نحو 20% من القصابين (الجزارين) من السوق خلال الأشهر الأخيرة، خاصة مع تدخل الجيش في تجارة اللحوم وبيعها عبر سيارات متنقلة في جميع المحافظات.

وأوضح سعيد أمين، تاجر أضاح، لـ "العربي الجديد" أن حركة البيع خلال موسم عيد الأضحى الحالي ضعيفة حيث دفع الغلاء الكثير من المواطنين إلى الاشتراك في أضحية واحدة، مشيرا إلى أن سعر الخروف يتراوح بين 3 آلاف و4.5 آلاف جنيه، بينما يتراوح سعر الأبقار بين 16 ألفا و25 ألف جنيه حسب الوزن والعمر.
وبلغ حجم استهلاك المصريين من اللحوم الحمراء العام الماضي نحو 10 ملايين طن، منه ما يقرب من 6 ملايين طن مستوردة و4 ملايين طن محلية.
وأشار أمين إلى أن أسعار الأضاحي ارتفعت بنسبة تراوحت بين 60% و80% خلال الموسم الحالي بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، وتكاليف الأيدي العاملة من الرعاة.

وقال أحمد صالح، أحد الجزارين بمحافظة القليوبية، لـ "العربي الجديد" إن خروج صغار المربين من السوق، أدى إلى انخفاض المعروض من اللحوم البلدية بالأسواق المصرية وبالتالي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني خلال الفترة الأخيرة.
وفي السياق، أكد نائب رئيس شعبة القصابين في غرفة القاهرة التجارية محمد شرف، لـ "العربي الجديد"، أن أسعار الأضاحي ارتفعت خلال موسم عيد الأضحى الحالي بنسبة تتجاوز 60% مقارنة بالعام الماضي.

وعزا شرف، ارتفاع أسعار اللحوم البلدية، إلى زيادة أسعار الأعلاف تأثرا بارتفاع تكلفة الإنتاج خصوصا بعد ارتفاع سعر صرف الدولار وزيادة تكلفة النقل، مشيرًا إلى أن موجات الغلاء المتتالية تسببت في عزوف معظم المواطنين عن شراء اللحوم.
وأشار إلى أن مبيعات اللحوم الحمراء انخفضت بنسبة 70% خلال موسم عيد الأضحى الحالي، بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين في ظل تدني الأجور وارتفاع تكاليف المعيشة منذ تحرير سعر الصرف في نوفمبر/ تشرين الثاني.

ورجح نائب رئيس شعبة القصابين، استقرار أسعار الأضاحي خلال الأيام القليلة المقبلة نتيجة حالة الركود الشديدة التي تسيطر على الأسواق المصرية.
وقال سكرتير شعبة القصابين في غرفة القاهرة التجارية هيثم عبدالباسط، لـ "العربي الجديد"، إن تفشي وباء الحمى القلاعية في مزارع تربية المواشي وغياب الرعاية البيطرية وتقليص المشروعات الزراعية، أدى إلى زيادة العجز في الإنتاج المحلى من اللحوم البلدية إلى 70% مقابل 60% خلال العام الماضي.

ورفض عبدالباسط، الاتهامات الموجهة للجزارين برفع أسعار اللحوم البلدية بدون مبرر، مؤكدا صعوبة اتفاق التجار في جميع أنحاء البلاد على سعر محدد، حيث يخضع تسعير اللحوم لآليات العرض والطلب.
وكشف مصدر مسؤول في اتحاد الغرف التجارية المصرية، أن نحو 20% من تجار اللحوم الحمراء خرجوا من السوق خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب تفاقم أزمة الركود بالأسواق في ظل انتشار السيارات المتنقلة التابعة للجيش التي تبيع اللحوم الحمراء بأسعار منخفضة عن السوق الحر، إضافة إلى تزايد الأعباء التي تقع على كاهلهم في ظل زيادة أجور العمالة وأسعار الكهرباء والضرائب وارتفاع تكلفة النقل.

وقال المتحدث باسم وزارة التموين ممدوح رمضان إنه لن يتم رفع أسعار اللحوم في المجمعات الاستهلاكية التابعة للوزارة خلال عيد الأضحى، لافتا إلى ثبات سعر الكيلو عند مستوى 80 جنيها.
وفي ظل انهيار القدرة الشرائية لأغلب المصريين نتيجة إجراءات التقشف المتتالية التي نفذتها الحكومة في الأعوام الثلاثة الماضية، تخلى كثير من المواطنين عن شراء الأضاحي.

ويقول محمد طه، موظف في إحدى شركات القطاع الخاص، إنه اعتاد شراء أضحية كل عام، إلا أنه لا يفكر في الشراء هذا العام وسيلجأ إلى شراء 2 كيلوغرام من اللحوم البلدية إضافة إلى شراء 4 كيلوغرام من الدواجن البيضاء لتغطية استهلاك الأسرة من اللحوم خلال موسم العيد.
وأشار إلى أنه خفّض استهلاك أسرته المكونة من أربعة أفراد، من اللحوم إلى النصف بسبب الزيادات الكبيرة في الأسعار بعد قرار تعويم الجنيه وخفض دعم الوقود.

وتشير هدى إبراهيم، ربة منزل، إلى أنها لا تتعامل مع الجزارين منذ عام تقريبا حيث تعتمد على اللحوم المستوردة والدواجن كبديل عن اللحوم البلدية التي أصبحت حلما بعيد المنال لمعظم المصريين.
وأوضحت لـ "العربي الجديد"، أنها تشتري لحوما مستوردة ودواجن أيضا في موسم عيد الأضحى، فميزانية الأسرة لا تسمح بغير ذلك في ظل تزايد الضغوط المعيشية التي تواجهها خصوصًا بعد ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه خلال أغسطس/ آب الجاري، إضافة إلى استعدادات الأسرة لشراء مستلزمات المدارس بعد انتهاء إجازة العيد.



المساهمون