النظام السوري يسعى لبسط نفوذه على المنافذ التجارية

النظام السوري يسعى لبسط نفوذه على المنافذ التجارية

31 يوليو 2017
هل يستعيد النظام التجارة مع الأردن ولبنان؟ (Getty)
+ الخط -
يسعى النظام السوري لبسط سيطرته على الحدود والمعابر التجارية الدولية، المغلقة أو التي تسيطر عليها المعارضة، لا سيما تلك التي تربط بين سورية وبين لبنان والأردن، والتي كانت تمر عبرها تجارة يومية بعشرات ملايين الدولارات توقفت تماماً منذ خمس سنوات تقريباً بفعل حرب النظام على الثورة.
وعلى مدار السنوات الماضية، اقتصرت سيطرة نظام بشار الأسد على معبر "جديدة يابوس" مع لبنان، فيما خسر جميع المعابر مع العراق وتركيا والأردن.

وقالت مصادر حكومية سورية، إن أعمال الصيانة اللازمة لإعادة تفعيل معبر "جوسيه "الحدودي بين سورية ولبنان في منطقة القصير بالريف الجنوبي الغربي، والمتوقف منذ نحو أربع سنوات، قد شارفت على الانتهاء.
واقتصر التبادل التجاري وعبور المسافرين، بين سورية ولبنان، خلال السنوات الأربع الماضية على معبر جديدة يابوس، الذي أكد أمين الجمارك فيه، مازن عيسى، ارتفاع نسبة الإيرادات، خلال النصف الأول من عام 2017، لتصل إلى قرابة 13 مليارا و274 مليون ليرة سورية.
وتؤكد مصادر متطابقة، أن قوات النظام السوري مدعومة بقوات إيرانية ومليشيات عراقية، تتقدم للسيطرة على معبر التنف، على الحدود السورية العراقية، الذي كان تحت سيطرة تنظيم "داعش" منذ مايو/أيار عام 2015.

وتشير المصادر لـ "العربي الجديد" إلى أن قوات بشار الأسد تمكنت من السيطرة على عدد كبير من المواقع والنقاط الاستراتيجية في عمق البادية السورية بمساحة 20 ألف كيلومتر مربع منذ بدء العمليات جنوب وشرق مدينة تدمر، وباتت اليوم قريبة من المعابر والحدود العراقية.
وتؤكد المصادر، أن نظام بشار الأسد سينتعش جزئياً إن سيطر على معبر "التنف" مع العراق، نظراً لحجم التبادل التجاري الذي وصل إلى نحو 3 مليارات دولار بين البلدين قبل الثورة عام 2011، كما أن نسبة تجارة النظام السوري كانت مع العراق وعبر منافذها الحدودية نحو 31% من حجم التجارة الخارجية.
وبدأت تصريحات المسؤولين بنظام بشار الأسد تتعاظم عن فتح معبر "نصيب" مع الأردن، بعد توصل الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق، في السابع من يوليو/تموز الجاري، بوقف إطلاق النار في جنوب سورية، وإقامة منطقة "تخفيف توتر" في درعا والقنيطرة والسويداء.

وأشار مصدر خاص لـ "العربي الجديد" إلى أن ثمة صفقة قد تبرم قريباً، بين المعارضة وحكومة الأسد، لتسليم الحكومة السورية إدارة معبر نصيب بالتوافق مع الأردن، إلا أن شيئاً رسمياً لم يصدر، حتى الآن، رغم تأكيد مسؤولي الأسد، ومنهم وزير الاقتصاد عبد الله المغربي الذي قال خلال تصريحات قبل أيام إن "معبر نصيب سيفتتح قريباً".
وشكلت سيطرة الثوار على معبر "نصيب" ضربة قوية للاقتصاد السوري واللبناني والأردني، حيث قُدرت خسائر لبنان اليومية بنحو 2.5 مليون دولار، جراء إغلاق معبر نصيب الذي يستخدمه في تجارة الترانزيت مع الدول العربية، وذلك نتيجة توقف الشاحنات والورش التي تقف وراءها خاصة ورش توضيب الخضار والفواكه.

كما بلغت خسائر الاقتصاد السوري جراء إغلاق معبر نصيب الحدودي نحو 15 مليون دولار يومياً، حيث كانت تدخل نحو 6300 شاحنة إلى سورية من معبر نصيب يومياً، حتى عام 2011.
كما تكبد الأردن خسائر كبيرة، بعد إغلاق معبر نصيب مع سورية في مايو/أيار 2015، إذ صرح رئيس هيئة مستثمري المناطق الحرة الأردنية، نبيل رمان، حينها، أن صادرات المناطق الحرة الأردنية لحق بها خسائر مباشرة بقيمة 400 مليون دولار خلال النصف الثاني من عام 2015، جراء إغلاق المعابر الحدودية مع سورية والعراق.

وكشف المسؤول الأردني وقتذاك، أن إغلاق معبر نصيب الحدودي مع سورية أدى إلى زيادة كلف التصدير والاستيراد بنسبة 15%، حيث ارتفعت كلف المواد الأولية المستوردة، نتيجة لارتفاع كلفة النقل، وباتت المركبات تسلك طريق جسر الملك حسين أو ميناء العقبة.
وتراجعت التجارة الخارجية بين نظام بشار الأسد والدول العربية، بعد الثورة، وفرض وزراء خارجية الدول العربية عقوبات اقتصادية على سورية منتصف عام 2011 لتتراجع الصادرات السورية إلى الدول العربية من نحو 8 مليارات عام 2010 إلى أقل من 3 مليارات عام 2012.

وزاد إغلاق المعابر من الحصار على النظام السوري وتراجع التبادل التجاري مع العراق، من نحو 3 مليارات عام 2012 إلى أقل من مليار دولار عام 2013 لينخفض إلى حدود صفرية بعد سيطرة تنظيم "داعش" على المعابر البرية، ما دفع نظام الأسد للتعويض الجزئي عبر التصدير الجوي، حيث وقعت شركة "فلاي داماس" للنقل الجوي مطلع العام الجاري، مذكرة تفاهم مع غرفة التجارة والصناعة العراقية السورية المشتركة بهدف نقل البضائع ودعم التبادل التجاري بين البلدين.
ويرى محللون أن خسارة نظام بشار الأسد بعد الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، زادت من عزلته وخسائره الاقتصادية، إذ عانى من الحصار البري، بعد سيطرة المعارضة السورية على المعابر مع تركيا "باب الهوى، باب السلامة، جرابلس، عين العرب، تل أبيض، رأس العين ونصيبين"، وخسارته المعابر مع العراق وأهمها "التنف" وإغلاق الحدود مع الأردن، بعد أن سيطرت المعارضة السورية على معبر "نصيب" في أبريل/نيسان 2015، والذي ألحق النظام السوري بخسائر تقدر بنحو 20 مليون دولار يومياً، بحسب متخصصين.


المساهمون