الحرارة وضعف الصيانة يقطعان الكهرباء عن ليبيا

الحرارة وضعف الصيانة يقطعان الكهرباء عن ليبيا

03 يوليو 2017
محاولة لإصلاح الأعطال الكهربائية في طرابلس(محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -






دخلت ليبيا في مرحلة التقنين الكهربائي، مع خروج الوحدات المنتجة للطاقة عن الخدمة لمدة 30 ساعة متواصلة خلال اليومين الماضيين، إثر ارتفاع درجات الحرارة وازدياد معدلات استهلاك المواطنين.

وأكدت الشركة العامة للكهرباء في بيان لها، أن إنتاج الشركة يصل إلى خمسة آلاف ميغاوات بينما معدلات الاستهلاك الحالية تصل إلى 6400 ميغاوات. وطالبت الشركة المواطنين بضرورة تخفيف استهلاك الطاقة الكهربائية إلى الحد الأدنى للمساعدة في تسريع وتيرة إعادة بناء وتشغيل الشبكة العامة والمحافظة على استقرارها وتشغيلها بشكل آمن ومن دون انقطاع. وخلال الفترات السابقة اضطرت الشركة العامة للكهرباء إلى تفعيل برنامج طرح الأحمال، بسبب فقدان الشبكة كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية.

وتواجه ليبيا صعوبات في الحفاظ على تشغيل شبكة الكهرباء مع تضرر الإمدادات من جراء نقص كميات الوقود والغاز اللازمة لتوليد التيار الكهربائي، بالإضافة إلى تضرر الشبكة نتيجة المواجهات العسكرية في مناطق الاشتباكات.


وقال المدير التنفيذي لشركة الكهرباء، علي ساسي، إن هناك مخاوف من زيادة معدلات الاستهلاك إلى 7000 ميغاوات بالمقارنة مع عام 2010 التي كانت معدلات الاستهلاك خلاله لا تتعدى 3200 ميغاوات.

وأوضح أن الشركة العامة للكهرباء تحتاج إلى 2.5 مليار دينار، أي ما يعادل 1.78 مليار دولار، لإجراء عمليات الصيانة وكذا إعادة الشركات الأجنبية للعمل في ليبيا، لا سيما في محطة غرب طرابلس ومحطة الخليج والزويتينة. وقال إن مخصصات هذا العام لا تتعدى 500 مليون دينار فقط، وهي لا تكفي لإجراء عمليات صيانة للتوربينات وتوفير قطع الغيار.

وأشار إلى أن ليبيا وضعت مشروعات منذ عام 2008 من شأنها رفع معدلات إنتاج الطاقة 4.8 آلاف ميغاوات، كان من المفترض أن تدخل للشبكة عام 2015 ولم يحدث بشأن هذه المشاريع المتوقفة أي شيء منذ عام 2011.

ولفت ساسي إلى أن هناك مفاوضات حالياً مع شركات كورية، بينها "هيونداي"، للعودة للعمل في ليبيا ولكن معضلة منع دولها للسفر إلى ليبيا تقف حائلاً أمامها.
وانتشر "هاشتاغ" تحت عنوان "#حملة_900_ميجا_أمل"، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في إطار حملة أطلقتها الشركة العامة للكهرباء لتخفيف حدة أزمة انقطاع التيار بعدما شهدت أنحاء مختلفة من ليبيا ظلاماً خلال الساعات الماضية.

وقالت الشركة، في منشور تعريفي بالحملة، إن إطفاء سخان واحد يوفر 829 ميغاوات، وهو ما يستطيع تغذية أكثر من 166 ألف مسكن، داعية المواطنين إلى المشاركة في الحملة من خلال إطفاء سخان وضبط باقي السخانات على درجة 60 درجة مئوية.

ارتفاع المديونية
وتبلغ مديونية الشركة العامة للكهرباء حتى نهاية السنة الماضية 2.4 مليار دينار (1.7 مليار دولار)، منها 1.3 مليار دينار (900 مليون دولار) ديون متراكمة على المواطنين والجهات العامة. ولم يسدد الليبيون فاتورة الكهرباء منذ عام 2011.

ولم تسلم الشركة العامة للكهرباء من الانقسام السياسي والعسكري في ليبيا، إذ انقسمت إلى شركتين، وهما الشركة العامة للكهرباء في المنطقة الشرقية وأخرى في المنطقة الغربية، بذا تواصل الفوضى السياسية والأمنية انعكاساتها السلبية على حياة المواطنين في ليبيا.
وتصرف البلاد سنوياً 800 مليون دينار (615 مليون دولار)، لدعم الكهرباء، بحسب تقديرات حكومية.

ويلجأ البعض من سكان ليبيا، في ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، إلى المولدات الكهربائية التي تعمل على البنزين، وترتفع كلفة المولد الواحد إلى ما يقرب من 500 دولار، بسبب الطلب المتزايد عليها، خصوصاً خلال فترة ارتفاع درجات الحرارة.

وتوقفت أغلب الشركات الأجنبية عن العمل في ليبيا منذ اندلاع الثورة في فبراير/ شباط 2011. وساهم التوتر القائم بين المسلحين والحكومة في استمرار توقف تلك الشركات، التي سجلت معظمها خسائر فادحة على مدار الست سنوات الماضية.
وكلفت الحكومات السابقة شركات تقييم مالي لمراجعة تعاقدات مشروعات التنمية التي تنفذها الشركات الأجنبية، والتي أبرمت خلال نظام الرئيس الليبي معمر القذافي، والبالغة قيمتها نحو 153 مليار دينار ليبي (123.38 مليار دولار).


المساهمون