البطيخ يُثلج صدور الغزّيين... ويحقق الاكتفاء الذاتي

البطيخ يُثلج صدور الغزّيين... ويحقق الاكتفاء الذاتي

22 يوليو 2017
غزة تكتفي ذاتيا من البطيخ (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -





قبيل بدء موسم إنتاج البطيخ، استبشر المزارع سعيد عبد الحميد خيراً بدونماته المزروعة بالفاكهة الصيفية، بعدما واظب طوال فترة زراعتها على ريّها وتسميدها بشكل متوازن، داخل حقوله بمدينة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، وقد كان الإنتاج وفيراً كما توقعه الفلسطيني.

وأعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة أنها حققت اكتفاءً ذاتياً في محصول البطيخ في الموسم الحالي، إذ نجحت في إنتاج ما يغطي حاجة الفلسطينيين، وما يسمح لها بتصدير كميات أخرى منه للخارج، فضلاً عن نفيها استيراد كميات من تلك الفاكهة الصيفية من الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح عبد الحميد لـ"العربي الجديد"، مزارع، أنه يمتلك نحو مائة دونم زراعي، جميعها مزروعة بالبطيخ، ووصل إنتاج الواحد منها من 7 – 10 أطنان من الفاكهة الصيفية، مبيناً أنه حرص على العمل لساعات أطول طيلة فترة الزراعة داخل حقوله للحصول على إنتاج وفير، كونه يعتبر ذلك مصدر الرزق له ولعائلته.

وبيّن المزارع الفلسطيني أن موسم البطيخ نجح بالنسبة إليه، كون إنتاج هذا العام مقارباً لما تم إنتاجه على مدار السنوات الماضية، مشدداً على أن حُب الغزّيين لتناول فاكهة البطيخ في ظل الأجواء الحارة في الصيف، ساهم في إنجاح الموسم للمزارعين وتسويق محصولهم بشكل واسع.

وعلى طُرقات وشوارع مدينة غزة، تنتشر الخِيام والبسطات المعبّأة بالبطيخ، وخلفها بائعون يجدون من تلك الفاكهة المحببة مصدراً لرزقهم في الصيف الحار على القطاع، إذ يجلس محمود حسونة خلف بسطته الصغيرة يبيع فاكهته الصيفية للزبائن الذين يتناوبون على الوقوف والسؤال حول سِعرها.

وقال حسونة لـ"العربي الجديد"، "في هذا الوقت من كل عام، وعلى مدار نحو خمسة أشهر، أنصب بسطتي الصغيرة في وسط شارع الجلاء بمدينة غزة، يومياً، وأبيع البطيخ بأنواعه"، مضيفًا: "إنه ملك الفواكه بالنسبة للفلسطينيين، وهم يحبونها ويرغبون بتناولها بالصيف ليلاً ونهاراً".

وأوضح أن العام الماضي شهد إقبالاً ضعيفاً على شراء البطيخ بسبب قلة الإنتاج الذي واجهه بفعل الظروف الطبيعية، وارتفاع سعره، لكن في العام الجاري اختلف الأمر والإنتاج أصبح وفيراً، وأسعاره مناسبة، وبسطات البطيخ لا تخلو من الزبائن الذين يرغبون في شراء تلك الفاكهة الصيفية.

في غضون ذلك، أوضح المدير العام للتربة والري بالوزارة، نزار الوحيدي، لـ"العربي الجديد"، أن "إنتاج البطيخ من الكميات المزروعة في القطاع هذا العام وصل إلى 40 ألف طن، إلا أن حاجة الغزيين من ذلك المحصول سنوياً تصل إلى 30 ألف طن، وهو ما يعني تحقيق غزة اكتفاءً ذاتياً".

وبيّن الوحيدي أن الكميات المزروعة بالبطيخ هذا العام وصلت إلى أربعة آلاف دونم، وهي كمية أكبر من الأعوام الماضية، مشيراً إلى أن إنتاج الدونم الواحد (الدونم 1000م) يصل إلى ما يقارب 10 أطنان من البطيخ المزروع في الدفيئات الزراعية والحقول المفتوحة.

ولفت المسؤول الحكومي إلى أن الزيادة في الإنتاج عن حاجة القطاع بنحو 10 آلاف طن، تسمح لوزارة الزراعة بغزة بالعمل على توريد البطيخ إلى الضفة الغربية، إلا أن ذلك يبقى رهينة لحركة المعابر التي يسيطر عليها الجانب الإسرائيلي، موضحاً أن وزارته لم تستورد أياً من كميات البطيخ من الاحتلال.

وأشار الوحيدي إلى أن الوزارة "حققت اكتفاءً ذاتياً في موسم البطيخ على مدار السنوات الماضية، ما عدا الموسم الماضي، والذي شهد انخفاضاً في كميات الإنتاج بسبب قلة المساحات المزروعة، ما أدى إلى ارتفاع أسعاره في السوق المحلي آنذاك وحاولت زراعة غزة تخفيف ذلك باستيراد كميات محددة من إسرائيل".

غير أن الغزيين لاحظوا كبر حجم ثمار البطيخ هذا العام، إذ وصلت أوزان بعضها إلى 20 كيلوغراماً، الأمر الذي يرجع إلى صفات وراثية للأصناف المزروعة، وعوامل أخرى من الري والتسميد، والتي حاول بها المزارعون تحسين نوعيات الإنتاج من تلك الفاكهة، وفقاً للمسؤول الحكومي.

وأشار الوحيدي إلى أن الزراعة تتخذ إجراءات صارمة تجاه المزارعين الذين يستخدمون المبيدات الكيميائية الضارة، مؤكداً أنه لا وجود لمثل تلك الحالات من استخدام المبيدات في محصول البطيخ هذا العام.

واستعرض المسؤول الحكومي عمل بعض المهندسين الزراعيين في غزة خلال العام الجاري على تطعيم البطيخ مع القرع، لما له من صفات مقاومة لأمراض التربة، وبالتالي قلّل من استخدام المبيدات، والتي تُكلف مبالغ كبيرة.

دلالات

المساهمون