الإمارات تحاصر نفط قطر وتتغذى من غازها

الإمارات تحاصر نفط قطر وتتغذى من غازها

08 يونيو 2017
محاصرة النفط القطري تؤثر على الإمدادات (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -
أعادت هيئة الموانئ البترولية في أبوظبي فرض حظر على ناقلات النفط المرتبطة بقطر المتجهة إلى موانئ في الإمارات العربية المتحدة، لتتراجع عن قرار صدر في وقت سابق بتخفيف القيود، مما قد يخلق تكدساً في شحنات النفط الخام. بذلك، تعلن الإمارات فرض الحصار النفطي، وفي الوقت ذاته تتغذى من الغاز القطري.


وصدر تعميم هيئة الموانئ الإماراتية في وقت متأخر يوم الأربعاء وفق وكالة "رويترز". وينص على منع دخول جميع السفن القادمة من قطر أو المتجهة إليها بغض النظر عن العلم الذي ترفعه إلى أي من الموانئ البترولية التابعة للهيئة.


وتلا ذلك مذكرة صادرة من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) المملوكة للحكومة صادرة اليوم الخميس، كررت ما جاء في تعميم هيئة الموانىء.


عرقلة مسار النفط

وقالت تعاميم هيئة الموانئ إن الحظر المفروض على جميع السفن التي تحمل العلم القطري والسفن المملوكة لقطر أو التي تشغلها الدوحة يظل سارياً. وأن تلك السفن لن يُسمح لها بدخول الموانئ البترولية التابعة للهيئة. وخففت هيئة الموانئ البترولية بأبوظبي القيود أمس الأربعاء فقط.




ومن المحتمل أن يعرقل الحظر إجراءً شائعاً في القطاع يقضي بتحميل شحنات نفط من دول مختلفة على متن نفس الناقلة لخفض تكاليف الشحن. 


وقد يتسبب منع تحميل النفط القطري وخامات أخرى من الشرق الأوسط في زيادة تكاليف النقل التي تتحملها شركات التكرير ويؤدي إلى اختناقات لوجيستية.


وقال مصدر من شركة تكرير آسيوية "أدنوك أكدت رسمياً أننا لن نستطيع التحميل من وإلى قطر. لذا نحتاج إلى إيجاد سفن جديدة ثم العثور على تحميلات مشتركة في أنحاء المنطقة".


ورغم الحظر الرسمي، تشير مصادر في قطاع الشحن في الشرق الأوسط وآسيا إلى أن تحميل خام أبوظبي بجانب النفط القطري قد يستمر حالة بحالة.


وقال مصدر بالقطاع في الشرق الأوسط إن العملاء المرتبطين بعقود طويلة الأمد مع أدنوك ربما يحصلون على استثناءات للحظر في موانئ من بينها جزيرة داس والفجيرة، لأن الخام الذي يجري تحميله لا يأتي من قطر وحدها ولأن أدنوك لا ترغب في إثارة غضب هؤلاء العملاء.


وقد يبحث التجار وشركات التكرير بدائل مثل تأجير ناقلات صغيرة أو دراسة نظام نقل الشحنات من سفينة إلى أخرى في المنطقة لمواجهة الحظر.


وقال سمسار شحن آخر يعمل من سنغافورة لـ "رويترز": "أصبح كل ما نريده الآن هو أن ينتهي هذا الأمر... الارتباك يصيبنا من جديد"، مضيفاً أن النقل من سفينة إلى أخرى قد يحدث في مناطق محددة قبالة سواحل سلطنة عُمان.

تبديل مسارات ملاحية

وفي السياق ذاته، أظهرت بيانات ملاحية أن رويال داتش شل أرسلت شحنة بديلة من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى دبي بعد أن أدت أزمة دبلوماسية إلى تعطل خطوط التجارة العادية مع قطر.




ولدى شل اتفاق لتزويد هيئة دبي للتجهيزات بالغاز المسال الذي عادة ما تورده من قطر نظراً لقربها.


وكانت الناقلة مران غاز أمفيبوليس، المحملة بنحو 163 ألفاً و500 متر مكعب من الغاز المسال المنتَج في الولايات المتحدة، متجهة إلى ميناء الأحمدي الكويتي في البداية، لكنها غيرت مسارها يوم الأربعاء لتتجه إلى ميناء جبل علي في دبي.


وأظهرت البيانات أن الناقلة قامت بتفريغ حمولتها في مرفأ الاستيراد العائم التابع لهيئة دبي للتجهيزات في جبل علي.


الغاز القطري يتدفق إلى الإمارات

وفي الوقت الذي تشدد فيه الإمارات حصارها على قطر، لا تزال تتلقى الغاز القطري من دون انقطاع. وتعد قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وتشمل قائمة أكبر زبائنها اليابان وكوريا الجنوبية والهند، والإمارات ضمن تلك القائمة.


ويشرح تقرير لـ "سي أن أن" أن هناك خط أنابيب تحت سطح البحر، تديره شركة "دولفين للطاقة"، يمتد على مسافة 364 كيلومتراً من راس لفان في قطر إلى أبو ظبي في الإمارات، وما بعدها إلى عُمان.


ويحمل خط الأنابيب ذلك نحو ملياري قدم مكعب من الغاز يومياً، وأغلب تلك الكمية تلبي نحو 30% من احتياجات الإمارات من الطاقة.


شروط العقد سرية، وفق التقرير، ولكن محللي صناعة الغاز يقولون إن الإمارات تدفع أقل بكثير من سعر السوق الحالي. وحتى الآن، ليس هناك ما يشير إلى أن قطر ستقطع هذا التدفق الحيوي للطاقة الرخيصة، على الرغم من أنها تُبقي خياراتها مفتوحة.


وقال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لـ "سي أن أن": "لا يمكننا اتخاذ قراراتنا بناءً على مشاعرنا". مضيفاً: "هناك قواعد ولوائح ونحن نلتزم بكل تلك القواعد والأنظمة - وإذا حدث أي شيء في سياق القواعد والأنظمة سننظر في جميع خياراتنا".


يُذكر أن قطر تتمركز فوق قرابة 14% من احتياطيات الغاز في العالم، وهي ثالث أعلى نسبة بعد روسيا وإيران.


(العربي الجديد)