ارتفاع سعر الفول في شهر رمضان يؤرق المصريين

ارتفاع سعر الفول في شهر رمضان يؤرق المصريين

17 يونيو 2017
الفول من الوجبات الأساسية عند المصريين(Getty)
+ الخط -
يعد "الفول" من الوجبات الأساسية عند المصريين، حيث يتناوله الجميع الأغنياء والفقراء خلال "السحور" في شهر رمضان، ويعتبرونه وجبة الطاقة لقدرته على تحمل مشاق الصيام طول النهار، لذا شكّل ارتفاع سعره بشكل مضاعف هذا العام، مصدر قلق للمصريين.

وقفز سعر الفول خلال شهر رمضان ليسجل الطن المستورد 600 دولار مقابل 300 دولار العام الماضي، وارتفع سعر الكيلو من 8 جنيهات إلى 15 جنيهاً للبلدي، مقابل 12 جنيها للمستورد بدلاً من 7 جنيهات.

وأرجع عاملون بتجارة البقوليات ارتفاع أسعار الفول لعدة أسباب من بينها نقص المعروض في السوق من المنتج نتيجة لزيادة الطلب عليه وضعف الإنتاجية، وارتفاع أسعار الدولار بالسوق الرسمي.

وبالتزامن مع ارتفاع سعر فول التدميس في المحال التجارية، ارتفعت أسعاره بالمثل في المطاعم.

ويعد لفول أكثر السلع استهلاكاً في مصر خلال شهر رمضان. وفي الأيام العادية أيضاً لكون سعره في متناول الجميع. ويستهلك المصريون في رمضان كميات كبيرة من الفول، حيث وصلت وفقاً لآخر إحصائية صادرة عن الغرف التجارية إلى أكثر من 100 ألف طن، بعدما كانت 80 ألف طن في عام 2016، بلغت قيمتها 250 مليون جنيه.

وكانت المساحة المزروعة من الفول قد تناقصت في مصر خلال السنوات الماضية خاصة في الفترة في "2001 – 2015" بنسبة 70% وهو ما أدى إلى أن معدل الاكتفاء الذاتي تراجع من 99% إلى 30% فقط. وأصبحت مصر من الدول الكبرى التي تستورد الفول من الخارج خاصة من الصين وأستراليا وإنكلترا وفرنسا وروسيا رغم قلة جودته عن الفول المصري.

وقال رئيس شعبة البقوليات باتحاد الغرف التجارية الباشا إدريس، إن "طبق الفول المدمس" يعد من معالم الشارع المصري، والوجبة الأساسية لملايين المواطنين".

وأضاف إدريس أن مصر على مدار سنوات طويلة كانت تحقق الاكتفاء الذاتي، إلا أنه أصبح لا يسد احتياجات السوق المحلي، لترتفع فاتورة استيراد الفول والعدس لنحو 2 مليار دولار سنويًا، الأمر الذي يعد بمثابة جرس إنذار يهدد بإحداث فجوة غذائية خطيرة، بعدما تحولت مصر من بلد مصدر إلى بلد مستورد لهذا المنتج الغذائي.

من جهته، يقول فتحي إمام أحد تجار الفول بمنطقة روض الفرج، إن سعر "شيكارة" الفول سعة 25 كيلوغراما وصلت إلى 300 جنيه، بدلاً من 170 العام الماضي. في حين أن الفول البلدي يصل سعر الشيكارة إلى 450 جنيها، بدلاً من 250 جنيها.

أما شعبان محمد وهو "بائع عربة فول"، فقد أشار إلى أن الأسعار أثرت كثيراً على حركة البيع في محلات الفول وأمام العربات، محملاً الحكومة المسؤولية بسبب أسعار الدولار.

يقول شعبان أنور، وهو عامل ورب أسرة لخمسة أفراد، إن الفول هو الوجبة الشعبية الأولى في مصر، مشيراً إلى أنه سوف يلجأ إلى تقليل وجبة السحور وهو حل صعب لكن ليس هناك شيء غيره.

وعلقت أميمة محمد (ربة منزل)، قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل طب ده أكل الغلابة.. حتى والله بعد كده الناس حتاكل في بعضها. فيما أضاف هشام فاروق وهو موظف، قائلاً: "كان الله في عون الغلابة" .

من جهته، أكد أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية الدكتور أحمد الخطيب، أن السبب الرئيسي في ارتفاع سعر الفول هو عزوف الفلاحين عن زراعته، لأن عائده المادي غير مجزٍ، بسبب صعود أسعار الأسمدة والتقاوي وأسعار المياه، فضلاً عن أن الحكومة اعتادت خلال السنوات الماضية على عدم شراء المحاصيل الزراعية من الفلاح، الأمر الذي يضطره إما لبيعها للتجار بنظام التجزئة أو وضعها علفًا للحيوانات.

 واكد الخطيب أن الفول من المحاصيل الاستراتيجية الهامة التي عرف المصريون زراعتها من قديم الزمن، متهماً الحكومة بأنها السبب في تراجع الكثير من المحاصيل الزراعية وربما تبوير بعض الأراضي وبيعها لإقامة مناطق سكنية عليها، مشيراً إلى أن الحكومة يجب أن تراعي الفلاح مراعاة حقيقية لضمان زيادة الإنتاج الزراعي ولمواجهة النقص في المحاصيل الزراعية والحد من الغلاء.


(الدولار =18.15 جنيها تقريبا)

المساهمون