التضخم يلاحق تعويم العملة في دول عربية

التضخم يلاحق تعويم العملة في دول عربية

07 ابريل 2017
التعويم رفع التضخم في مصر (محمد الراعي/الأناضول)
+ الخط -
تتزايد التكهنات بين الحين والآخر حول سعي حكومات عربية لتعويم عملتها المحلية مقابل سلة العملات الأجنبية، على غرار ما فعلته مصر قبل نحو 5 أشهر، في خطوة ترى تلك الدول أنها قد تساعدها على تجاوز أزماتها الاقتصادية.

وحررت مصر سعر صرف عملاتها أمام العملات الأجنبية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في خطوة تهدف لاستقرار سوق الصرف لديها والقضاء على السوق السوداء للعملة.

وعادة ما يقدم صندوق النقد الدولي لدول مثل مصر والمغرب والأردن والعراق والسودان، النصيحة بتعويم سعر صرف العملة المحلية، وفرض ضرائب جديدة ورفع الأسعار، والتخلي عن سياسة الدعم بهدف دعم اقتصاداتها التي تعاني أوضاعا غير جيدة.

ويعني تعويم العملة، جعل سعر صرفها محرراً بشكل كامل، بحيث لا تتدخل الحكومة أو المصرف المركزي في تحديد سعر صرفه بشكل مباشر، وإنما يتم تلقائياً من خلال آلية العرض والطلب التي تسمح بتحديد سعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية.



ويعاني المستهلكون في مصر من ارتفاع كبير في الأسعار منذ أن قررت الحكومة المصرية تحرير سعر صرف العملة، في إطار خطتها للإصلاح الاقتصادي، والتي حصلت بموجبها على قرض من صندوق النقد الدولي قيمته 12 مليار دولار، ما دفع صندوق النقد إلى الإقرار بأن التعويم والإجراءات الاقتصادية التي قامت بها السلطة المصرية أرهقت المواطنين بفعل ارتفاع التضخم.

وسيبدأ المغرب تعويم سعر صرف عملته (الدرهم) بالتدريج ابتداء من النصف الثاني من العام الحالي 2017، بعد فترة قضتها مؤسسات الدولة في تهيئة الأجواء المحلية لعملية تعويم سعر صرف الدرهم والدفاع عنها.


ويرتبط الدرهم المغربي في الوقت الحالي إلى حد كبير باليورو، ولكن في خطوة نحو مرونة أكبر خفض البنك المركزي وزن اليورو في سلة العملات إلى 60% من 80% في أبريل/نيسان 2016 بينما رفع وزن الدولار إلى 40% من 20%.

وتتخوف الأوساط المغربية المالية من موجة التضخم التي سترهق السوق نتيحة توقعات بتراجع في القدرة الشرائية للمغاربة، بعد التعويم.

وحررت دول عدة، مثل الصين والهند والبرازيل والأرجنتين وماليزيا، سعر صرف عملتها، لكن هذه التجارب لم يحالفها النجاح بنسبة كبيرة إلا في الصين والهند بفضل الصادرات المرتفعة وتدني أسعار المنتجات المحلية، ما عزز الإقبال عليها خارجيا ومحليا.

وشهدت أسعار المواد الغذائية في السودان ارتفاعاً بنسبة 32% الشهر الماضي، ما يؤشر على صعود كبير في معدلات التضخم، وفق الجهاز المركزي للإحصاء في جنوب السودان، وهو ما أرجعه مسؤولون إلى نقص معروض السلع وتراجع قيمة العملة الوطنية (الجنيه) بسبب التعويم.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2015، أعلن البنك المركزي في جنوب السودان تبني سياسة اقتصادية جديدة، ترمي إلى تعويم سعر صرف الجنيه الجنوبي في مواجهة الدولار، عن طريق توحيد سعر الصرف الرسمي للعملة الصعبة (الدولار) في البنك والسوق الموازية، وقفز سعر صرف الجنيه الواحد أمام الدولار من 2.9 جنيه في البنك المركزي، إلى 30 جنيهاً.

(الأناضول، العربي الجديد)


المساهمون