قرب رفع القيود التجارية بين روسيا وتركيا قريباً

قرب رفع القيود التجارية بين روسيا وتركيا قريباً

20 ابريل 2017
تطوير العلاقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا (Getty)
+ الخط -
أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، محمد شيمشيك، عن قرب رفع القيود التجارية العالقة بين بلده وروسيا، واصفاً الاجتماع الذي استضافته موسكو أمس، بين وفدي البلدين، برئاسة وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، ونائب رئيس الوزراء الروسي أركادي فلاديميروفيتش، بالبناء والمثمر.

وأضاف شيمشيك من خلال تغريدة على "تويتر"، أن وفداً روسياً سيزور أنقرة الأسبوع المقبل لاستكمال بحث رفع القيود التجارية، قبل اللقاء الثاني والأخير بهذا الشأن، بين البلدين الذي ستستضيفه العاصمة التركية في 6 أيار/مايو المقبل، بشأن رفع القيود المفروضة على بعض المنتجات التركية، وبحث العلاقات التجارية وإيصالها إلى مستواها الحقيقي .

وقال المحلل التركي، جهاد آغير مان، إن التوتر الذي شهده البلدان الشهر الماضي على خلفيات سياسية لها علاقة بسورية والمنظمات الارهابية الكردية، "انعكس على الاقتصاد وفرض روسيا قيود على استيراد بعض المنتجات الزراعية وحظر على العمالة التركية عبر تعقيد إجراءات الدخول".

وأشار إلى أن "الانفراج في العلاقات الاقتصادية وعودتها إلى ما قبل عام 2015 مع وصول حجم التبادل التجاري إلى 35 مليار دولار، يتطلب وقتاً وتوافقاً حول أصل الخلاف السياسي".

وأشار المحلل التركي، خلال تصريحه لـ"العربي الجديد" إلى أن روسيا هي مصدر الطاقة الأول والأهم لتركيا، كما أن تركيا أهم مورّد للخضر والفواكه لروسيا وهي مقصد السياح الروس الأول.

ولفت آغير مان إلى أن المعارضة على استيراد المنتجات الزراعية داخل روسيا تتعاظم، وهناك دعوات روسية للاستغناء عن الاستيراد من تركيا وبدء زراعة البدائل داخل روسيا، لذا "لا أتوقع أن يتم رفع جميع القيود على المنتجات الزراعية، وخاصة ما تدعّي روسيا، أنها تؤثر على إنتاجها المحلي" .

وأضاف أن الوفد التركي ركز على رفع القيود على السلع والمنتجات الزراعية، التي لم تفك عنها روسيا الحظر، رغم التقارب الذي تلا التوتر إثر اسقاط طائرة روسية عام 2015، مشيراً إلى أن الصادرات الزراعية التي تعدت 875 مليون دولار عام 2015، تراجعت بأكثر من 62% عام 2017.

وكانت تركيا قد ردت الشهر الماضي، على استمرار روسيا حظر استيراد بعض المنتجات الزراعية التركية، بإيقاف إصدار تراخيص استيراد زيت عباد الشمس، والقمح، والذرة من روسيا.

ورأى مراقبون أتراك، أن استمرار التوتر وإبقاء القيود على بعض الصادرات بين البلدين، يؤثر على روسيا، التي تعاني أسواقها من ارتفاع أسعار الخضر والفواكه، كما تؤثر على تركيا التي ترتفع تكاليف تصديرها فيما لو فكرت بالاستغناء عن الأسواق الروسية .

وقال مصطفى صاطيجي رئيس اتحاد مصدري منطقة غرب المتوسط،، إنَ إغلاق روسيا أسواقها أمام المصدرين الأتراك ليس كارثة، لكننا نأمل بالتأكيد إعادة فتحها من جديد.

وأضاف صاطيجي خلال تصريح صحافي سابق، أن روسيا سوق مهم لتركيا، وكانت تستحوذ لوحدها على نحو 40% من صادرات الفاكهة والخضراوات الطازجة التركية مشيراً إلى أنه بعد فرض روسيا حظراً على الصادرات التركية، انخفضت نسبة الصادرات الزراعية إلى روسيا إلى 20%.

بدوره، يقول دكتور الاقتصاد بجامعة ماردين التركية، عبد الناصر الجاسم، إن روسيا تستفيد من التبادل التجاري أكثر من تركيا، وخاصة بقطاع الزراعة وبعض الصناعات الكهربائية والالكترونية و"روسيا بحاجة لرفع الحظر أكثر من تركيا". 

وأشار الجاسم لـ"العربي الجديد" إلى أن تركيا تسعى من خلال علاقتها مع روسيا لمكاسب سياسية، في حين مكاسب روسيا من العلاقة مع الأتراك، هي اقتصادية بالدرجة الأولى.

واعتبر أن السياسة ستعيق حلم وصول حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار كما طمح الجانبين سابقاً، أو حتى بلوغها عتبة 35 مليار دولار، وفق ما كانت قبل اسقاط الأتراك الطائرة الروسية، لأن اختلاف بعض الرؤى السياسية بين البلدين، وخاصة بالملفين الكردي والسوري، سترخي بظلالها على الاقتصاد، وإن على نحو محدود.