الدينار الجزائري يقهر السياحة الدينية

الدينار الجزائري يقهر السياحة الدينية

13 ابريل 2017
أسعار الحج والعمرة تقفز للعام الثاني (رياض كرمدي/فرانس برس)
+ الخط -
ارتفعت تكلفة رحلات الحج والعمرة بالنسبة للجزائريين للسنة الثانية على التوالي، إذ سيضطر المواطنون الراغبون في أداء هذه المناسك العام الجاري إلى إضافة آلاف الدنانير؛ جراء تواصل تدني قيمة الدينار أمام سلة العملات الأجنبية.
وقطعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية الشك باليقين، بعدما أعلنت مساء أول من أمس الثلاثاء أن تكلفة الحج لهذا العام 2017 قد حددت بمبلغ 496 ألف دينار (4509 دولارات).

وأضافت الوزارة في بيان صحافي، أن تكلفة النقل الجوي لم تتغير وظلت عند 120 ألف دينار (1009 دولارات) وستشرع فروع شركة الخطوط الجوية الجزائرية في بيع تذاكر السفر للحجاج في الآجال التي سيعلن عنها.
وبلغة الأرقام، سيكون حج الجزائريين أغلى بـ 30 ألف دينار (272 دولارا) عن السنة الماضية التي بلغت فيها تكلفة الحج 460 ألف دينار.
فيما كانت كلفة حج الجزائريين العام ما قبل الماضي قد تحددت بنحو 420 ألف دينار (4 آلاف دولار)، منها 100 ألف دينار (950 دولاراً) ثمن تذكرة الطائرة والباقي مقسم بين الطعام والإيواء والمزارات، وتدفع الحكومة 24 ألف دينار (210 دولارات) لكل حاج، كدعمٍ من خزينة الدولة.

وحسب المختصين في شؤون الحج، فإن الزيادة في تكاليف هذا العام كانت متوقعة ولا مفر منها بفعل تواصل انخفاض قيمة الدينار مقابل الدولار، يضاف إليها ارتفاع الضرائب التي أقرتها الحكومة.
وقال نائب رئيس نقابات وكالات السفر الجزائرية، سنوسي لياس، إن التكلفة التي حددتها الحكومة كان يتوقع أن ترتفع مقارنة مع السنة الماضية ولو بفارق ضئيل، وذلك لخسارة الدينار بعض النقاط مقارنة مع الدولار الذي نحوله إلى الريال السعودي لإيجار الغرف والخيمات ودفع تكاليف التنقل والطعام.
وبالإضافة إلى تهاوي قيمة الدينار، يبرز عامل آخر يتعلق بارتفاع الضريبة على القيمة المضافة بنقطتين، ما أدى إلى ارتفاع تذكرة الطائرة وبعض الخدمات المقدمة محليا كتكوين الملف، وطلب التأشيرة التي رفعت السفارة السعودية تكلفة استخراجها مؤخرا، وفق لياس.

ويضيف المتحدث نفسه لـ "العربي الجديد" أن "المبلغ يدفع نقداً وبالدينار للبنك المركزي الجزائري الذي يخصم منه سعر تذكرة السفر، ويحول الباقي إلى دولار ثم إلى ريال سعودي ندفع منها 1029 ريالا تكاليف النزل و595 ريالا تدفع إلى مكتب الوكالات الموحد و300 ريال حق الخيمة الواحدة في منى وعرفات، و425 ريالا حق النقل عبر الحافلات".
وتسعى الجزائر إلى تقليص تكلفة الحج بدءا من السنة القادمة من خلال تعويض الرحلات الجوية برحلات بحرية عبر سفن ضخمة، بالإضافة إلى تقليص عدد أيام المكوث في المملكة العربية السعودية، وهو المقترح الذي تقدم به الاتحاد الجزائري لحماية المستهلك.

ويرى محفوظ حرزلي، رئيس الاتحاد الجزائري لحماية المستهلك أن "تقليص مدة الحج من 30 يوما إلى 15 يوما سيترتب عنها انخفاض الكلفة بأكثر من 35%، يقابل ذلك رفع الحكومة لنسبة الدعم التي تعتبر هدية رمزية".
ودعا حرزلي في حديث مع "العربي الجديد" الحكومة إلى عدم الاستجابة إلى الطلب الذي تقدمت به وكالات السفر من أجل تحرير الأسعار والخضوع لمنطق السوق، وهو الطلب الذي اعتبر أنه يجعل الحج أمرا يستحيل الوصول إليه مع تدني القدرة الشرائية للجزائريين.

ودعا صندوق النقد الدولي، الجزائر، الشهر الماضي، إلى تبنّي المزيد من "الإصلاحات" المتعلقة بالسياسة النقدية وسياسة الدعم الموجّه للطبقات الهشة، وبذل مجهود أكبر لجلب أموال السوق الموازية إلى البنوك والقنوات الرسمية، وتوسيع الوعاء الضريبي، وترشيد أكبر للإعفاءات الضريبية المقدمة. وطالب الصندوق، الحكومة، بضرورة الاستعادة التدريجية لقيمة الدينار، وذلك للوصول إلى قيمة متوازنة للعملة الجزائرية.


المساهمون