صدى الطوارئ يقلق مستثمري مصر

صدى الطوارئ يقلق مستثمري مصر

12 ابريل 2017
البورصة تواصل اتجاهها النزولي (فرانس برس)
+ الخط -
ألقت الساعات الأولى من تنفيذ قرار إعلان حالة الطوارئ في مصر، على خلفية تفجيرين بكنيستي طنطا والإسكندرية، بظلالها السلبية على مؤشرات الاقتصاد المختلفة.

وانخفضت قيمة الجنيه المصري، في البنوك ليسجل سعر الدولار 18.15 جنيهاً في المتوسط بتعاملات الإثنين والثلاثاء، مقابل 17.99 جنيهاً يوم الأحد، وواصل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 اتجاهه الهبوطي، فيما أبدى تجار تجزئة مخاوف من ارتفاع أسعار السلع الغذائية نتيجة تعطل حركة الشحن بين المحافظات ليلاً، استجابة لحالة الطوارئ التي بدأ تنفيذها ظهر أول من أمس.

ووافق مجلس الوزراء المصري، في اجتماعه أمس، برئاسة شريف إسماعيل، على قرار رئيس الجمهورية بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر اعتباراً من الساعة الواحدة ظهر الإثنين.

وحذر فيه خبراء اقتصاد من التأثيرات السلبية لفرض حالة الطوارئ على قطاعات هامة في الاقتصاد المصري كالسياحة والاستثمارات الأجنبية، فيما أبدى تجار مخاوف من تصاعد الإجراءات الاستثنائية لتصل إلى مرحلة حظر التجول.

وقال رئيس شعبة الدواجن في غرفة القاهرة التجارية، عبد العزيز السيد، في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد" إن حركة نقل الدواجن بين المحافظات المختلفة دائماً تكون بالليل وليس بالنهار، تأثر حركة نقل الدواجن سيكون مرتبطاً بآليات وأشكال تنفيذ فرض قانون الطوارئ.

وأكد أنه سيرفع توصيات إلى رئيس الغرفة ووزير الزراعة تفيد بأنه في حالة اتخاذ أي إجراءات استثنائية من شأنها أن تؤثر على حركة نقل سيارات الدواجن، فعليهم أن يضعوا آليات محددة ومسبقة كإصدار تصاريح استثنائية للسيارات التي تتحرك على الطريق ليلاً وتأمين حركة سيرها.

وقال رئيس جمعية مستثمري مدينة بدر (شرق القاهرة)، علاء السقطي، إن تأثير إعلان حالة الطوارئ سيكون كبيراً على مصانع المناطق الصناعية، لا سيما التي تعمل على مدار الساعة، فضلاً عن حركة نقل البضائع التي تتم ليلاً.

وأكد الخبير الاقتصادي، عبد النبي عبد المطلب، أن فرض حالة الطوارئ علاوة على أنها تحقق للإرهاب هدفه، فإنها أهدرت جهد عامين من الترويج والتسويق إلى أن مصر بلد آمن للاستثمار، متسائلاً: "وطن يسعى لجذب الاستثمار، يعلن حالة الطوارئ؟!".

وأضاف عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: "الطوارئ تهدم الفرحة بقرار الخارجية الأميركية باعتبار مصر آمنة واحتمالات عودة السياحة الى مصر، بينما يسعى الإرهاب لأن يقول إن مصر بها صراع ، وإعلان حالة الطوارئ معناه انعدام الأمن، ويحقق هدف الإرهاب للأسف الشديد".

وتابع: "سنحتاج إلى سنوات أخرى لإقناع العالم أن مصر مستقرة وآمنة وأن ما يحدث هو أحداث من إرهابيين لا وزن لهم"، لافتاً إلى أن "اقتصاد مصر يحتاج إلى استثمارات وزيادة الإنتاج وتوفير فرص عمل وتقليل عجز الموازنة، ولا يوجد استثمار إلا في بيئة آمنة جداً".

ورداً على من يعتبرون أن إعلان الطوارئ رسالة إيجابية، قال عبد المطلب، " لم أسمع عن استثمار ذهب لأى بلد توجد فيه حالة طوارئ، في الدول التي توجد بها طوارئ يخرج الاستثمار ويهرب رأس المال، أما أن تكون الطوارئ رسالة إيجابية لجذب الاستثمار فهذه لا أعرفها!!".

وأكد الخبير الاقتصادي أن الإرهاب يتوقف بالتنمية والنمو، ويموت بالديمقراطية المقترنة بالعدالة ، وليس بالسلاح أو الطوارئ، مستطرداً أن أصحاب القرار "يستسهلون الحلول ولا يهتمون بالنتائج".

وقال مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، بيتر فان غوى، في تصريحات صحافية على هامش مؤتمر المسؤولية الاجتماعية للشركات، إن فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر بسبب الأعمال الإرهابية الأخيرة، له تأثير على مناخ الاستثمار بشكل مؤقت لحين رفع حالة الطوارئ مجدداً.

وأشار إلى أن الطوارئ تعود بالسلب على تصنيف مصر لدى مؤسسات التصنيف الدولية، والتي ستراقب بحذر التغيرات الاقتصادية بالدولة خلال الفترة المقبلة.

وفي المقابل، يرى رئيس شعبة صناعة المكرونة، بغرفة صناعة الحبوب ومنتجاتها باتحاد الصناعات، أحمد عناني، أن فرض حالة الطوارئ رسالة إيجابية وليست سلبية كما يقول البعض.

وقال عناني لـ "العربي الجديد" إن حركة التجارة الداخلية تتأثر سلباً عندما يكون هناك خطر أو عدم أمان، وفرض حالة الطوارئ يعزز الأمن ولن يؤثر على حركة التجارة إذا كان بصفه مؤقتة، أما استمراره فهو خطأ ويعطي انطباعاً سلبياً بشأن جدارة الاقتصاد والأسواق في مصر.