ارتفاع أسعار أدوية الحبوب يرهق مزارعي المغرب

ارتفاع أسعار أدوية الحبوب يرهق مزارعي المغرب

22 مارس 2017
مخاوف من زحف الأمراض على الزراعة المغربية (فرانس برس)
+ الخط -
لا يركن المزارعون المغاربة لتوقعات نمو محصول حبوب العام الحالي، بسبب زيادة سقوط الأمطار، إذ أبدوا استعدادهم لمعالجة الحبوب ضد الأمراض التي بدأت الزحف على مزارعهم هذا الموسم، ولكن واجهتهم مشكلة ارتفاع أسعار أدوية الحبوب.
وراهنت السلطات المغربية على محصول حبوب متوسط في حدود 70 مليون قنطار، مقابل 33.5 مليون قنطار في العام الماضي. وكان محصول الحبوب تعرّض لموجة جفاف هي الأسوأ منذ ثلاثة عقود.
ويراهن المزارعون في المغرب على التساقطات المطرية التي يتمنونها في شهر أبريل/نيسان المقبل، حتى يتسنى لهم الاطمئنان على نتائج الموسم الزراعي.

غير أن المزارع محمد الإبراهيمي، يعتبر أن المزارعين مطالبون، في الفترة المقبلة، بالكثير من اليقظة، عبر معالجة الحبوب ضد الأمراض التي تزحف عليها.
ويشدّد الإبراهيمي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، على أن التصدي لتلك الأمراض التي تهجم على القمح والشعير بشراسة، خاصة في المواسم الممطرة، يفترض أن يتم في وقت مبكر.
ويشتكي مزارعون من ارتفاع أسعار أدوية معالجة الحبوب التي تتراوح بين 30 و40 دولاراً للهكتار الواحد. ويذهب المزارع حسن الفاطمي، من منطقة بني مسكين، إلى أنه يتوجّب على المزارعين التصدي لمعالجة الهكتار الواحد بالأدوية عدة مرات.

ويعتبر الفاطمي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الجفاف الذي عرفته المملكة في العام الماضي، لم يساعد صغار المزارعين على توفير سيولة يواجهون بها تكاليف الموسم الحالي.
وكان مزارعون عبروا عن تطلعهم، في بداية العام الحالي، إلى إعادة جدولة ديونهم وإعفائهم من الفوائد المترتبة عنها بسبب الجفاف.
غير أن ذلك قرار سياسي كان يفترض أن تتخذه حكومة تصريف الأعمال، التي أسعفتها أمطار العام الحالي في تجنب اتخاذه.
ويعود أكثر من 90% من الأراضي لمزارعين صغار بمساحات لا تتعدى 5 هكتارات، لا تكون مردوديتها من القمح مرتفعة، حسب تقارير رسمية.

وينتظر، حسب وكالة التصنيف الائتماني "فيتش"، أن يصل معدل النمو الاقتصادي في المملكة العام الحالي إلى 4.3%، مقابل 0.9% عام 2016. واعتبرت الوكالة، في تقرير لها حول المغرب، أن النمو الاقتصادي يبقى مرتبطا بالقطاع الزراعي، الذي يرتهن أداؤه للتقلبات المناخية.
وكان الجفاف في العام الماضي، أفضى إلى انخفاض القيمة المضافة للقطاع الزراعي بنسبة 9.8%، ما قلص مساهمته في النمو بـ1.3%، حسب تقارير رسمية.


المساهمون