التوتر يخيم على اجتماعات قمة الـ20

التوتر يخيم على اجتماعات قمة الـ20

17 مارس 2017
خلال فاعليات اجتماع مجموعة العشرين (باتريك ستولارز/فرانس برس)
+ الخط -
مخاوف من تفجر خلافات بين أميركا وبقية أعضاء مجموعة العشرين الذين بدأوا اجتماعاتهم في ألمانيا أمس. ومن المحتمل أن تكون قضايا التجارة ومعدلات سعر الصرف محاور اجتماع مجموعة العشرين في بادن-بادن، بلدة المنتجعات الألمانية، والتي شهدت يوم الخميس وصول وزراء مالية المجموعة ومحافظي البنوك المركزية فيها.

وتستمر الاجتماعات حتى يوم السبت وسط جو من التوتر حول مدى اتفاق الولايات المتحدة مع بقية أعضائها. ويخشى الكثيرون من مسؤولي الخزانة في المجموعة تصاعد السياسات التجارية الحمائية، نظراً لاحتمال قيام الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب بممارسة سياسات قاسية لشن حرب تجارية والضغط على دول أخرى فيما يخص سياساتها النقدية. وكشفت بعض وسائل الإعلام المحلية الألمانية أنه تم تنقيح مسودة بيان القمة عدة مرات.

وحذفت عبارات من قبيل "رفض الحمائية" و"الامتناع عن الخفض التنافسي لقيمة العملة"، التي تم تضمينها في الماضي، من المسودة دفعة واحدة. وأُفيد بأن الولايات المتحدة هي وراء التعديل، وفقا لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية. وهناك مخاوف مرتفعة إزاء احتمال أن تغير النسخة النهائية من البيان هذه الكلمات الهامة.

وتبدو مناقشة مواضيع صرف العملات أمراً لا مفر منه نظراً لأن مستشار السياسة التجارية في إدارة ترامب، بيتر نافارو، اتهم ذات مرة أوروبا والصين واليابان بتعمد خفض قيمة عملاتها لكسب مزايا أمام المنافسين الأميركيين. وتم نفي الزعم المثير للجدل من قبل جميع الأطراف المذكورة، ومن المتوقع أن ينتج عنه مناقشات ساخنة.

وعشية القمة، استضاف وزير المالية الألمانية فولفغانغ شويبله وزير الخزانة الأميركي الزائر ستيفن منوتشين في برلين، حيث قال شويبله إنهما وضعا أساساً للتحدث "بصراحة" و"إيجاد حلول معاً".

من جانبه، قال منوتشين إن الولايات المتحدة تؤمن بالتجارة الحرة والأهم من ذلك "التجارة العادلة"، مضيفاً أن الولايات المتحدة ليس لديها نية لبدء حرب تجارية مع القوى الاقتصادية الأخرى. لكنه كشف أن ألمانيا والولايات المتحدة لم تتوصلا إلى اتفاق بشأن جميع النقاط. وذلك حسب ما نقلت وكالة شينخوا شبه الرسمية أمس.

وتضم قمة العشرين التي أنشئت للتعامل مع أزمات المال في العالم، أكبر 20 اقتصادا في العالم، من بينها دولة عربية واحدة هي السعودية. إن السياسة النقدية ستواصل دعم النمو واستقرار الأسعار لكنها لا تكفي وحدها لتحقيق نمو اقتصادي متوازن.

ومجموعة العشرين عبارة عن منتدى تأسس سنة 1999 بسبب الأزمات المالية في التسعينيات. يمثل هذا المنتدى ثلثي التجارة في العالم وأيضاً يمثل أكثر من 90% من الناتج العالمي الخام. وتهدف المجموعة إلى تعزيز التضافر الدولي، وترسيخ مبدأ الحوار الموسع بمراعاة زيادة الثقل الاقتصادي الذي أصبحت تتمتع به عدد من الدول. ويمثل الأعضاء الحاليون لمجموعة العشرين نحو 65.2 % من سكان العالم.

(العربي الجديد)