وزارة الزراعة المصرية تفتح ملف "المبيدات الضارة"

وزارة الزراعة المصرية تفتح ملف "المبيدات الضارة"

21 فبراير 2017
خسائر تطاول القطاع الزراعي المصري بسبب المبيدات (Getty)
+ الخط -

ناقش وزير الزراعة المصري في الحكومة الجديدة عبد المنعم البنا، مع عدد من مساعديه صباح اليوم الثلاثاء أزمة دخول عدد من المبيدات الضارة والمهربة من الخارج إلى مصر، والتي أثارها عدد من النواب تحت قبة البرلمان خلال الساعات الماضية.

وحسب أطراف شاركت في اجتماع اليوم فإن هذه القضية أدت إلى حدوث تراجع كبير وحاد في الصادرات الغذائية إلى الخارج خلال عام 2016.

ونبّه وزير الزراعة خلال الاجتماع بضرورة مراقبة الأسواق ومنع تلك المبيدات خاصة "مجهولة المصدر" من الدخول إلى البلاد، خلال الفترة المقبلة، بعدما تبيّن بالفعل وجود مبيدات مسرطنة وقاتلة داخل الأسواق، وهو ما أكده أحد المسؤولين المشاركين في الاجتماع.

ومن المتوقع أن يمثل الوزير أمام البرلمان خلال الأسبوع المقبل لمناقشة هذا الملف،

وأشار مسؤول شارك في اجتماع اليوم إلى وجود مصدرين للمبيدات الضارة في مصر، الأول من إسرائيل ويدخل عن طريق جهات مسؤولة في مصر، والثاني مصانع "بير السلم" التي انتشرت في عدد من المحافظات المصرية، موضحاً أن أمراض السرطان والفشل الكلوي، وغيرها بدأت تنتشر في المجتمع المصري بسبب تلك الانتهاكات، كما مشدد على أن هناك أخطبوطاً داخل وزارة الزراعة بسبب الفساد السياسي وغياب الرقابة.

وقال مصدر أخر رفض ذكر اسمه "هناك أكثر من 600 نوع من المبيدات الضارة داخل مصر، 80% منها مهرّب من إسرائيل، وجميعها مبيدات قاتلة، ومعظمها محظور دولياً".

ولفت المصدر إلى أن" أبرز تلك المبيدات الإسرائيلية الضارة مشتقات "دي دي تي" بجميع أنواعها والتوكسافين ومبيد بروميد ومبيد مينتايل، وكلها مبيدات قاتلة".


مقاطعة المنتجات

وكانت العديد من الدول العربية والأجنبية قد حظرت دخول عدد من المنتجات الزراعية المصرية إلى أراضيها، متذرعة بأنها غير صالحة للاستخدام الآدمي، وهو ما كشف عنه التقرير الأميركي الذي صدر من 360 صفحة قبل أشهر، ويحذر من دخول عدد من المنتجات الزراعية لوجود بقايا لفضلات آدمية وحيوانية على العديد من المواد الغذائية، خاصة الأغذية المجمدة مثل الملوخية، والسبانخ، والبامية، والفول الأخضر، والخرشوف، الأمر الذي يجعلها سبباً رئيسياً في الإصابة بمرض الكبد الوبائي من فصيلة "إيه".

ولم يكتفِ التقرير بذلك، بل أعلن عن منع استيراد الجبن من مصر بعدما كشف التحليل احتواءه على مادة "الفورمالين" التي تدخل في حفظ جثث الموتى.

كما أعلنت الهيئة المعنية بمراقبة سلامة الغذاء في روسيا مؤخرا، فرض حظر على استيراد بعض الواردات الزراعية من مصر التي تنطوي على مخاطر عالية مرتبطة بالصحة النباتية، بسبب المخالفة الممنهجة للمتطلبات الدولية والمتعلقة بالصحة النباتية من جانب القاهرة.

وعربياً، كشف مستوردون في السعودية مؤخرا عن إيقاف الهيئة العامة للغذاء والدواء لبعض الخضراوات والفواكه المستوردة من مصر، بعد أن أثبتت التحاليل عدم ملاءمتها للاستخدام الآدمي، كما أعلنت حماية المستهلك السودانية وقف استيراد الفواكه والمنتجات المصرية.

ويعتبر استخدام المبيدات الزراعية الضارة هاجساً يؤرق الكثير من المزارعين في مصر، وهو ما أكده النقيب العام للفلاحين فريد واصل، والذي أشار إلى أن تلك المبيدات تسبب الكثير من الأضرار الصحية، موضحاً أن الجمعيات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة تجبر الفلاح على شراء تلك المبيدات التي لا يعرف الكثير مصدرها.
وأضاف أن الكثير من الفلاحين أصابهم المرض من تلك المبيدات، فضلاً عن إصابة التربة بالديدان، منوهاً بأنه لا يوجد في مصر حتى الآن تشريع قانوني رادع يجرّم غش المبيدات‏.

كما أشار واصل إلى أن ضعف الرقابة أدى إلى انتشار صناعة المبيدات الضارة في مصر بطريقة غير مسبوقة، إذ تحتل محافظة كفر الشيخ تلك القائمة يليها محافظة الفيوم وبني سويف والبحيرة والغربية.

وكانت عضو مجلس النواب النائبة مارجريت عازر، قد تقدمت ببيان عاجل لوزير الزراعة الأسبوع الماضي، بسبب تهريب مبيدات إسرائيلية ضارة لمصر تشكل خطراً على صحة المواطن المصري، مؤكدة أن هرمونا إسرائيليا يسمى "أوربت عادي" يتم رشه على الخضراوات خاصة الطماطم ليزيد حجمها بعد عمر 40 يوماً عن طريق الخلطة السحرية أو السرية.

وبيّنت أنه تم الإشارة على العبوة من الخارج بعبارة "Oraset 20%"، كافية لرش فدان بالكامل وسعرها يصل من 120 إلى 350 جنيهاً، حسب نوعه، مما يجعل الفدان ينتج 1500 قفص طماطم، بينما الفدان الذي لم يشمله الرش بهذا الهرمون ينتج 500 قفص فقط.

وطالبت النائبة وزير الزراعة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة المواطن المصري.



المساهمون