زيتون فلسطين... التحديات لا تعطل فرحة الحصاد

زيتون فلسطين... التحديات لا تعطل فرحة الحصاد

09 نوفمبر 2017
تقدر المساحات المزروعة بالزيتون في فلسطين بمليون دونم(فرانس برس)
+ الخط -
بينما دخل الفلسطينيون في الثلث الأخير من موسم قطاف الزيتون، ظهرت مؤشرات على أن كميات الإنتاج من الزيت ستكون أقل من المتوقع، في حين تبين أن جودته في المجمل أعلى من السنوات الماضية، بناء على نتائج فحوصات معملية.
ويعود الانخفاض المتوقع في كميات إنتاج زيت الزيتون من 19 ألف طن إلى 16 ألفا في هذا الموسم، إلا أن عدداً من المزارعين في شمال الضفة الغربية خصوصا، قاموا بقطف الثمار في مرحلة مبكرة من النضج، في حين ارتفعت الجودة بسبب تراجع نشاط ذبابة الزيتون التي ضربت مساحات واسعة من الحقول في الأعوام الماضية، وتسببت في زيادة الحموضة في الزيت.
ويبلغ معدل إنتاج فلسطين السنوي من زيت الزيتون قرابة 20 ألف طن، بالإضافة إلى 12 ألف طن من الزيتون المُعد للتخليل، كما أن قطاع الزيتون يعد أحد المدخلات الرئيسة لعدد من الصناعات الغذائية، ومواد التجميل والأدوية، ويذهب زيت الزيتون منخفض الجودة لإنتاج "الصابون النابلسي" الشهير.
وتقدر المساحات المزروعة بالزيتون في فلسطين بمليون دونم، وتفيد بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني (رسمي) بأن عدد أشجار الزيتون في الضفة الغربية وقطاع غزة يبلغ 11 مليونا، 95% منها في الضفة الغربية، والنسبة المتبقية في قطاع غزة، وتنتشر أشجار الزيتون على أكثر من 50% من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، وفقا للمصدر ذاته.
وينظر الفلسطينيون إلى الزيتون من منطلقات سياسية تُعبِّر عن قيمة الأرض في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأخرى اجتماعية وثقافية تنطلق من الحفاظ على تراث الأجداد، والحد من الهجرة من الريف إلى المدينة بحثا عن فرص عمل.
وتعتمد قرابة 100 ألف أسرة على قطاع الزيتون كمصدر أساسي للدخل، لتكون بذلك الجوانب الاقتصادية لزيت الزيتون حاضرة بقوة، نظرا لاعتبار الزيتون أحد المكونات الأساسية للأمن الغذائي.
ويقدر رئيس مجلس الزيت الفلسطيني فياض فياض (يضم ممثلين عن وزارة الزراعة والمزارعين والأطراف ذات العلاقة) أن يصل إجمالي الإنتاج من زيت الزيتون هذا الموسم إلى 16 ألف طن، علما أن التوقعات كانت عند 19 ألفا، ويعزو ذلك إلى قيام بعض المزارعين بالقطاف المبكر، الذي تسبب في هبوط نسبة الزيت في الزيتون إلى 15% بينما يبلغ المعدل عادة 25% في حال تم تأخير القطاف إلى ما بعد النضج الكامل.
وأوضح فياض في حديث مع "العربي الجديد"، أن موجات الحر التي ضربت فلسطين خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، تسببت بتأخير نضج ثمار الزيتون، في هذا الموسم، وهو ما غاب عن عدد من المزارعين الذين خسروا ما يقارب ثلث الكميات التي توقعوها من الزيت.



ويباع الكيلو الواحد من الزيت في معاصر الزيتون بـ 26 شيقلا (7.5 دولارات) في المعدل، لكن الأسعار ترتفع وصولا إلى 50 شيقلا (14.2 دولارا) للكيلو الواحد من الزيت فائق الجودة الذي يتم إنتاجه من الأشجار المعمرة قليلة العدد في الأراضي الفلسطينية نسبة إلى إجمالي أشجار الزيتون.
وناشد فياض المزارعين بيع الكميات التي تزيد عن استهلاكهم في معاصر الزيتون مباشرة، لكون الأسعار تكون مرتفعة أثناء الموسم. وقال إنه "ليس بمقدور كافة المزارعين تخزين إنتاجهم من زيت الزيتون بالطرق السليمة التي تحافظ على جودته، وبالتالي فإن الأسعار تنخفض بعد انتهاء الموسم".
ويوضح المهندس الزراعي المتخصص بقطاع الزيتون فارس الجابي، أن تراجع نشاط ذبابة الزيتون هذا العام بسبب الأجواء الحارة خلال فصل الصيف، أدى إلى ارتفاع جودة الزيت في كافة المحافظات الفلسطينية.
وقدر الجابي، أن إجمالي ما تُلحقه هذه الآفة من ضرر في الثمار، ينعكس بفقدان 6 آلاف طن من الزيت سنويا، وهو ما يعني خسارة الاقتصاد الفلسطيني 30 مليون دولار في الأعوام التي تشهد نشاطا لهذه الذبابة.
ويواجه قطاع الزيتون في فلسطين تحديات ترتبط باعتداءات سلطات الاحتلال على المزارعين وأراضيهم وأشجارهم، وشهد العام الجاري إقدام المستوطنين في عدد من المناطق على سرقة الثمار في عدد من الحقول القريبة من المستوطنات.
كما أن سلطات الاحتلال تمنح تصاريح خاصة لأيام معدودة يتمكن المزارعون خلالها من الوصول إلى الحقول الواقعة خلف الجدار الفاصل المقامة في الضفة الغربية، وهو ما ينغص موسم القطاف عليهم.
وتتمثل التحديات الأخرى باعتماد معظم المزارعين على الأساليب التقليدية مع أشجارهم، بالإضافة لكون معظم العمل في هذا القطاع عملا عائليا صغيرا يواجه مشكلة تفتت الملكيات الناتج عن وفاة الآباء وتقسيم الأراضي بين عدد كبير من الأبناء، وتذبذب المحصول من سنة إلى أخرى بصورة لا يمكن التنبؤ بها، فضلا عن الآثار الناتجة عن التغير المناخي وتذبذب كميات الأمطار من سنة إلى أخرى.
ووفقاً لمعطيات جهاز الإحصاء الفلسطيني، فإن عدد حيازات الزيتون في فلسطين، يبلغ في الضفة الغربية وقطاع غزة 68 ألفا، أغلبيتها العظمى بعلية، وتعتمد أساليب تقليدية في الإنتاج.
ولمواجهة التحديات القائمة، تقول وزارة الزراعة الفلسطينية إنها "تعمل على تنفيذ ما ورد في الإستراتيجية الفلسطينية للأعوام (2014-2015) لتمكين زيت الزيتون الفلسطيني من المنافسة في الأسواق العالمية، لما في ذلك من دور في زيادة ربحية المزارعين.