إيران تستعدّ لمواجهة العقوبات الأميركية بحماية عملاء نفطها بآسيا

إيران تستعدّ لمواجهة العقوبات الأميركية بحماية عملاء نفطها في آسيا

27 نوفمبر 2017
إيران تخفض سعر البيع الرسمي لخام النفط (Getty)
+ الخط -
تسعى إيران للحفاظ على عملاء نفطها في آسيا، آملة في أن تحفز تخفيضات الأسعار الشهرية لخامها في مواجهة إمدادات شرق أوسطية منافسة، وفي ظل تهديد محتمل بفرض المزيد من العقوبات الأميركية.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، إن شركة النفط الوطنية الإيرانية عرضت في الأسابيع القليلة الماضية شحنات فورية للخام تراوحت بين الخفيف والثقيل على مشتريها القائمين في آسيا بعد وضع أسعار تسليمات ديسمبر/كانون الأول، عند أقل مستوى في سنوات مقارنة بنظيراتها من الخامات السعودية.

ورفضت المصادر الكشف عن هويتها لكونها غير مخول لها بالحديث إلى وسائل الإعلام، بينما لم يتسن الحصول على تعليق من شركة النفط الوطنية الإيرانية.

يأتي ذلك بينما أمام الكونغرس الأميركي حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول، ليقرّر ما إذا كان سيعيد فرض عقوبات على إيران بعد رفعها في وقت سابق مقابل الحد من أنشطتها النووية وذلك في ضوء إعلان الرئيس دونالد ترامب، عدم التزام طهران ببنود الاتفاق.

وقال تيلاك دوشي، المستشار لدى "ميوز ستانسيل آند كو" في سنغافورة: "التهديد بعقوبات من الكونغرس الأميركي يضغط على إيران لتعزيز الأسواق عن طريق تخفيضات أسعار وتعديلات على شحن خامها".

وخفضت شركة النفط الوطنية الإيرانية في البداية سعر البيع الرسمي لخام إيران الثقيل أمام الخام العربي المتوسط السعودي لشهر أكتوبر/تشرين الأول، ثم قلصته مجدداً لشهر ديسمبر/كانون الأول.

وأظهرت بياناتٌ على "تومسون رويترز أيكون" أن ذلك وضع الخصم السعري لخام إيران الثقيل لشهر ديسمبر/كانون الأول عند أكبر مستوى في أكثر من عشر سنوات مقارنة مع الخام العربي المتوسط.

وفي الوقت ذاته فإن التخفيضات في سعر الخام الإيراني الخفيف جعلته عند أقل علاوة سعرية في عامين أمام الخام العربي الخفيف السعودي.

وقالت المصادر، إن الهدف من تلك التخفيضات هو الحفاظ على المشترين الحاليين للنفط الإيراني الذين لديهم بالفعل ترتيبات مدعومة حكومياً قائمة منذ بدأت العقوبات الغربية الأصلية تضر بصادرات إيران النفطية في الفترة من 2012 إلى 2014.

وقالت مصادر تجارية، إن المشترين اليابانيين والهنود استجابوا لتخفيضات أسعار أكتوبر تشرين الأول بزيادة الواردات، ومن المتوقع إبقاؤهم على حجم وارداتهم مرتفعاً بفضل الأسعار التنافسية.

وجاءت عروض إيران لشهر ديسمبر/كانون الأول، قبل أسابيع من اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين من خارجها المقرر في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، لاتخاذ قرار بشأن تمديد اتفاق لخفض الإنتاج ودعم الأسعار.

وقال إحسان الحق، مدير النفط الخام والمنتجات المكررة لدى ريسورس إيكونومست للاستشارات، إن العروض جاءت أيضاً عقب تزايد صادرات خام البصرة من العراق وزيادة إمدادات قطر في يناير/كانون الثاني، ما يضع الخام الإيراني تحت ضغط.

رغم ذلك لا يتوقع المتعاملون والمحللون تكرر معركة الحصص السوقية التي اندلعت قبل اتفاق أوبك على خفض الإمدادات في 2016، حيث من المقرر أن تبقي إيران على إنتاج ثابت عند حوالى 3.8 ملايين برميل يومياً وصادرات بين 2.4 مليون و2.6 مليون برميل يومياً.

وقال متعامل في النفط الإيراني: "لقد بلغوا الحد الأقصى لحجم (صادراتهم) إلا أن يكون بإمكانهم زيادة الإنتاج بشكل أكبر".

وتمارس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطاً على الشركات الدولية من أجل عدم المضي في استثماراتها في قطاع النفط في إيران، فضلاً عن حث الدول المستوردة عدم شراء الخام الإيراني.

لكن وزير النفط الإيراني، اعتبر في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "ارنا" اليوم، أن دعوة ترامب بعدم شراء النفط الإيراني لم تترك تأثيراً على حجم الصادرات النفطية للدولة.

ويأتي موقف ترامب في حين أن الاتفاق النووي ينص على منع أميركا من وضع عراقيل أمام تصدير إيران من النفط أو تحسين علاقاتها الاقتصادية وتطبيع هذه العلاقات مع العالم، وفق الوكالة الإيرانية.

(العربي الجديد، رويترز)