حكومة الجزائر تُسدل الستار على معركة السياسة والمال

حكومة الجزائر تُسدل الستار على معركة السياسة والمال

19 أكتوبر 2017
رئيس الوزراء الجزائري يدعم رجال الأعمال (Getty)
+ الخط -
أنهى رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، وبطريقة غير معتادة الجدل القائم في البلاد منذ بداية صيف هذه السنة حول فصل المال والكارتل المالي عن الحياة السياسية، وذلك بحضوره افتتاح الجامعة الصيفية لمنتدى رؤساء المؤسسات، الذي يعد أكبر تكتل لرجال الأعمال وفي مقدمتهم علي حداد، المقرب من محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والذي كان الخلاف معه سببا رئيسا في إطاحة رئيس الوزراء السابق عبدالمجيد تبون.
هي سابقة في تاريخ الجزائر أن يحضر رئيس الحكومة، ومن خلفه ترسانة من الوزراء لاجتماع سنوي لمنظمة أرباب العمل وبحجم "الجامعة الصيفية"، فالحضور كان لبعث رسائل سياسية وأخرى اقتصادية، عنوانها "عودة المياه إلى مجاريها" بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من أن يزول "المال السياسي" من المشهد الجزائري.
وفي بداية كلمته في المنتدى الذي عُقد مساء أول من أمس، فضّل أويحيى أن يرسم الحدود والقواعد التي سيتم التحرك داخلها وبموجبها حين قال إن "ما يزيد من سعادتنا (الحكومة) بتواجدنا معكم أننا، سياسيا، في جبهة واحدة، وهي جبهة الجزائر، جبهة أولئك الذين يحترمون مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة"، في رسالة واضحة تؤكد تناغم الحكومة مع الكارتل المالي.
وقدم رئيس الوزراء بعدها جملة من الهدايا والامتيازات للكارتل المالي، أعلن عنها في خطابه، في مقدمتها فتح المجال أمام رجال الأعمال الجزائريين للاستثمار في النقل الجوي والبحري للسلع المحتكرة منذ استقلال الجزائر سنة 1962 من طرف الشركات الحكومية.
كما كشف أويحيى عن طي ملف "المناطق الصناعية" التي أسالت لعاب رجال الأعمال في الجزائر، حين أعلن عن إنجاز 50 منطقة صناعية خلال سنة واحدة تخدم مصالح المستثمرين، ليكون مسك الختام هو ضخ الحكومة لسيولة في أرصدة البنوك العامة موجهة خصيصا لتمويل المشاريع الاستثمارية التي يقوم بها رجال الأعمال.
وبدا رجال الأعمال، في أروقة الجامعة الصيفية، مرتاحين لخطاب رئيس الوزراء التطميني والمهادن، والذي كان محل ترحيب كبير.
وفي السياق قال رجل الأعمال والعضو في منتدى رؤساء المؤسسات عبد الكريم جابور، إن "خطاب أويحيى أعاد الوضع بين الحكومة ورجال الأعمال إلى حالته الطبيعية، وأنهى حالة الشك التي سادت وسط عالم رجال الأعمال في الجزائر".
وأضاف لـ "العربي الجديد" أن الجزائر تمر بظروف اقتصادية صعبة تحتم على الجميع التحرك معا لإخراج البلاد من عنق الزجاجة من خلال الاستثمار في القطاعات الاقتصادية.
وكانت الجزائر قد عاشت صيفا سياسيا ساخنا تميز بتسارع الأحداث، بعد إعلان رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون عزم حكومته التي تم تنصيبها في مايو/أيار الماضي، إعلان الحرب على المال السياسي.
لكن سرعان ما تدخل بوتفليقة على خط الأزمة، حين قرر إنهاء ما سماه "التحرشات برجال الأعمال" بعزل رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون في أغسطس/آب.
وفي قراءة لتطورات الأحداث، قال الخبير الاقتصادي جمال نور الدين لـ "العربي الجديد" إن أويحيى أعطى انطباعا بأن كل ما حدث مع تبون هو مجرد "سحابة صيف عابرة".

المساهمون