سورية: المصارف والمركزي يدعمان صرف الليرة أمام الدولار

سورية: المصارف والمركزي يدعمان صرف الليرة أمام الدولار

15 أكتوبر 2017
بلغ سعر الدولار 493 ليرة سورية (فرانس برس)
+ الخط -
تراجع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية بإغلاق اليوم الأحد في العاصمة دمشق، إلى 493 ليرة للدولار شراء و497 ليرة مبيعاً، وهو أفضل سعر تصله الليرة منذ أكثر من عام، كما هو أقل من سعر دولار الموازنة العامة لعام 2018، الذي حددته حكومة بشار الأسد بـ 500 ليرة ومن سعر الحوالات ودولار تمويل التجارة.

ويعزو مراقبون بدمشق أسباب تراجع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، إلى تدخل المصارف وشبه الاستقرار الذي تعيشه مناطق سيطرة بشار الأسد، بعد توقف القتال والقصف إثر الهدنات التي وقعتها حكومة الأسد والمعارضة في أستانة، ولزيادة عرض الدولار في السوق السورية، بفعل التحويلات الخارجية وبعض المشروعات الاستثمارية وإعادة الإعمار.

ويشير مراقبون خلال تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إلى أن إجراءات المصرف المركزي، وآخرها اليوم الأحد، بتخفيض سعر صرف دولار الحوالات من 510 إلى 508 ليرات سورية، وما تقوم به المصارف السورية من ضبط عرض العملات الصعبة، عبر شراء الدولار وبسعر أعلى من سعر السوق، كان لها دور مهم في تحسن سعر الصرف.

ويكشف الاقتصادي السوري، علي الشامي، أن مصرف سورية المركزي يشتري الدولار عبر المصرف التجاري، وبسعر 515 ليرة، وهو سعر أعلى من السوق السوداء بنحو عشرين ليرة، ما دفع كثيرا من السوريين للتخلي عن بعض مدخراتهم بالعملات الأجنبية، بواقع ما يسمى انتصارات الجيش وبدء عمليات إعادة الإعمار، التي يروّج إعلام النظام السوري، أنها ستحسن سعر صرف الليرة.

ويضيف الشامي لـ"العربي الجديد" بدأت وتيرة بيع الدولار للمصرف التجاري تتراجع إلى نحو 5 ملايين دولار يومياً، بعد أن تعدت خلال الأسبوعين الفائتين 10 ملايين دولار، عازياً السبب إلى قرار المصرف المركزي بإلزام بائع الدولار إيداع العملة السورية في حساب مجمّد، لمدة لا تقل عن شهر، مقابل فوائد بنسبة 14%.

ويشير الاقتصادي السوري، أن هدف المركزي من هذا القرار، امتلاك الدولار بعد أن تبدد الاحتياطي الأجنبي من نحو 18 مليار دولار عام 2011، إلى أقل من 500 مليون دولار اليوم، فضلاً عن محاولة تقليل عرض الليرة السورية في الأسواق، لئلا يهبط سعرها الذي تحسن خلال الأسبوعين الأخيرين ووصل لأفضل سعر منذ أكثر من عام.

ويرى الشامي أن هذا الإجراء ذو مفعول آني، لأن الطلب على الدولار في السوق الموازي، سيزيد من قبل التجار على الأقل، لأن السعر أقل من دولار الحوالات ودولار تمويل الصادرات (505 ليرات) الذي يمنّ به المصرف المركزي على التجار، ما يؤدي بعد فترة إلى تراجع عرض الدولار في السوق، وبالتالي تحسّن سعر صرفه، مشيراً إلى أن ثمة تفاوتا كبيرا بسعر صرف الدولار بين المدن السورية اليوم، ففي حماة وصل الدولار لنحو 490 وفي درعا 493 ، كما أن تحسن الليرة السورية أمام الدولار، أكبر من نسبة تحسنها أمام اليورو والإسترليني، لأن سعر الدولار عالمياً تراجع هذا العام.

وحول توقعاته للمستقبل القريب، يقول الشامي، ربما يتأرجح الدولار على عتبة 500 ليرة، ناقصاً 25 حتى نهاية العام، وتثبيت السعر أو تحسّنه، مرتبط بمدى دخول عملة صعبة إلى السوق السورية وبحجم الاستيراد والتصدير، والأهم برأيه، العامل النفسي المرتبط بالأوضاع السياسية والعسكرية، وجميع هذه الأسباب، موضع تأرجح، خاصة منها التجارية والإنتاجية، وكذا لبوادر الحلول السياسية التي شجعت كثيرا من المكتنزين، لتبديل الدولار بالعملة السورية وربح الفارق الكبير الذي يعرضه مصرف سورية المركزي.

وكان سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، لا يتعدى 50 ليرة سورية، مطلع الثورة عام 2011 في حين تعدى 600 ليرة العام الفائت لفترة وجيزة قبل أن يبدأ بالتعافي ويصل اليوم الأحد، إلى أدنى سعر منذ أكثر من عام.