ماذا يعني التعاون بين موسكو والرياض لشركات النفط الروسية؟

تعاون موسكو والرياض يمهد لتمدد امبراطورية "روسنفت" في آسيا

13 أكتوبر 2017
مقر روسنفت في موسكو (الكسندر تيمينوف/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي تعيش فيه السعودية ظروفاً مالية ضاغطة تجعلها في أمسّ الحاجة لرفع أسعار النفط حتى تتمكن من سد الفجوة المالية الكبيرة بين الإنفاق والدخل النفطي، وكذلك إنجاح طرح 5% من أسهم شركة أرامكو، ترى نشرة "أويل برايس" الأميركية، أن الشركات الروسية تستغل هذا الوضع في زيادة حصص مبيعاتها في السوق النفطي الصيني وتمديد نفوذها النفطي في آسيا.  

وحسب النشرة النفطية، تشتد حدة التنافس بين شركة أرامكو السعودية وشركة روسنفت، كبرى شركات النفط الروسية، على  أسواق آسيا وتحديداً السوق الصيني، على الرغم من التعاون بين موسكو والرياض في خفض الإنتاج ورفع أسعار النفط.  وترى النشرة المتخصصة في الطاقة، أن "روسنفت" تسعى إلى التوسع في السوق الصيني الذي بات يحدد حالياً الطلب العالمي على النفط، مستفيدة من الحاجة السعودية الماسة إلى رفع أسعار النفط.

ويذكر في هذا الصدد أن طرح حصة 5% الذي تخطط له شركة أرامكو في نهاية العام المقبل 2018، لن يكون جاذباً للمستثمرين، ما لم ترتفع أسعار النفط فوق 60 دولاراً للبرميل، وذلك حسب تقييمات خبراء نفطيين للموقع النفطي الأميركي.

وضمن هذه الخطوة، باعت شركة روسنفت، كبرى شركات النفط في روسيا، حديثاً، حصة 14.16 من أسهمها لشركة "سي إف سي الصينية"، مقابل 9 مليارات دولار.

وتعاني شركة الروسية الكبرى من الحظر الأميركي الأخير على روسيا، ويحد ذلك من قدرتها على جمع أموال من أسواق المال العالمية والحصول على قروض من المصارف الغربية، ولذلك فهي حريصة على التوسع أكثر في السوق الصيني، حتى تتمكن من الحصول على تمويلات،وبقية أسواق آسيا. 

ويعد السوق الصيني الأكبر من حيث استيراد النفط، وقد تفوق على السوق الأميركي الذي بات شبه مكتفٍ في أعقاب ثورة النفط الصخري، وفي حال وجود عجز يعتمد على استيراد النفط من كندا والمكسيك وبعض دول أميركا الجنوبية.

وتشير الأرقام الصينية الرسمية، إلى أن حجم الاستهلاك النفطي الصيني بلغ 11.67 مليون برميل يومياً، في النصف الأول من العام الجاري، وذلك حسب الإحصائيات الصينية الرسمية، في آخر يوليو/تموز الماضي. وذلك يمثل زيادة بنسبة 6.05% عن نفس الفترة من العام الماضي.

ولتحقيق الهدف، حرصت شركة "روسنفت"، على إبرام مجموعة من الاتفاقات مع الشركات الصينية لزيادة حصتها في السوق، حيث أبرمت في بداية العام الجاري عقوداً مع شركة "بتروتشاينا"، لترفع صادراتها من 400 ألف برميل يومياً إلى 600 ألف برميل يومياً.

كما وقّعت كذلك اتفاقية مع شركة "سي آي إف سي" لزيادة صادراتها النفطية للصين، وإلزامها بعقود تنقيب في شرقي سيبيريا. وتستهدف الشركة رفع صادراتها إلى السوق الصيني بنهاية العام الجاري إلى 800 ألف برميل يومياً.

وإلى جانب"روسنفت"، هناك شركات روسية نفطية أخرى تركز على السوق الصيني، مثل شركة "لوك أويل" وشركات نفطية صغيرة أخرى. وبتتخوف شركات النفط الروسية من احتمالات تشديد الحظر الأميركي، وسط الاتهامات المتبادلة بين موسكو وواشنطن حول مجموعة قضايا دولية. وبالتالي تسعى إلى استغلال حاجة السعودية السياسية والاقتصادية التي حالياً  التي تضطرها للتعاون مع روسيا في التمدد في السوق الصيني، حيث باتت صادراتها تتفوق على صادرات أرامكو إلى الصين.

وتشير الإحصائيات الصينية الأخيرة، إلى أن صادرات النفط الروسي إلى الصين ارتفعت بنسبة 13.2%، حيث بلغت 1.16 مليون برميل يومياً في النصف الأول من العام الجاري، متفوقة بذلك على صادرات أرامكو التي تراجعت بنسبة 1.75%.  كما تخطط روسنفت لإنشاء مصفاة نفطية في إقليم تيجان الصيني، ضمن مشروع مع شركة النفط الوطنية الصينية، وذلك حسب البيان الصادر عن روسنفت في يناير/كانون الماضي.

يذكر أن مخاوف الشركات الروسية ارتفعت من عودة سباق الحصص النفطية في السوق العالمي مجدداً خلال العام الجاري، مع زيادة إنتاج النفط الصخري، وبعد توقيع السعودية اتفاقات جديدة مع الصين، خلال زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الأخيرة لبكين.