الثلوج تبشر مزارعي المغرب بموسم مختلف

الثلوج تبشر مزارعي المغرب بموسم مختلف

21 يناير 2017
الثلوج تنعش آمال مربي المواشي والأغنام بشأن الكلأ (Getty)
+ الخط -
يعرف المغرب في الفترة الأخيرة انخفاضاً غير مسبوق لدرجات الحرارة، مصحوباً بثلوج كثيفة وتساقطات مطرية تنعش آمال المزارعين في موسم زراعي يبدو أنه سيكون في مستوى التطلعات، بعد جفاف التهم محاصيل السنة الماضية.

وانخفضت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ناقص 8 درجات، ما استنفر السلطات العمومية من أجل توفير الغذاء والمأوى لسكان بعض المناطق الجبلية.

ونبهت وزارة التجهيز والنقل قبل يومين، إلى ضرورة تقليص تنقلات المغاربة في المناطق التي تعرف تساقطات مطرية، إلا للضرورة القصوى.

وانعكس انخفاض درجات الحرارة سلباً على بعض الزراعات مثل الطماطم التي تراجع إنتاجها بحدود النصف، ما أفضى إلى تراجع العرض في السوق المحلي وعند التصدير.

غير أن حالة الطقس هذه تنعش آمال مزارعين يرون في الثلوج والتساقطات المطرية مؤشراً على موسم زراعي واعد، بعد الموسم الماضي الذي كان مخيبا للآمال.

ويعتبر محمد بن بورحيم، من منطقة توبقال، (70 كم من مدينة مراكش) أن الثلوج التي تعرفها المنطقة تطمئن السكان حول مخزون مهم من المياه في العام الحالي.

ويذهب إلى أن تلك الثلوج، على الرغم من الصعوبات التي تخلقها على مستوى التنقل، تساهم في دعم رصيد المنطقة من المياه الجوفية، ما يضمن لها مصادر مائية للري في فصل الصيف.

ويذهب المزارع حسن بلحاج من منطقة بني مسكين، والتي تُعرف بتربية المواشي، إلى أن حالة الطقس الحالية ترفع من معنويات مربي المواشي التواقين إلى الكلأ الطبيعي.

ويشير إلى أن المزارعين يتابعون بالكثير من الاهتمام نشرات الأرصاد الجوية، علهم يتبينون فيها أخباراً سارة حول التساقطات المطرية التي تعتبر مهمة في هذه المرحلة لزراعة الحبوب.

ويؤكد عبد الرحمان القبلي، من منطقة الشاوية، أن الصقيع الذي تتخلله تساقطات مطرية بين الحين والآخر، يدفع المزارعين في منطقة الشاوية إلى توقع محصول حبوب يتجاوز بكثير ما تحقق في الموسم الماضي.

ويقر بأن الصقيع يؤثر سلبا على النباتات، لكن يشدد على أن ارتفاع درجات الحرارة في الأسابيع المقبلة سيساعد على عودة الروح إلى المزروعات من الحبوب.

وبلغ متوسط حجم التساقطات المطرية حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي 153 ملم، بزيادة 135% مقارنة بالموسم الماضي، ما ساهم في انتعاش مخزون المياه في السدود، والذي وصل إلى 52.7% حسب بيانات وزارة الماء، مقابل 64% في العام الماضي.
ودفعت تلك التساقطات المزارعين إلى الإقبال على زراعة الحبوب، إذ وصلت المساحة المزروعة إلى أربعة ملايين هكتار من أصل خمسة ملايين هكتار مستهدفة.

ويراهن المغرب على القطاع الزراعي من أجل رفع معدل النمو الاقتصادي إلى 3.6% في 2017، بعدما تقلّص إلى 1.1% في العام الماضي.

وكانت القيمة المضافة للقطاع الزراعة تراجعت في العام الماضي بـ 9.8%، لتراجع مساهمته في النمو الاقتصادي بنحو 1.3%.

المساهمون