رولز رويس تدفع 800 مليون دولار لإغلاق قضايا رشوة

رولز رويس تدفع 800 مليون دولار لإغلاق قضايا رشوة

18 يناير 2017
الشركة تخوض مفاوضات لتسويات أخرى (Getty)
+ الخط -
أعلنت وزارة العدل الأميركية ومكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في بريطانيا في بيانين منفصلين أن شركة رولز رويس البريطانية وافقت على سداد أكثر من 800 مليون دولار للسلطات بالبلدين، لتسوية اتهامات تتعلق بتقديم رشى لمسؤولين في ست دول على مدار أكثر من عشر سنوات بهدف الفوز بصفقات.

وقالت الوزارة إن الشركة أقرت بدفع رشى لمسؤولين في شركات طاقة حكومية في كل من كازاخستان وتايلاند والبرازيل وأذربيجان وأنغولا والعراق تجاوزت 35 مليون دولار للفوز بعقود.

واعتذر الرئيس التنفيذي وارن إيست "بغير تحفظ" في بيان عن عمليات الرشوة.

وعدلت الشركة منذ ذلك الحين قواعد الامتثال التي تحدد قواعد الدخول في المناقصات، وقلصت اللجوء لوسطاء.

ومن بين عمليات الرشوة دفعت رولز رويس لمسؤولين في أذربيجان 1.6 مليون دولار من خلال وسيط للفوز بعدد من عقود معدات النفط من شركة بتروبراس، حسبما قالت السلطات الأميركية، ولم ترد بتروبراس على طلب للتعليق.

وفي العراق دفع وسطاء رشى لمسؤولين محليين بعدما أبدوا مخاوف بشأن توربينات باعتها الشركة.

وقالت السلطات الأميركية إن وسيط رولز رويس دفع الرشوة من أجل "إقناع المسؤولين بقبول التوربينات"، ومنع المسؤولين من إدراج رولز رويس في "القائمة السوداء" للأنشطة المستقبلية في العراق.

وقالت مصادر بريطانية إن شركة رولز رويس وافقت على سداد غرامة بقيمة 671 مليون جنيه إسترليني للسلطات في بريطانيا والولايات المتحدة، لتسوية قضايا رشوة وفساد.

ومن المقرر أن تسدد الشركة العاملة في صناعات الطيران والفضاء 497 مليون جنيه إسترليني لمكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في بريطانيا، لتسوية ممارسات غير قانونية خارج البلاد بدأ التحقيق فيها 2012.

في نفس الوقت، طالب المكتب الشركة بتوفير معلومات عن رشى محتملة في أسواق الصين، وإندونيسيا وغيرها من الدول.

وقالت رولز رويس إنها وافقت أيضا على سداد 170 مليون جنيه إسترليني لوزارة العدل الأميركية.

وأضافت أنه من المتوقع أن تصل تكلفة تسوية مخالفات أخرى إلى 26 مليون إسترليني تُسدد للسلطات في البرازيل.

وتحتل الشركة مكانا متميزا بين المصنعين والمصدرين البريطانيين، إذ تصنع محركات الطائرات المدنية والعسكرية، علاوة على تصنيع محركات القاطرات، والسفن، والغواصات النووية، ومحطات الطاقة.

وقالت الشركة البريطانية العملاقة في مجال المحركات إن "هذه الاتفاقيات طوعية، ومن شأنها أن توقف التحقيقات مقابل التزامات تلبيها الشركة، بما في ذلك سداد عقوبات مالية".

وأضافت أنها مررت مخاوفها حيال ممارسات الرشوة والفساد إلى مكتب مكافحة الاحتيال البريطاني في عام 2012، لكنها لم توفر المزيد من المعلومات عن الدول التي وقعت بها.

ويرجع تاريخ بعض هذه الممارسات التي اقتربت رولز رويس من تسويتها إلى عشر سنوات مضت.

وأشارت التحقيقات إلى أن "وسطاء" يعملون مع رولز رويس متورطون في هذه الممارسات غير القانونية المزعومة، وهي شركات تتعامل معها الشركة البريطانية في الدول التي لا يتوافر فيها عمالة كافية لإنجاز مهام المبيعات، والإصلاح، والصيانة.

وأكد مكتب مكافحة جرائم الاحتيال أنه توصل إلى اتفاق، مع الشركة لإنهاء التحقيقات، يتطلب تصديق المحكمة الثلاثاء المقبل.

وتُعد هذه الحالة الثالثة لتسويات من هذا النوع يعقدها المكتب منذ صدور قانون يتيح إجراءها في 2014.

ويسمح القانون الصادر منذ ثلاث سنوات لمؤسسات الأعمال بسداد غرامات مالية ضخمة لتفادي الاتهامات الرسمية بالفساد حال اعترافها طواعية بجرائم مثل الاحتيال والرشوة.

ورولز رويس واحدة من أكثر السيارات رفاهية وأغلاها ثمناً وأقربها لأبناء الطبقة الأرستقراطية التي اهتمت بهذه النوعية من السيارات الإنجليزية الفخمة منذ أيامها الأولى، حيث كانت هذه السيارة منذ عام 1946 تجمع يدوياً في موقعها التاريخي في كرو شمال إنكلترا.

وفي العام 1931 اتحدت رولز رويس مع بنتلي، وقبل أن يسدل القرن الماضي ستاره انتقلت ملكية الشركة إلى بي إم دبليو الألمانية، غير أن ذلك لم يفقد هذه الماركة صبغتها الإنكليزية التي ظلت محتفظة بها.

(العربي الجديد، رويترز)


المساهمون