أوروبا تسد فجوة إمدادات النفط لآسيا بعد اتفاق فيينا

أوروبا تسد فجوة إمدادات النفط لآسيا بعد اتفاق فيينا

11 يناير 2017
آسيا تسجل أكبر طلب على النفط عالمياً(سام بانثاكي/فرانس برس)
+ الخط -
ألقى التزام الدول المنتجة للنفط الأعضاء في منظمة أوبك والمستقلين بالاتفاق المبرم بينها في العاصمة النمساوية فيينا، نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والقاضي بتخفيض الإنتاج، بظلاله على أسواق النفط العالمية ومسار ناقلات النفط، في الوقت الذي أكدت فيه روسيا مشاركتها في اجتماع لجنة المتابعة هذا الشهر.

وقالت وزارة النفط الروسية، اليوم الأربعاء، إن الوزير ألكسندر نوفاك سيتوجه إلى فيينا في وقت لاحق من هذا الشهر للمشاركة في محادثات تهدف إلى مراقبة مدى الالتزام بتنفيذ اتفاق لخفض إنتاج الخام، وستعقد المحادثات في فيينا يومي 21 و22 يناير/ كانون الثاني.


يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الطاقة الإماراتي، اليوم الأربعاء، أنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت هناك حاجة لتمديد اتفاق منظمة أوبك مع المنتجين المستقلين لخفض إنتاج النفط لأكثر من الفترة المستهدفة وهي ستة أشهر.

وقال الوزير سهيل بن محمد المزروعي، في مؤتمر نفطي، إن هناك حاجة إلى المنافسة في سوق النفط، وإن السعي لتثبيت السوق بهدف الوصول إلى سعر معين لن يفلح نظرا لأن ذلك لن يلقى تأييدا من أي دولة عضو في أوبك، مضيفا أن المنتجين تدخلوا لحماية السوق من خلال اتفاقهم. 

كميات قياسية

تحولات السوق بدت واضحة في قيام تجار أوروبيين وصينيين بشحن كميات قياسية من النفط الخام تصل إلى 22 مليون برميل من بحر الشمال وأذربيجان إلى آسيا في الشهر الجاري بهدف سد أي فجوة في الإمدادات بسبب القرار.

وأظهرت بيانات لوكالة رويترز بشأن تدفقات تجارة النفط، أن أكثر من 11 مليون برميل من خام بحر الشمال فورتيس تم تفريغها بالفعل أو في الطريق إلى آسيا، إضافة إلى 11 مليون برميل من الخام الأذربيجاني.

وتأتي كميات التصدير القياسية بعد توقعات بتقليص إمدادات الخام من الشرق الأوسط بسبب خطط منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لخفض الإنتاج من أجل دعم الأسعار.

وسلمت سبع ناقلات عملاقة تسيرها شركات فيتول ومير كوريا لتجارة السلع الأولية ورويال داتش شل الأوروبية النفطية الكبيرة ويونيبك الصينية شحنات نفط أوروبي أو من المتوقع أن تسلم شحنات إلى الصين وكوريا الجنوبية في الشهر الحالي.

وأدى اتفاق أوبك - الذي اتفقت فيه المنظمة على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا في النصف الأول من عام 2017 - إلى ارتفاع سعر خام دبي مقابل خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط، ما ساعد آسيا على الحصول على المزيد من الإمدادات بأسعار أكثر تنافسية من حوض الأطلسي.

ويستغرق شحن خام بحر الشمال فورتيس من ميناء هاوند بوينت حيث يتم تحميله في بريطانيا إلى العملاء في شمال آسيا، ومن بينهم اليابان وكوريا الجنوبية والصين، أكثر من ستة أسابيع.


المنافسة على آسيا

تلقي الصفقات الضوء على المأزق الذي تواجهه أوبك وغيرها من المنتجين الذين اتفقوا على خفض الإنتاج، ومن بينهم روسيا وعمان.

ورغم أن خفض الإمدادات قد يرفع أسعار النفط مؤقتا، إلا أن هذا يعطي منتجين آخرين مثل شركات النفط الغربية فرصة سد الفجوة وبيع النفط في آسيا، وهي أكبر منطقة بها طلب على النفط في العالم.

وأظهرت بيانات تجارية أن السفن التي تحمل النفط الأوروبي إلى آسيا تنقل الآن 11 مليون برميل من خام فورتيس وهو ما يتجاوز المعدل القياسي السابق بشحن 10 ملايين برميل من النفط في ديسمبر/ كانون الأول عام 2015.

وهناك المزيد من النفط في الطريق، حيث أظهرت بيانات تجارية أن من المقرر وصول ناقلتين عملاقتين للنفط تحمل كل منهما مليوني برميل من خام فورتيس إلى شمال آسيا في فبراير/ شباط، في حين تم حجز ثلاث ناقلات عملاقة أخرى مبدئيا لشحن النفط في الشهر الجاري بحيث تصل إلى آسيا خلال الفترة ما بين مارس/ آذار وإبريل/ نيسان.

(العربي الجديد)


المساهمون